استهجن “الوصاية”.. موكب نساء سودانيات: “نحن نخوض ثورتين”
6 يوليو 2022
“لا وصاية” كان الشعار الأبرز للموكب النسوي الذي تحرك اليوم الأربعاء من محطة باشدار وسط العاصمة السودانية إلى داخل اعتصام مستشفى الجودة بحي الديوم الشرقية والذي دخل يومه السادس.
ويأتي موكب السيدات السودانيات رفضا للوصاية والتمييز ضدهن في أعقاب جدل كثيف دار خلال الأيام الفائته حول مشاركتهن في الحراك الثوري وفرض الوصايا عليهن من كيانات ثورية.
واستبق الموكب بيان نشر على نطاق واسع بالصفحات الرسمية لعدد من المجموعات النسوية في البلاد. وقال البيان “نحن النساء في السودان نخوض ثورتين في آن واحد ثورة ضد نظام دكتاتوري شمولي ونظام ذكوري متسلط وهما عملتان لوجه واحد الا وهو معتقد الوصايا على حياة النساء الذي ما زال يلازم سياسات الحكومات و تقاليد المجتمعات السودانية”.
وأشار البيان، إلى أن “كثير من نساء بلادي الثائرات يخضعن للتعنيف والإرهاب والإقصاء والتمييز من قبل الأجهزة القمعية للدولة وأيضا الأجهزة القمعية من أسرهن ومجتمعاتهن فكما قلنا هي ثورة داخل ثورة”.
واحتشدت عشرات النساء بمحطة باشدار وتحرك موكبهن إلى داخل ارض الاعتصام مع ترديد هتافات “لا تفاوض لا شراكة لا شرعية لا وصاية”.. “وحدة قوية ضد العسكر والأبوية”.. “يا نسويات ابقوا الثبات الثورة دي ثورة بنات”.
ورفعت المشاركات في الموكب لافتات كتبت عليها شعارات مطلبية “صحة وتعليم مجان.. المرأة تعيش في أمان” بجانب لافتات أخرى ” نطالب بقوانين تُجرم العنف ضد النساء في المنزل او الشارع من عسكري أو اي مواطن”.
وكان البيان الذي استبق الموكب تعهد بمواصلة العمل و”اقتلاع المساحات في الفضاء العام والسياسي فهي معركة يخضنها النساء في كل العالم ونساء السودان لم يتأخرن عن خوضها عبر الأزمان في مجتمعات بُنيت لتعزيز السلطة الذكورية وحكومات وانقلابات تُخضع النساء بقوانين و عقوبات تمارس عليهن كل أنواع الوصاية والتضييق والتمييز تتزايد كل يوم أعداد النساء الساعيات للتحرر من تلك القيود المفروضة على حياتهنّ ومظهرهنّ ومخبرهنّ ووجودهنّ في المساحات الخاصة والعامة وعلى مشاركتهن في الحراك الثوري والعمل العام والسياسي”.
لن نقبل
وخاطبت متحدثات الموكب الذي توسط أرض الاعتصام وانضم إليه مشاركين آخرين.
وقالت مشاركة في الموكب النسوي لـ(عاين)،”حاسين في انو في ظلم واقع علينا نحن النساء.. حراكنا سيتواصل لوضع الاجندة النسوية في قلب العملية الثورية”.
فيما قالت مشاركة ثانية، “حياة المرأة السودانية كلها نضالات، وعندما نتحدث عن التغيير يجب أن نستصحب كل القضايا، ولن نسمح مرة أخرى لأن يُقال لنا ان هذا ليس وقته.. والقضايا النسوية ما وقتها”.
ورفضت المشاركة قبول أي فعل عنيف داخل ميادين الاعتصامات والمواكب الجماهيري غرضه الحد من حرية حركة النساء في المجال العام السوداني. وقالت لـ(عاين)، “لن نسمح به ونسكت عليه”.
واضافت “نحن نريد ان نزيد الكتلة الداعمة للحراك النسوي، ونعلم تماما ان المشوار لديه جذور ازمة وواجبنا ان نشتغل عليها ولن ننفصل عن معركة الوعي”.
وتشير مشاركة أخرى في الموكب، بأن المقصود بثورة داخل ثورة هو أن تنال النساء السودانيات كل الحقوق بالوصول للعدالة النوعية. وتنوه إلى تمييز تتم ممارسته على النساء في الحراك، وتعد هذه المسألة طبيعية لجهة الذكورية التي يتسم بها المجتمع السوداني- على حسب قولها- وتضيف المشاركة لـ(عاين)، “نحن نناضل لاجل تغيير اجتماعي”.