الإعلام السوداني: عام من الإظلام الشامل والإنتهاكات
بيان مشترك، وكلمة إفتتاحية مشتركة، ووثيقة متفق عليها لمبادئ للتغطية الإعلامية والصحفية في زمن الحرب لعدد من المؤسسات الصحفية المنضوية تحت “منتدى الإعلام السوداني”
منتدى الإعلام السوداني : 15 أبريل 2024
تكمل، الحرب الكارثية في السودان اليوم الاثنين (15 أبريل 2024) عامها الأوّل، هذه الحرب التي اندلعت بكل عنفها وضراوتها بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، فى قلب العاصمة الخرطوم، صباح يوم السبت 15 أبريل 2023 ، ومن ثمّ توسعت ، لتشمل كل ولايات دارفور وكردفان والجزيرة، ومازالت هناك مؤشرات قوية لتمدد مساحتها الجغرافية لتصل لولايات ومناطق ومُدن أُخري جديدة، ما لم تتسارع وتتواصل الجهود لوقفها، اليوم قبل الغد.
خلّفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلي المدنيين والعسكريين والعمال الانسانيين وأحدثت خراباً هائلاً فى البنية التحتية والسكنية والإجتماعية والإقتصادية والصناعية والزراعية، وجعلت البلاد على شفا المجاعة الطاحنة، تُشير كل التوقعات على أنّها ستكون الأفظع من نوعها عالمياً. تُعدّ أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم خاصة الأطفال، حيث بلغ عدد النازحين داخلياً حتى الآن نحو 9 مليون شخص، بينما اضطر نحو 1.8 مليون سوداني وسودانية للفرار خارج حدود الوطن. وحسب التقارير الأممية، يعاني 4 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، بينما يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى مساعدات عاجلة.
أجبرت الحرب مئات الصحفيين والصحفيات، على مغادرة مناطق النزاع المسلح، ثمّ الوطن، بحثاً عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة لهذا الطرف أو ذاك، مهددين بالإحتجاز والإعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت، وفقا لمزاج طرفي الصراع، أينما كانوا، كما تواجه الصحفيات – بصورة خاصة – مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات فى السودان، بما فى ذلك النساء الصحفيات إلى كافة أشكال التمييز و”العنف الجنسي”.
خلال عام الحرب الكارثية هذه، قُتلت صحفية واربعة صحفيين اخرين، وأُعتقل وأوقف لأوقات متفاوتة عشرات الصحفيين والصحفيات، ونُهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل لإعلاميين /ات وصحفيين/ات، وتمت مطاردة وملاحقة آخرين وأُخريات لمجرد التعليق، أو التعبير عن أرائهم/ن المخالفة لرأي أحد طرفي الحرب، الأمر الذي أدى إلى فرار العشرات من الصحفيين والصحفيات إلى دول الجوار والإقليم، أو ترك المهنة اضطراراً، أو الإختفاء عن الإنظار، ومواجهة واقع جديد مليء بالتحديات الأصعب، فى مواصلة العمل فى المهنة الصحفية والإعلامية، أو تركها، والتفكير فى البحث عن مهنٍ بديلة.
أمام هذا الوضع المزري، بات الصحفيون والصحفيات فى مناطق النزاع، والمناطق التي تقع تحت سيطرة أحد طرفي الحرب، لا يستطيع الصحفيون والصحفيات التنقل من منطقة إلى أخري، أو داخلها بحرية، للتغطية الصحفية، وذلك لإنعدام الحماية، بسبب عدم إلتزام الأطراف المتحاربة بالإتفاقيات الدولية الملزمة لهم، بإحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، وضمان حقهم/ن فى التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة.
ورغم مرور عام على الحرب فى السودان، مازالت دور ومقرات الصحف بالعاصمة الخرطوم والولايات، ومحطات الإذاعات والتلفزيونات المحلية الحكومية والخاصة ومراكز التدريب الصحفي والانتاج والخدمات الاعلامية ، متوقفة تماماً عن العمل، أو متعثرة، إمّا بسبب وقوعها وسط مناطق الإقتتال، مما يجعل الوصول اليها صعباً، أو بسبب نهبها وتحريبها او إحتلالها، كما باتت الولايات والمدن والقري التي نزح إليها الملايين من السودانيين والسودانيات بحثاً عن ملاذات آمنة خارج التغطية الإعلامية في معظم الأوقات وسط قيود هائلة، وإرهاب ممنهج من طرفي الصراع المسلح، ضد الصحفيين والصحفيات، وحركتهم في هذه الولايات، ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل، ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادراً وصعبا في كل الاوقات.
