جهات مجهولة تُحرّض ضد فتيات السودان
25 مارس 2021
تروّج جهات مجهولة على المنصات الاجتماعي في السودان لحملات تُحرض على جلد الفتيات اللائي يرتدين ازياء فاضحة في شوارع العاصمة الخرطوم- على حد تعبير أشخاص دونوا عبارات تحريضية على حساباتهم في فيسبوك.
وأعادت الحملة إلى الواجهة ذكريات قوانين النظام العام سيئة السمعة والتي أُلغيت في العام 2020 عقب استلام القوى المدنية السلطة مناصفة مع الجيش خاصة مادة الزي الفاضح من القانون الجنائي وهي المادة 152 والتي كانت بموجبها تتعرض الفتيات الى الجلد والغرامة في محاكم النظام العام التي أسسها الرئيس السوداني المعزول عمر البشير مدعومًا من الجماعات الإسلامية.
ورغم أن القوى المدنية تتبنى حزمة إصلاحات بإلغاء القوانين المقيدة للحريات إلا أن الأصوات المناوئة لهذه التوجهات تتعالي في الحكومة الانتقالية وخلال العام الماضي تنحى عضوين من لجنة خاصة بصياغة مشروع قانون الأحوال الشخصية نتيجة حملات قادتها عناصر تنتمي إلى النظام البائد.
- تطرف
وبالتزامن مع مقتل طفلة في ظروف غامضة بمدينة الصالحة غربي العاصمة السودانية مساء الجمعة وانتشار وسم على المنصات الإجتماعي “ابوي كتلني” في إشارة الى مقتل الطفلة على يد والدها كما يقول مروجو الوسم ظهرت الساعات الماضية صور على فيسبوك وهي تحرض على جلد الفتيات بالسياط الجلدية وينصح مروجو الحملة الشبان والرجال على الاحتفاظ بالهراوات في السيارة او الشارع لضرب الفتيات دون رحمة حال تبرجهن.
ويشكك عضو هيئة محامي الجبهة الديمقراطية نصر الدين يوسف، في هذه الحملة ويحمل النظام البائد مسؤولية نشر التحريض لأنه خسر جميع المعارك ولجأ الى استغلال العاطفة الاجتماعية المشبعة بالتطرف الديني على حد تعبيره.
ويدعو يوسف في مقابلة مع (عاين)، وزارة العدل والشرطة إلى فتح بلاغات بحق مروحي الحملات التي تدعو إلى جلد الفتيات بحجة أنهن متبرجات. مشيرًا إلى أن عناصر النظام البائد يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستخدام الحملات بديلًا لعنف الدولة الذي ساد في عهدهم عندما كان رجل الشرطة يقتاد الفتيات الى محاكم النظام العام بتهمة إرتداء الزي الفاضح.
ومع تزايد جرائم النهب تحت تهديد السلاح وانتشار حملات تحرض على جلد الفتيات يقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن الأمر قد يكون مرتبًا لتمرير تشريعات او قوانين مقيدة للحريات بحجة حماية المجتمع.
- الشرطة تمتنع
وعندما سألت (عاين) متحدث الشرطة السودانية، عمر عبد الماجد، حول صحة هذه المزاعم لكنه رفض التعليق على السؤال.
من جهتها ترى مديرة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل سليمى إسحق في مقابلة مع (عاين) أن الحملة تهدف إلى اسكات أصوات الفتيات والسيدات التي انطلقت عقب مقتل الطفلة سماح بمدينة الصالحة الجمعة الماضية في ظروف غامضة.
وتقول اسحق، إن الحملة تحاول إرهاب الفتيات والسيدات لإسكاتهن وعدم المطالبة بنبش القضية التي أثارت الرأي العام مضيفة أن الحملة لا تزال منتشرة على المنصات الإجتماعية ولم توثق حتى الآن فتيات تعرضن الى الجلد لكن الإعلان في حد ذاته جريمة يجب على الشرطة التحرك لمقاضاة مروجي الحملة.
وتتعرض السيدات والفتيات إلى انتقادات عنيفة في بعض المساجد التي تقودها جماعات متشددة في الدين الإسلامي وتسلط الانتقادات على ملابسهن ومظهرهن وفي نهاية العام أطلق موالون للنظام البائد حملة تناهض انضمام السودان الى اتفاقية سيداو.
ويشير المحامي نصر الدين يوسف الناشط المدافع عن حقوق النساء في محاكم النظام العام في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير إلى أن الفقر وعدم التنمية والتعليم من الأسباب التي تحط من كرامة النساء بالتالي إن كانت هناك جهات سياسية تحاول تقويض المسار المدني عليها أن تعلم أن السودانيين لن يتراجعوا عن هذا المسار.
- انا حرة
بينما سلطت بعض الفتيات الضوء على بعض الإرشادات الواجب اتباعها حال تعرضهن إلى العنف والجلد بواسطة الجماعات التي تستجيب الى هذه الحملات بالاحتفاظ برذاذ الفلفل الحارق والصاعق الكهربائي في الحقائب اليدوية أو اللجوء الى مادة صلبة لضرب الشبان الذين ينفذون الحملة.
وتقول سهيلة الأمين (32) عامًا وهي ناشطة في مجال حقوق النساء في مقابلة مع (عاين) لن اتردد في توجيه ضربة لاي شخص يحاول جلدي بشكل مباغت بحجة أن مظهري متبرج “فأنا حرة في طريقة اختيار ملابسي وهندامي”.