دهس واطلاق نار من أسلحة ثقيلة.. الجيش السوداني يتدخل لقمع الاحتجاجات
13 يناير 2022
واجه الجيش السوداني آلاف المتظاهرين وسط العاصمة السودانية واطق النار من الأسلحة الثقيلة وعمد على عمليات دهس ومطاردات واسعة ضد المحتجين على الانقلاب العسكري في البلاد. في وقت أعلنت لجنة أطباء المركزية عن مقتل متظاهر بمدينة الخرطوم بحري إثر إصابته برصاصة في البطن.
وداهمت شاحنات عسكرية تتبع للجيش المتظاهرين في محطة شروني بالقرب من قصر الرئاسة وهي تطلق الرصاص من قاذفات صاروخية المعروفة بـ”الدوشكا”.
وإلى جانب الاحتجاجات في محيط القصر، شهدت مدن الخرطوم بحرى وشارع الأربعين بمدينة أم درمان تظاهرات واجهتها قوات الشرطة بقمع مفرط وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. فيما شهدت عدد من مدن الولايات مظاهرات مماثلة.
وارتفعت وتيرة القمع الأمني عقب مقتل ضابط شرطة برتبة عميد قال المكتب الصحفي للشرطة إنه قتل أثناء عمله قرب معمل ستاك غربي محطة شروني.
ووضعت قوات من الجيش على متن خمسة شاحنات عسكرية تتبع للجيش المتظاهرين في ما أشبه بـ”الصندوق الأمني” قرب تقاطع محطة شروني مع شارع كترينا بالخرطوم 2 وأطلقت الرصاص الحي بكثافة عالية.
قمع مفرط
الوقائع الأمنية التي جرت اليوم جاءت بعد وصول المتظاهرين إلى شوارع قريبة من القصر الجمهوري عقب تراجع رجال الأمن بعد إطلاق قنابل الغاز وتقدم المحتجين حتى عبروا إلى شارع القصر.
حاول المتظاهرون البقاء حتى التوقيت المحدد الساعة الخامسة مساء في شارع القصر لكن القوات الأمنية سرعان ما أطلقت قنابل الغاز بكثافة وأجبرت المتظاهرين على التراجع إلى محطة شروني.
في اللحظات التي أعقبت تراجع المحتجين إلى محطة شروني تقدمت القوات الأمنية إلى الأمام وظلت تطلق القنابل المسيلة للدموع وفي ذات الوقت هاجمت القوات الامنية واعتقلت العشرات.
وذكر عبد الله لـ(عاين)، وهو عضو لجان مقاومة بالخرطوم جنوب وهو شاهد عيان إن الاعتقالات التي طالت المتظاهرين كثيرة ونتوقع أن تكون أقسام الشرطة مليئة بالمحتجين خاصة وأن القوات الأمنية بررت القمع الأمني لنفسها بعد مقتل ضابط شرطة الاحتياطي المركزي.
وذكر أيمن وهو متظاهر شارك في الاحتجاجات لـ(عاين)، أن شاحنات الجيش أطلقت النار على المتظاهرين في محيط شروني وتقاطع مكتب شركة زين للاتصالات ولاحقا تمكن المتظاهرين من صدها بالحجارة وإعادتها إلى شارع كترينا.
وتابع: “احتمينا بأحياء الخرطوم 3 ونحن نسمع أصوات الرصاص لقد كان يومًا صعبًا للغاية”.
ولجأ المئات من المتظاهرين إلى محيط مستشفى الجودة جنوبي العاصمة السودانية حيث نقل عشرات المصابين بالرصاص الحي والقنابل المطاطية إلى هناك وسط معاناة كبيرة للطاقم الطبي في متابعة الحالات الواردة لكثرتها.
واستمرت الملاحقات الأمنية للمتظاهرين داخل شوارع الخرطوم 3-2- والسجانة شارع كترينا.
وكان المتظاهرين وصلوا إلى محطة شروني من تقاطع باشدار جنوبي العاصمة بأعداد كبيرة للمطالبة بالحكم المدني وتنحي المكون العسكري عن السلطة المدنية والتي يديرها منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي.