الجيش السوداني يتقدم في (أم درمان) وينتقل لمرحلة الإنفتاح
عاين- 17 فبراير 2024
قال الجيش السوداني، انه تمكن خلال اليومين الماضيين من فك الحصار على سلاح المهندسين في أم درمان وإدخال الإمدادات والعتاد الحربي بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
الإمدادات التي وصلت إلى سلاح المهندسين التي ظل تحت الحصار منذ عشرة أشهر ستمكن قوات الجيش في هذه القاعدة الحيوية من الدفاع عنها لفترة أطول- حسب ما يقول الجيش- وينهي المخاوف من سيطرة قوات الدعم السريع على القاعدة العسكرية المهمة.
وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، وصلا في الساعات الأولى من فجر السبت، إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان. بعد ساعات من اعلان رئيس هيئة الاركان ” انجاز المرحلة الأولى والصعبة من خطة لتطهير أم درمان من قوات الدعم السريع”.
خطوط الإمداد
ونشرت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي موالية للجيش مقاطع فيديو لجنود من القوات المسلحة السودانية وهم يعانقون جنود الجيش قرب سلاح المهندسين في محيط منطقة الفتيحاب وهو حي سكني غادره غالبية المدنيين منذ أشهر طويلة بسبب المعارك والهجمات العسكرية لقوات الدعم السريع إلى سلاح المهندسين والتي تستخدم مواقع داخل الأحياء السكنية.
وقال مؤيد وهو أحد سكان مدينة أم درمان يقطن في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوداني لـ(عاين): إن “مئات المواطنين خرجوا في الشوارع الرئيسية مساء الجمعة واحتفلوا مع جنود الجيش أثناء عملية تقدم الجيش نحو سلاح المهندسين”.
وأضاف: “دون النظر إلى الحرب وتداعياتها لا أحد يفضل البقاء في منطقة تخضع لقوات الدعم السريع لأنهم لا يسمحون لك بالعيش بحرية ومتقلبون في مزاج التعامل مع المدنيين”.
وكان نائب القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق ركن شمس الدين الكباشي، تحدى قائد قوات الدعم السريع في خطاب من منطقة كوستي العسكرية بولاية النيل الأبيض الخميس الماضي. وقال: إن “الجيش لن يسمح بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة لأن الخطة عبارة عن ترتيبات أمنية قصيرة”.
هجوم بري وشيك
تصريحات الكباشي يلخصها الباحث في القطاع الأمني والعسكري، أحمد بشرى بالقول إن “الجيش شعر في الأسابيع الأخيرة أنه في موقف قوة نتيجة تفاعلات دولية تتجه لإدانة الدعم السريع في انتهاكات ارتكبتها في غرب دارفور علاوة على تطورات ميدانية أبرزها سعي القوات المسلحة إلى شن هجوم بري واسع النطاق على ولاية الجزيرة من محورين رئيسين تشمل محور ولاية سنار ومحور ولاية القضارف”.
وأضاف: “هناك حشود عسكرية كبيرة تتقدم من ولاية سنار إلى ولاية الجزيرة من الجهة الجنوبية إلى جانب تجهيزات تجرى في ولاية القضارف لبدء التحرك نحو ودمدني من الاتجاه الشرقي”.
ويرى بشرى، أن هذه العوامل إلى جانب تقدم الجيش في أم درمان وإدخال الإمداد إلى سلاح المهندسين جعله في وضع يسمح له بالمناورة السياسية والعسكرية في ذات الوقت.
الجيش ينتقل لمرحلة الانفتاح
بينما نقل مصدر عسكري لـ(عاين) عن انتقال الجيش إلى مرحلة الانفتاح العسكري بأم درمان من خلال فتح خط الإمداد بين منطقة وادي سيدنا عسكري وكرري وسلاح المهندسين.
ويقول المصدر العسكري، إن “أهمية انتفاح الجيش في أم درمان لطبيعة التعامل مع هذه المنطقة التي تعد ضمن خطوط الإمداد الرئيسية لقوات الدعم السريع”. وتابع: إن “الجيش تمكن من فك الحصار عن سلاح المهندسين ونقل الإمداد العسكري والعتاد إلى الجنود والضباط ولم يستعيد أم درمان بالكامل حسب ما روجت بعض الحسابات على “فيسبوك” و”منصة أكس”.
وأردف المصدر: “منطقة أم درمان تضم أبرز المناطق العسكرية مثل سلاح المظلات ومطار وادي سيدنا العسكري والقوات المحمولة جوا والدفاع الجوي ومعسكر كرري والمناطق العسكرية الخاصة باستقبال الإمداد من شرق وشمال البلاد وهو المنفذ البري الوحيد للقوات المسلحة”.
وتابع بالقول: “إذا لم يتمكن الجيش من تزويد سلاح المهندسين بالإمداد والعتاد النتيجة كانت ستكون الاستسلام أمام هجمات الدعم السريع وعندما تسيطر هذه القوات عليها ستحكم قبضتها على أم درمان وتبقى أمامها منطقة وادي سيدنا لتكتمل حلقة السيطرة على أم درمان عسكريا.. بعد تقدم الجيش هناك هذا لن يحدث على الأقل في الوقت الحالي”.
حرب طويلة
بالمقابل يعتقد الباحث السياسي أحمد مختار، أن وضعية الجيش في أم درمان تكتسب أهميتها من وجود مؤشرات قوية على تصنيف انتهاكات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور “إبادة جماعية” حسب مشروع متداول في الكونغرس الأمريكي دفع به بعض النواب في المجلس الأمريكي.
ويشكك الباحث السياسي في اقتراب الجهود السلمية لإنهاء الحرب. ويرى إن القتال بين الجيش والدعم السريع لم يصل إلى مرحلة “كسر العظام” وعند تلك النقطة سيرمي المجتمع الدولي بثقله وإلى ذلك الحين تستمر الحرب وقد تنتقل مرحلة تدمير البنية التحتية بلا رجعة.