عزلت هذه الحرب بلادنا بجعلها خارج التغطية الصحفية مع انقطاع شبكات الاتصالات وضعف الانترنت وانقطاعه المتكرر، وأصبحت الحرب في السودان حربا منسية، واتجهت المؤسسات الاعلامية والصحفية العالمية والإقليمية، إلى تغطية نزاعات مسلحة فى مناطق أخري من العالم مثل غزة وقبلها أوكرانيا، وغيرها من الحروب، تاركة الحرب فى السودان، بعيدة عن التغطية الصحفية المواكبة للأحداث المتسارعة. ويشجع هذا “الإظلام الإعلامي” طرفي الحرب مواصلة الانتهاكات بعيداً عن أعين شعوب العالم ودوله ووسائل الإعلام العالمية والإقليمية.
وفى خطوة جديدة فى مخطط تكريس “الإظلام الإعلامي”، أعلنت سلطة الأمر الواقع، إيقاف قنوات (العربية) و(الحدث) و(إسكاي نيوز)، يوم الثلاثاء 2 أبريل 2024، بحجة عدم الإلتزام بالمهنية والشفافية المطلوبة، وهو قرار تعسفي، يشكل خرقاً واضحاً لمبدأ حرية الإعلام، وحق الإعلام فى التغطية الصحفية للنزاع، ويعتبر هذا القرار، خطوة أولي نحو استكمال فرض الإظلام الإعلامي الشامل فى البلاد.
وبالنظر لهذه الأوضاع الكارثية، نتوجه – نحن في منتدى الاعلام السوداني والموقعون على هذا البيان المشترك – بهذه المطالب العاجلة:
أولاً: إلى طرفي الحرب:
القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع :
– الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدائيات، وإعلان حالة المجاعة ودعوة دول العالم لتقديم العون الإنساني العاجل، والسماح للمنظمات الدولية والإقليمية، ووكالات الامم المتحدة بالدخول للبلاد دون قيود لمواجهة المجاعة والكارثة الإنسانية وفتح المسارات الآمنة لتوصيل الغذاء والدواء للمتضررين، وتمكين الصحافة والصحفيين والصحفيات من نقل واقع الحال للجمهور في السودان والعالم بحرية تامة دون رقابة أو قيود او تدخل من طرفي الحرب.
– فتح مراكز الإيواء الخاصة بالفارين من الحرب والنازحين في المعسكرات للتغطية الصحفية الحرة والمستقلة دون تدحل أو قيود أو رقابة أمنية في الولايات التي نزح اليها مئات الآلاف من المدنيين، وفتح كافة الأبواب للصحفيين والإعلاميين لنقل آراء المواطنيين والمواطنات، ونشر قصصهم/ن عن الحرب ومعاناتهم/ن ورأيهم/ن في المستقبل بتلك الولايات .
– تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية واستقلالية بمعداتهم وأدواتهم الصحفية بحرية للتغطية الصحفية المستقلة، وتمكينهم/ن من الوصول – إلى أيّ منطقة أو موقع دون مُضايقات أو فرض قيود أو رقابة أو شروط – للمدن والمعسكرات المنكوبة في دارفور الكبري، وشمال وغرب وجنوب كردفان “جبال النوبة” التي تشهد معارك قتالية عنيفة وسط تعتيم وإظلام إعلامي شامل.
– الوقف الفوري لكافة أشكال الاستهداف والإعتداءات على الصحفيين والصحفيات، ووسائل الإعلام بمختلف أشكاها ومنصاتها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وصحافة الإنترنت وتمكين الصحفيين والصحفيات من أداء مهامهم/ن المهنية فى التغطية الصحفية الحُرّة والمستقلّة.
– ضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والمقار والمعدّات وجميع وسائل الصحافة والإعلام، على أساس الحماية العامة التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنشآت المدنية.
– اعتبار محطات ومقار الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام والمراكز المتخصصة في التدريب وتنمية وتطويرالصحافة والانتاج الاعلامي ، مناطق ذات طابع مدني، تتمتّع بالحماية العامّة من الإعتداء عليها، أوعلى العاملين فيها، أو احتلالها، وتجريم الاعتداء عليها من الأطراف المتحاربة.
– تمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى مقار الإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام لمعاينتها والوقوف على ما حدث فيها، والتاكّد من سلامة معداتها ومكاتبها وأدوات عملها، وتقييم ما وقع فيها من أضرار.
– السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين/ات الدوليين/ات بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري والوصول إلى جميع مناطق النزاع المسلح، ومناطق النزوح ومركز الإيواء ومعسكرات النازحين والمعابر بين السودان والدول المجاورة دون قيود.
إلى الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحفية والاعلامية:
– ندعوا الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحفية والإعلامية الى التمسك بقوة وثبات بقواعد وقيم الصحافة المهنية لمكافحة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، خاصة في التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي التي أضرت بنشر وتداول الأخبار والشائعات والتحليلات بصورة غير مهنية، بشكل جعل الصحافة المحترفة من أكبر ضحايا هذه الحرب الكارثية. يتطلب تحقيق ذلك من كل المؤسسات الصحفية والاعلامية والصحفيين والصحفيات الالتزام الصارم بالمعايير المهنية فى التغطية الحساسة للنزاع المسلح.
– أفسح تغييب الصحافة السودانية الوطنية المهنية، المجال لإعلام متحيّز ودعائي لملء الفراغ الصحفي والإعلامي، بتغطيات إعلامية متحيزة، ذات أجندات، جعلت التغطية الإعلامية والصحفية للكارثية في السودان، فقيرة، ومضللة، لا تعكس الواقع بصورة صادقة، ويتحمّل طرفا الحرب المسئولية الكاملة في جعل السودان منطقة إظلام إعلامي شامل.
– إلتزاما منا نحن في ((منتدى الإعلام السوداني)) الذي يضم مؤسسات ومنظمات صحفية وإعلامية ونقابة الصحفيين، التقينا وتعاهدنا عبر المنتدي على العمل المشترك في شراكة متينة من أجل صحافة حرة قائمة على النزاهة والدقة والاستقلالية، نعلن عبر هذا البيان المشترك عن طرح وثيقة مبادئ وقواعد للتغطية الإعلامية والصحفية زمن الحرب، تواثقنا على العمل بموجبها خلال هذه الفترة الحرجة والخطيرة من تاريخ بلادنا. وندعو ونناشد كافة الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات والمؤسسات والمنظمات الصحفية للانضمام إليها والعمل بموجبها جنباً إلى جنب مع السياسات التحريرية الخاصة بكل مؤسسة صحفية أو إعلامية .
– ندعو عبر هذا البيان المشترك الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي، وتمكين الشراكة في إنتاج خطاب إعلامي مهنى مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية والإرهاب، وعدم المشاركة أو السماح بأن تكون موسساتهم/ن منصات لبث ونشر خطاب الكراهية والعنصرية والإرهاب.
إلى القوى المدنية السودانية:
– كفاعل أساسي في المجتمع المدني، يجب أن يحظى الإعلام، بنصيب من نشاط القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ويأخذ حيزاً في برامجها، وفي المطالبة بحمايته كحق إنساني أصيل، ولا يقتصر الجهد فقط بتذييل المطالبات بحق الإعلام فى ىالعمل المستقل، وهنا ندعو ونناشد القوي المدنية كافة إلى تبني قضية الإعلام الحر والمستقل، كقضية استراتيجية تهم المجتمع المدني، وقواه السياسية وتتصدر أجندته وأولوياته حاضراً ومستقبلاً.
– جعل التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية المتصاعد مع الحرب، والذي بات يهدد وجود الدولة نفسها، على رأس أولويات وبرامج وأجندة القوي السياسية، ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطواريء والمقاومة والعمل على معالجتها في تحركاتها وأنشطتها كأولوية، بالشراكة والتنسيق مع الصحافة والصحفيين ومؤسساتهم العاملة في هذا المجال، خلال هذه المرحلة، ومرحلة ما بعد الحرب. والمساهمة فى إنتاج خطاب إعلامى مهنى مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية.
– العمل والتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية في مسألة التعافي من آثار الحرب والعمل على توفير كافة أشكال الحماية والدعم والمناصرة للصحفيين والصحفيات فى السودان ومناطق تواجدهم/ن فى دول الجوار والإقليم، وتوفير الحماية القانونية بهم/ن.
