“نقص غذاء وأمراض”.. لاجئون سودانيون بجنوب السودان
عاين- 7 ديسمبر 2023
يواجه آلاف اللاجئين السودانيين في معسكر قروم غربي مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد وسط نقص في الغذاء والخدمات الضرورية.
وصل جمال، إلى دولة جنوب السودان وهو القادم من ولاية غرب دارفور، محلية فور برنقا بعد “معاناة في طريق الخروج من السودان”. ويقول إن معاناتهم تفاقمت بعد وصولهم للمخيم الذي لا تتوافر به أدنى مقومات الحياة.. لا أمن، ولا صحة، ويحصل اللاجئ في الشهر يحصل على مساعدة عبارة عن مبلغ مالي 8500 جنيه، لا يساعد على شيء خاصة وأنهم بلا عمل.
أكثر ما يقلق اللاجئ بمعسكر قروم في جنوب السودان، أحمد رمضان 28 عامًا هو عدم استتباب الأمن في المخيم. ويقول جمال في مقابلة مع (عاين): “اللصوص يتجولون ليلا ويسرقون اللاجئين”.
وأوضح جمال الذي فقد الاتصال بعائلته منذ شهر مايو المنصرم، أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقدم لهم الأرز فقط، في ظل تدهور الوضع الصحي، وانتشار أمراض التيفوئيد. وقال: “الناس يموتون بسبب عدم صلاحية الدواء.. وهناك عدة أسباب لانتشار المرض؛ بسبب التبرز في العراء لعدم وجود المراحيض، هذا إلى جانب الخطر المستمر؛ بسبب لسعات الثعابين التي تتكرر في المعسكر.”
وصل محمد عبدالرحمن، من ولاية غرب دارفور، الجنينة، إلى جنوب السودان عن طريق الضعين، ويشير إلى أنه “تم استقبالهم في منطقة أويل بجنوب السودان، وهو في حالة صحية متدهورة عقب الاعتداء الذي تعرض له من قوات الدعم السريع وأذنه حتى الآن مغلقة، ولم يتلق أي علاج وحتى عندما يذهب إلى مستشفى جوبا، لا يجد الدواء”.
ويشكو عبد الرحمن من أوضاع بائسة للمقيمين في المعسكر، ويقول: “هناك معاناة في المعسكر، نقص حاد في الطعام، والمياه داخل المعسكر مالحة جدا، فقط يوجد صهريج واحد، ويملأ الصهريج بعد كل أسبوعين، هذا لا يكفي لاجئ المعسكر”.
احصائية
وبينما لا تتوافر إحصائيات رسمية بأعداد اللاجئين في المخيم يقدر اللاجئ عبد الرحمن أعداد المقيمين بالمخيم بـ 8900 شخص، أغلبيتهم من إقليم دارفور، غرب وجنوب، وشمال، وآخرون من ولاية الخرطوم.
تبدأ زينب إسماعيل الأم لستة أطفال 4 أولاد، وبنتين، رحلة نزوح ثانية في دولة جنوب السودان، وهي التي قدمت من مخيم عطاش للنازحين في ولاية جنوب درافور.
تقول زينب في مقابلة مع (عاين): إن “زوجها مفقود ولم تسمع خبر عنه منذ أن وصلت إلى جنوب السودان.. هناك أخبار تقول إنه ميت وأخرى تقول إنه ما زال على قيد الحياة”.
أجرت زينب عملية جراحية في السابق، لكنها ما زالت تعاني آثارها التي تتفاقم يوما بعد يوم. وتقول إنه عندما تشرب المياه المالحة في المخيم يصيبها ألم في الكلى، ولا تستطيع العمل.. أحيانا يساعدها بعض الأشخاص لإطعام أولادها.
أما أماني عبدالله آدم من القادمة من ولاية جنوب دارفور، تقول إنها أمضت 5 أشهر بمعسكر قورم بمنطقة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان. وتشير إلى أن اللاجئين في المخيم ينقصهم الكثير وأكبر تحدي هو الوضع الصحي السيئ للغاية، وانتشار الأمراض، والمياه غير صالحة للشرب، وهي مياه المضخات المالحة التي تسبب في الإسهالات للكبار والصغار”.
البلد المستضيف يواجه هو الآخر أزمات إنسانية متصاعدة، وأثناء إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 في 28 نوفمبر، توقع المجتمع الإنساني في جنوب السودان أن حوالي 9 ملايين شخص معرضين للخطر، وسيحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
“من بين هؤلاء، سيستهدف الشركاء في المجال الإنساني 6 ملايين شخص من ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحًا. ومع نقص تمويل النداء الإنساني لعام 2023 بنسبة 53.8 في المائة حتى 22 نوفمبر. ستتطلب الاستجابة الإنسانية 1.8 مليار دولار أمريكي لتقديم هذا الدعم للأشخاص المستهدفين في عام 2024.
ويقول عاملون في المجال الإنساني بجنوب السودان، إن غالبية الناس في جميع أنحاء البلاد ما زالوا يعيشون حاليًا في ظروف صعبة. وأدت أزمة السودان التي اندلعت في 15 أبريل 2023 إلى زيادة عدد السكان الضعفاء الذين يحتاجون إلى المساعدة. ويتحقق تأثير الأزمة على الاقتصاد، مما يزيد إرهاق قدرات الناس على التكيف مع ارتفاع أسعار السوق.
وسلط وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، ألبينو أكول، الضوء على محنة العائدين من جنوب السودان من الصراع في السودان والذين يتعرضون بشدة للعنف.
ويقول أكول: “نزح أكثر من 318 ألف شخص إلى جنوب السودان؛ بسبب الصراع في السودان، من بينهم؛ معظم الوافدين الجدد هم لاجئون من جنوب السودان يعودون إلى وطنهم”. ويوضح الوزير كذلك عدم قدرة الحكومة على بذل المزيد من الجهد، بينما يردد كلام العاملين في المجال الإنساني بشأن الأثر الاقتصادي للصراع في السودان.
وفي أغسطس الماضي، وخلال زيارة قام بها إلى جنوب السودان، لاحظ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، التحديات الحرجة التي تواجهها المنظمات الإنسانية ودعا إلى تقديم دعم عاجل للأشخاص الفارين من الأزمة في السودان.
وقال غراندي: “التحديات ضخمة والاحتياجات الإنسانية تتضاعف – من الغذاء والرعاية الصحية والمأوى المناسب. يجب إيلاء اهتمام خاص للنساء اللاتي يتعرضن في أوضاع كهذه لمخاطر عالية للغاية.