الهجمات الأهلية على حقول النفط تثير مخاوف تراجع الإنتاج وفقدان المنشآت
11 أكتوبر 2022
مع استمرار سيطرت جماعة أهلية على محطة “أم عدارة” النفطية بولاية غرب كردفان منذ ايام والمخصصة لتمرير نحو 6 آلاف برميل يومياً إلى مصفاة الخرطوم، يتصاعد القلق في السودان من الهجمات المتكررة للمجموعات الأهلية على حقول النفط غربي البلاد وسط مخاوف من تراجع الإنتاج النفطي وفقدان المنشآت.
والأربعاء الماضي، اقتحمت مجموعات أهلية محطة “أم عدارة” في ولاية غرب كردفان.
وذكرت تنسيقية شباب المسيرية في بيان تزامن مع هذه الخطوة بضرورة إلغاء قرار أصدره عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي والذي جمد قرار مفوضية الحدود بترسيم الحدود بين محليتي السنوط والنهود بولاية غرب كردفان وهي خطوة أثارت احتجاجات قبلية في ولاية غرب كردفان نهاية الشهر الماضي.
تراجع الإنتاج
وتقلصت إمدادات النفط بنسبة 14% من الإنتاج الكلي منذ مطلع أكتوبر الجاري جراء الاحتجاجات التي ينتج عنها إغلاق آبار ومنشآت النفط جنوب غرب البلاد ما يؤدي إلى التأثير على كمية الوقود المُنتج محليا.
وقال عاملون في قطاع النفط، إن الاستقالات وطلبات الإجازة وسط العاملين والكوادر النفطية تزايدت الشهور الأخيرة جراء الاضطرابات الأمنية وعمليات الاختطاف.
وقال مهندس نفطي لـ(عاين)، إن مجموعة من أهلية المسيرية اقتحمت المحطة الأربعاء الماضي وأجبرت العاملين على إيقاف المحطة. وأشار إلى أن حقول النفط جنوب غرب البلاد تتعرض إلى هجمات المسلحين من رجال القبائل للضغط على الحكومة في مطالب عادية جدا تتقاعس عنها الدولة.
وذكر مهندس النفط الذي فضل حجب اسمه، إن المجموعات القبلية هددت العاملين في الحقل النفطي بالاجتياح المسلح لجميع الحقول غرب وجنوب البلاد والسيطرة الكاملة على المنشآت حال عدم “استجابة الخرطوم للمطالب”.
هجرة العاملين
ودفعت الاضطرابات الأمنية قرب حقول النفط والمنشآت الناقلة للخام غرب وجنوب البلاد إلى عزوف بعض العاملين عن التوجه إلى الحقول وتقدموا بطلبات لإجازات طويلة تمتد لشهور كما دفع بعض المهندسين بالاستقالات جراء التهديدات الأمنية بحسب مصدر من حقل نيم النفطي جنوبي البلاد تحدث لـ(عاين)، واضاف “البعض توجهوا للعمل في دول الخليج والعراق”.
وتعثرت مفاوضات بين وفد من المسيرية ووزارة الطاقة والنفط في ايقاف هجمات المسلحين على الحقول والمنشآت النفطية غرب وجنوب البلاد.
ويحذر تجمع العاملين بالنفط – هيئة مستقلة تعمل في مجال التحقق من عمليات الفساد في هذا القطاع- من أن الإنتاج النفطي في السودان بجانب فقدانه كمية كبيرة فإنه مهدد أيضا بفقدان المنشآت جراء هجمات المجموعات القبلية.
وحمّل تجمع العاملين في قطاع النفط وزير الطاقة محمد عبد الله مسؤولية تدهور قطاع النفط والانهيار الأمني.
وينتج السودان أقل من 40 ألف برميل يومياً وتناقص هذا الإنتاج إلى 60 ألف خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية.
مساومات الدفاع الشعبي
من جهته يربط مهندس نفطي بين الاقتحامات المتكررة لرجال القبائل لحقول النفط والمنشآت في غرب كردفان وبين قوات الدفاع الشعبي التي تتنشر في المنطقة بتنسيق من العسكريين خاصة وأنها متاخمة لمناطق خاضعة لسيطرة الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
ويرى مهندس النفط الذي فضل عدم ذكر اسمه، في مقابلة مع (عاين)، إن الاضطرابات الأمنية مرتبطة بمليشات الدفاع الشعبي التي تشكلت في المنطقة للقتال ضد الحركة الشعبية شمال، وما يحدث في حقول النفط جزء من مساومة هذه القوات لـ”جنرالات الخرطوم” والضغط عليهم لتمرير المطالب. وقال: “بعض المطالب متعلقة بالمسؤولية الاجتماعية لشركات النفط لكن البعض الآخر بمثابة ضغوط هذه المجموعة المسلحة على العسكريين لتنفيذ تعهدات غير معلنة بين الطرفين”.
حقول هجليج.. نشاط إجرامي
في منطقة هجليج التي تنتج أكثر من 20 ألف برميل أدى انتشار عصابات مسلحة إلى تزايد الاختطاف واغلاق الآبار وسرقة المعدات واقتحام المسلحين للمنشآت.
الشهر الماضي أقدم سكان محليون على تشييد مساكن قرب حقل للنفط بمنطقة هجليج ينتج ألف برميل يوميا وتوقفت شركة كانت تتولى عمليات صيانة الحقل بسبب احتجاج السكان.
وقال مهندس في شركة خدمات لوجستية من حقل هجليج لـ(عاين)، أن الشركة طيلة فترة توقفها كانت تتحصل من الحكومة السودانية 7900 ألف دولار يوميا لأن هذا البند متضمن في عقد الصيانة.
وأشار هذا المهندس، إلى أن منطقة هجليج النفطية في ولاية غرب كردفان تحولت إلى “بؤرة نشاط إجرامي متعدد” مثل السرقات والاختطاف وتواجد المسلحين داخل حقول النفط وتهديد العاملين والشركات.
ويتوقع هذا العامل انهيار قطاع النفط في السودان إذا استمرت هذه المشكلات دون تدخل من الحكومة.