– على القوي السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطواريء والمقاومة العمل وبشكل فوري في التفكير في مرحلة ما بعد الحرب، وصحافة ما بعد الحرب، و”صحافة السلام” ومطلوباتها، كما ينبغي في مجتمع ديمقراطي، والعمل – معا – على استرداد المسار الديمقراطي لبلادنا، مع التأكيد على المسائلة وعدم الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة، إثناء الحرب، وبخاصة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة الإبادة، لكونها جرائم دولية لا تسقط بالتقادم.
إلى المجتمع الدولي
– تفعيل دعوة مجلس الأمن لطرفي الحرب الجيش والدعم السريع الصادرة الشهر الماضي بوقف الحرب فوراً والزام الطرفين بتنفيذه دون إبطاء وتشكيل آليات فاعلة لمراقبته والضغط على الطرفين للسماح بدخول الإغاثة والمعونات دون شروط لوقف شبح المجاعة والكارثة الإنسانية وتسهيل وصول الطعام وكافة الإمدادات الضرورية للمتضررين دون قيود
– إنشاء صندوق خاص لدعم الصحافة والصحفيات والصحفيين السودانيين والمساعدة والدعم في إنشاء مراكز ومنتديات مهنية ثقافية واجتماعية للصحفيين في عواصم دول الجوار والإقليم، مزودة بكافة الاحتياجات التقنية، بما يساعد الصحفيين والصحفيات على التواصل والتنسيق والعمل المشترك لنشر إنتاجهم عبر:
أ- نوافذ تشجع الصحفيين عامة الذين فقدوا وظائفهم/ن وعملهم/ن بسبب الحرب، وتوقف مؤسساتهم/ن الصحفية والإعلامية، على مواصلة عملهم المهني والصحفي المستقل، عن طريق فتح أبواب التعاون مع المواقع الاخبارية والمؤسسات الاعلامية المستقلة، بنشر انتاجهم، بدعم مالي مدفوع من الجهات المانحة والمؤسسات الصحفية، والمنظمات الدولية العاملة في مجال الصحافة. وفي هذا السياق تعمل المؤسسات العضوة بـ((منتدي الاعلام السوداني)) على إنشاء منصة تحريرية مشتركة للنشر المتزامن على كافة منصاتها لقصص الحرب وأهوالها وأزماتها الإنسانية بمختلف اشكالها.
ب – تقديم الدعم للمواقع الإلكترونية المهنية المستقلة كمصادر للأخبار البديلة، وتقديم الدعم أيضا للإذاعات والتلفزيونات المهنية المستقلة العاملة اليوم في الفضاء السوداني حتي تتمكن من اداء دورها المطلوب في التنوير والتوعية وتقديم الأخبار والمعلومات المستقلة والصحيحة بتوسع وانتشار اكبر.
ج – دعم إنشاء شبكة مختصة – تضم الجهات المانحة، والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة والاعلام وسلامة وحماية الصحفيين والصحفيات، تعني بتقديم الدعم وخدمات الرعاية النفسية والإجتماعية للصحفيات والصحفيين، الذين عانو ولا يزالون يعانون من صدمات الحرب وأهوالها ، مع إنشاء بيوت إيواء للصحفيين والصحفيات بالمناطق الآمنة بالولايات، وتوفير الدعم وكل المستلزمات الضرورية والحماية اللازمة لها.
د – العمل مع ((منتدى الإعلام السوداني)) والمؤسسات الصحفية والإعلامية في التحضير لأعمال ومشاريع ما بعد الصراع في ظل الصعوبات الفنية والمالية التي تواجهها وسائل الإعلام السودانية في استئناف نشاطها، واستعجال تقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني، والمادي للصحافة، وللصحفيين والصحفيات بما يمكنهم/ن من ممارسة عملهم/ن وأداء رسالتهم بمهنية وكفاءة عالية، وفى أجواء صديقة للصحافة والصحفيين والصحفيات.
– المساهمة الفاعلة في تدريب وبناء ورفع قدرات الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات على الكتابة المهنية فى أزمنة الحرب والسلام، وتكثيف التدريب فى محاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وكافة أشكال التمييز القائمة على الجنس أو العرق أو الهوية أو الثقافة أوالنوع الإجتماعي.
– تقديم الدعم والمساندة لمراكز التدريب الصحفي والانتاج الاعلامي التي تعرضت للتخريب والدمار وتوقف عملها بالداخل بسبب الحرب من اسنئناف نشاطها المهني في خدمة تنمية وتطوير الصحافة ومواصلة تنفيذ برامجها في التدريب والانتاج من دول الجوار.
نحن الموقعون – أدناه – الأعضاء فى ((منتدى الإعلام السوداني))، امتثالاً لدورنا فى القيام بواجباتنا ومسئولياتنا المهنية فى صحافة حرة ومستقلة وحساسة تجاه النزاع المسلح، وفى هذا الظرف الإستثنائي الذي تمر به بلدانا، وتاكيداً لإيماننا بدورنا فى مهام تأسيس صحافة وإعلام مهنيين ومحترفين، تدارسنا مجتمعين أوضاع الصحافة والصحفيين والصحفيات في السودان، في ظل الحرب الكارثية الجارية منذ 15 أبريل 2023 إلى اليوم، وبعد نقاشات واسعة وعميقة، صدر عنّا هذا البيان المشترك فى 15 أبريل 2024:
– صدر هذا البيان المشترك يوم الإثنين 15 أبريل 2024
المؤسسات الاعلامية والصحفية الموقعة على البيان المشترك
راديو دبنقا
- نقابة الصحفيين السودانيين
- سودان تربيون
- صحيفة التيار
- صحيفة الجريدة
- قناة سودان بكرة
- صحيفة التغيير
- شبكة عاين
- الراكوبة
- سودانايل
- صحفيون لحقوق الإنسان(جهر)
- شبكة إعلاميات سودانيات
- صحيفة الديمقراطي
- اذاعة هلا 96
- إذاعة (PRO FM) 106.6
- صحيفة مداميك
- دارفور 24
- مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية
- مركز طيبة برس
- مركز الالق للخدمات الصحفية
- المركز السوداني لخدمات البحوث والتدريب والتنمية
- مركز آرتكل للتدريب والإنتاج الإعلامي
- مشاوير
- سودانس ريبورترس
- منصة تلفزيون
عام من الحرب: دمار شامل وإنتهاكات مروعة
افتتاحية مشتركة
منتدى الإعلام السوداني :15 أبريل 2024
فى مثل هذا اليوم من العام المنصرم 15 أبريل 2023، اندلعت الحرب الكارثية بين القوات المسلحة “الجيش” بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، فى قلب العاصمة السودانية الخرطوم، معلنة دخول البلاد فى حالة نزاع مسلّح دموي، وسرعان ما انتشرت وتوسّعت دائرتها الشريرة، إلى كل أنحاء البلاد
خلفت هذه الحرب ورائها دمارا شاملا في البنية التحتية، وقتلت الالاف وشرّدت الملايين من المدنيين في مناطق النزاع المسلّح، ما أدى إلى حالة نزوح جماعي من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان. وتشير تقارير الامم المتحدة في هذا الخصوص إلى أن أكثر من تسعة ملايين شخص قد نزحوا داخل البلاد بسبب الحرب وأن أكثر من مليون شخص فروا إلى دول الجوار.
لم يراعِ طرفا الحرب التزاماتهما القانونية بموجب (القانون الدولي الإنساني) الذي يحرّم ويجرّم الاعتداء على المدنيين ومساكنهم والمؤسسات المدنية، بما في ذلك، دور العبادة، والمستشفيات، والمؤسسات التعليمية، والمقار الصحفية والإعلامية، وقد ارتكب الجانبان انتهاكات فظيعة، لحقوق الإنسان من بينها القتل العشوائي للمدنيين، واغتصاب النساء، والتعذيب، والاخفاء القسري والاعتقال التعسفي.” وتجنيد الأطفال، و استهداف العاملين فى منظمات الإغاثة الدولية، وقتلهم، والهجوم على مخازن الغذاء، ومنع وصولها للمحتاجين/ات وكلها فظائع تشكل بعضها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وجميع هذه الجرائم موثّقة، تنتظر المسائلة، والمحاسبة للحيلولة دون الإفلات من العقاب.
لقد كان نصيب المؤسسات الصحفية الاعلامية والصحافة والصحفيين، والإعلاميين العنف الممنهج، من تدمير وتحطيم وسيطرة واحتلال مادي، وتحطيم وسرقة ونهب وسائل وأدوات الإنتاج الصحفي والإعلامي، ومطاردة وتهديد واعتقال، وتعذيب، وإخفاء قسري للصحفيين والصحفيات، وقد وصل الاستهداف الممنهج للصحفيين والصحفيات حد القتل مما جعل البلاد منطقة “إظلام إعلامي” تام وشامل، يستحيل معه على الصحفيين والصحفيات، القيام بمهامهم/ن وأدوارهم/ن المهنية، من نقل للأخبار، وتمليك الجمهور المعلومات، وممارسة الحق في التغطية الصحفية والإعلامية الحرة والمستقلة، واطلاع المواطنين على حقيقة ما يدور في السودان من نزاعٍ مسلّح، وحرب كارثية، فتكت بالملايين، ومزقت بلادنا وجعلتها فريسة سهلة للتدخلات السالبة والأطماع الخارجية. .
ولم يكتفِ طرفا النزاع بقمع أجهزة ومؤسسات الاعلام الحر، واسكات صوتها بقوّة السلاح، ولكنهما، واصلا حربا موازية في جبهة الإعلام والصحافة عبر غرف إعلامية، هدفها تلويث الفضاء الإعلامي، ببث الدعاية الحربية، وخطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، والدعوة العلنية والمستترة، للتجييش والاستنفار الحربي، مضافاً إلى ممارسة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الزائفة والمضللة والمغلوطة، والمعلومات المضطربة، وصناعة الأكاذيب مما ساهم في تفاقم النزاع وجعل من الصعب على المدنيين الحصول على معلومات دقيقة حول ما يجري في بلادهم.”
واقدم طرفا الحرب على قطع شبكات الاتصالات في البلاد بالكامل لمزيد من التعتيم الإعلامي على مجريات الحرب والجرائم التي ترتكب فيها مما تسبب في حرمان المواطنين من حقهم الطبيعي والدستوري في الحصول على المعلومات حول ما يحدث حولهم والتواصل مع احبائهم وذويهم وضيق فرص نجاتهم من ويلاتها علاوة على المعاناة التي سببتها لهم بحرمانهم من الموارد المالية الشحيحة التي تبقت لهم وعون الاخرين.
أمام هذه التحديات الجسام، رأينا نحن الصحفيين والصحفيات في (منتدي الاعلام السوداني) تجميع جهودنا وتنسيقها، بتطوير شراكة واسعة وواعية بين مؤسساتنا الصحفية والإعلامية، وقد آلينا على أنفسنا تحمّل عبء القيام بمسؤلياتنا، وواجباتنا المهنية، بإحترافية عالية، في البحث عن الحقيقة، ونشرها، وتمليكها للجمهور ونشر وفضح الانتهاكات الفظة لحقوق الانسان والدفاع عن حقوق المواطنين وفضح ومنع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة وتعزيز جهود منع الإفلات من العقاب.
لنعمل معا من أجل صحافة منحازة تماماً لقيم ومعايير الصحافة المهنية واخلاقياتها، ومواثيق الشرف الصحفي، وكل قيم الصحافة المهنية والإحترافية التي لها موقف واضح ومبين من الحرب، ومن انتهاكات حقوق الإنسان، ومن التضليل الإعلامي، صحافة تدعو لوقف الحرب.
صحافة تعمل على التصدي للمآسي الإنسانية والمجاعة والفقر والمرض التي يتعرض لها ملايين السودانيين بسبب الحرب الكارثية التي تدور في البلاد وتحشد الرأي العام الوطني العالمي للتصدي لمسؤولياته الأخلاقية في انقاذ واغاثة المواطنين بفتح مسارات آمنة للفارين من نيران الحرب والنزاع المسلّح في كل أرجاء الوطن السوداني، وتدعو لفتح كل المسارات لوصول العون الإنساني بكل أشكاله المعروفة للمحتاجين والمحتاجات، في مناطق النزاع، وغيرها من مناطق النزوح والمناطق المتأثرة بالحرب.
صحافة تعمل على اخضاع مؤسسات الخدمة العامة المدنية والعسكرية والسياسية وقادتها والعاملين فيها للمساءلة امام الرأي العام ومراقبة أدائها لمسؤولياتها وواجباتها الدستورية والقانونية والسياسية تجاه المواطنين.
بإسم الشركاء، والشراكة المهنية، فى (منتدي الإعلام السوداني)، نعلن نحن الصحفيين والصحفيات والمؤسسات والمنظمات بالمنتدي وخارجه عن انحيازنا الكامل لايقاف هذه الحرب عبر التفاوض إذ أن استمرارها يعني مواصلة الانتهاكات المروعة لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية وتفاقم معاناة المدنيين الابرياء واعدام الحياة المدنية الديمقراطية، ولذلك فإننا نناشد طرفي القتال الاستجابة لمطلب الشعب السوداني العادل ممثلا في ايقاف الحرب فورا وتحقيق السلام. ان شعبنا المشرد والمعذب بالحرب يستحق مساندة كل احرار العالم ودعمهم له في انقاذه من ويلات هذه الحرب اللعينة.
مرّة أُخرى وليست أخيرة، نؤكد نحن فى (منتدي الإعلام السوداني) مؤسسات وصحفيين وصحفيات، قبولنا للتحدّي الأكبر، ونجدّد عهدنا واستعدانا للقيام بمسؤلياتنا المهنية، مسلّحين بالوعي والإرادة المهنية عالية الإلتزام، وبحقنا فى السلامة والحماية التى يكفلها لنا القانون الدولي الإنساني، من أجل البحث عن الحقيقة، ونشرها بمختلف السبل والأساليب والقوالب الصحفية والإعلامية، للجمهور صاحب المصلحة الأولي والأخيرة فى معرفة الحقيقة، ومعرفة الأخبار والأنباء والمعلومات الحقيقية والآراء ووجهات النظر المتعددة عن النزاع السوداني، ونتعهد ألا ندّخر جهداً في سبيل القيام بواجباتنا ومسئولياتنا المهنية.
وثيقة مبادئ للتغطية الإعلامية والصحفية في زمن الحرب
منتدى الاعلام السوداني :15 ابريل 2024
فرضت حرب الخامس عشر من أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أوضاعا استثنائية على المؤسسات الصحفية والإعلامية في السودان، حيث اضطرت الغالبية العظمى من المؤسسات الصحفية والإعلامية للتوقف عن العمل كليا أو جزئيا وفقدت الكثير من هذه المؤسسات بنياتها الأساسية. ونجحت بعض المؤسسات الصحفية والإعلامية في استئناف عملها من خارج السودان لكن بإمكانيات محدودة لا تسمح بالعمل الميداني المطلوب للوقوف على الأحداث على الأرض والتحقق من الوقائع خاصة في مناطق الاشتباكات.
وبرزت إلى الوجود الكثير من المؤسسات الصحفية والإعلامية التي تعمل عبر المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. واستغل طرفا الحرب والأطراف الخارجية المنخرطة في الصراع في السودان هذا الوضع لاختراق المجال الصحفي والإعلامي عبر عشرات المواقع الالكترونية والحسابات على منصات التواصل الاجتماعي والتحكم من خلالها على تدفق المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية والعنصرية عبرها وتأجيج النزاع بالانحياز الصارخ لاحد اطراف النزاع في ظل تراجع وجود الصحافة والاعلام المهنيين.
على ذات النسق، فقد آلاف الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات وظائفهم بعد توقف مؤسساتهم واختارت أقلية منهم الانخراط في حملات طرفي النزاع وحلفائهم، بينما فضلت الغالبية العظمى منهم النأي بنفسها عن هذه التجاذبات، واضطر الكثير من الصحفيين والصحفيات لمغادرة أماكن اقامتهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار طلبا للأمن والحماية بسبب التهديدات التي تطالهم.
هذه الظروف الاستثنائية تفرض على المؤسسات الصحفية والإعلامية والصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات الالتزام بقواعد صارمة في أداء مهماتهم في زمن الحرب وذلك في إطار مهمتها الرئيسية المتمثلة في:
(جمع المعلومات والتحقق من صحتها وعرضها للجمهور بطريقة منصفة ودقيقة ومستقلة )
ويفرض ذلك على المؤسسات الصحفية والإعلامية ضرورة توفير الحماية لكوادرها وعدم تعريضهم للمخاطر بدخول مناطق النزاع دون ترتيبات تضمن سلامتهم.
تنطلق هذه المبادئ من فرضية أن الصحفيين والصحفيات الذين يكتبون عن الحرب فى السودان ويغطون العمليات العسكرية والاشتباكات، لديهم القدرة على التأثير على خطاب الحرب بطريقة تسهم في إنهائها والحد من شرورها وحشد المساعدة والتضامن مع ضحاياها.
يتطلب العمل الإعلامي في زمن الحرب من الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات الالتزام بالمبادئ المهنية التالية في أداء عملهم:
- أنسنة معالجة الأخبار والتقارير والتحليلات ليكون المواطن والمواطنة في قلبها وهدفها.
- الابتعاد عن الحياد الزائف والالتزام بحياد إيجابي ينحاز لجانب الحقيقة ويلتزم بالاستقلالية وعدم الانحياز لأي من اطراف الصراع أو على الأقل عدم إظهار الموقف الشخصي من الحرب في التقارير الإعلامية والامتناع عن تمثيل أحد أطراف النزاع.
- عدم التكتم على المعلومات التي يحصل عليها الصحفي والابتعاد عن التستر على الحقائق والمعلومات لمصلحة طرف باستثناء الحالات التي يصبح فيها النشر مهددا لحياة أخرين.
- توخي الحذر عند تغطية أخبار الجماعات الضعيفة المهمشة (مثل اللاجئين، والنازحين، والجنود وعائلاتهم، والأقليات) حتى لا يتعرضوا للمزيد من المعاناة.
- توخي الحذر والحساسية عند تغطية اخبار الضحايا والامتناع عن نشر تفاصيل قد تؤثر سلبًا على حياة الأفراد أو الجماعات وتجعلهم عرضة لمزيد من الانتهاكات او الانتقام.
- الالتزام بالمعايير الصحفية المهنية والامتناع عن دعم أي مواقف أيديولوجية أو قبلية أو أثنية.
- ضرورة وضع الأخبار والتحليلات والمعلومات في سياقاتها بما يساعد المتلقي على استيعاب مجريات الأحداث من حوله.
- توفير وجهات نظر متنوعة تشمل تغطية الأحداث من جميع الزوايا الممكنة، وإدخال وجهات النظر المعارضة، ومنح صوت للأفراد والجماعات المختلفة.
- توظيف اللغة بشكل متوازن لتفادي إظهار أي شكل من أشكال الانحياز وتجنب الألفاظ والتعابير التجريمية واستخدام الصفات التي تشيطن أحد الأطراف.
- تمكين الجمهور من التمييز بين الحقائق والتغطيات والأراء والتحليلات وتجنب استخدام مفردات ذات حمولة عاطفيًة.
- إشاعة المفاهيم والأفكار التي تحول دون تفاقم الصراع واحتواء أثاره وتداعياته السلبية.
- مناهضة خطاب الكراهية والعنصرية أو تبنيه أو التورط في نقله أو الترويج له، وتجنب إثارة النعرات العنصرية والقبلية والطائفية والدينية والمذهبية والدعوة للعنف، وتجنب استخدام الصور النمطية العرقية والثقافية والاكليشيهات التي تخدم أطراف النزاع وتضعف نسيج المجتمع. مكافحة الأخبار الكاذبة والتحقق من المعلومات قبل نشرها بحيث لا تساهم في توسيع أو تصعيد النزاع، الامتناع عن تقديم معلومات دون تحقق كافي من صحتها ونسب كل الاقتباسات التي يتم إيرادها لمصادرها المباشرة وغير المباشرة وعدم النقل عن الاخرين دون الإشارة إليهم.
- السعي إلى الحقيقة واحترامها والبحث عنها وكشفها؛ والعمل على الإلتزام الواعي والصارم بها؛ والتعهد بإبلاغها للجمهور.
- الالتزام بالنزاهة والدقة وعدم تزوير الحقائق عمداً.
- الاهتمام بنشر اخبار الجهود المدنية والاهلية داخل وخارج السودان من اجل وقف الحرب والسلام ونشر جهود العمل الطوعى التكافلي في مناطق النزاع.
- الاهتمام بقصص النجاح الفردية والجماعية فى المعسكرات ومراكز الإيواء والنزوح واللجؤ وابطالها نازحات ونازحين لاجئات ولاجئين.
- الالتزام بمبادئ الحرية والسلام والعدالة، والدفاع عن الديمقراطية والحكم الرشيد
– الالتزام بالدفاع عن قيم المساواة وعدم التمييز، والدفاع عن الحريات العامة والفردية وفق معايير حقوق الإنسان المعروفة.
– توثيق جرائم الحرب والانتهاكات بشكل شامل.
- الدعوة لإحقاق العدالة ومكافحة الإفلات من العقاب.
- الإلمام بمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حماية المدنيين في زمن الحرب والبروتوكولات الملحقة بها.
- الإلمام بالقوانين المحلية المتعلقة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والمواثيق والمعاهدات الإقليمية ذات الصلة.
- نتطلع جميعا إلى أن نلتزم، لأقصى حد ممكن، في تغطيتنا للحرب المدمرة التي تشهدها بلادنا بالمعايير والقيم الصحفية التي تتضمنها هذه الوثيقة.
منتدي الاعلام السوداني
# ساندوا السودان
#StandwithSudan