السودان: هدوء القتال وبوادر عمليات نهب للممتلكات
23 أبريل 2023
شهدت معظم أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأحد، هدوء حذرا في الأوضاع الأمنية وتضاؤل حجم الاشتباكات بشكل لافت مقارنة بالأيام السابقة من الحرب الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي دخلت أسبوعها الثاني عدا بعض المناطق شرقي الخرطوم. في وقت بدأت مظاهر انفلات أمني ونهب للممتلكات من قبل متفلتين.
وسبق هدوء الأحوال على أرض المعارك في الفترة الصباحية، تحليق طائرات عسكرية في مدينتي أم درمان وبحري شمالي العاصمة مع صوت انفجارات وسحب من الدخان رجح شهود عيان تحدثوا مع (عاين) أن تكون استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع في تلك المناطق.
وشهدت الخرطوم فرار نزلاء عدد من السجون، بينها سجن كوبر الذي يحتجز فيه الرئيس السابق عمر البشير وعدد من رموز نظامه، بجانب سجن سوبا وامدرمان، وسبقها السبت سجن الهدي غربي امدرمان، ولم يعرف الجهة التي تقوم بخلاء السجون وسط اتهامات متبادلة لطرفي الحرب بهذا الخصوص.
وتبادل طرفا القتال ايضاً الاتهامات بشأن خرق هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة كانا قد التزما بالدخول فيها اعتباراً من مساء الجمعة الماضي، بجانب التعرض لبعثات دبلوماسية ورعايا دول خارجية خلال عمليات اجلاؤها من العاصمة الخرطوم والتي بدأت بشكل مكثف ليل أمس السبت.
وقال الجيش السوداني، في بيان إن “قوات الدعم السريع ارتكبت عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية ليلة أمس السبت، حيث اعتدت على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه الى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة. كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار مما أدى الى عودتهم وتعطيل عملية الاجلاء”.
وأضاف الجيش “قامت المليشيا المتمردة بسرقة العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي اثناء تسوقه بعد انزاله من العربة والهروب بها “.
فيما قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تعرضت صباح الأحد إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الإنقلاب اثناء اجلاء رعايا فرنسين من سفارة بلادهم مروراً ببحري الى امدرمان مما عرض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر بإصابة أحدهم ونجاة البقية”.
وواصلت بلدان العالم المختلفة بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية عمليات إجلاء رعاياها من السودان، الشيء الذي زاد مخاوف السودانيين من تجدد المواجهات بشكل أعنف بين الجيش والدعم السريع واللذين يرغب كلاهما في حسم الأمور لصالحه بقوة السلاح.
وبطبيعة الحال، تستمر الأوضاع المعيشية للمواطنين في التراجع بعد نفاد المؤن وبروز ندرة في العديد من السلع الاساسية مثل الخبز الذي اضطر سكان الخرطوم للاصطفاف أمام المخابز للحصول عليه. كما تضاعفت أسعار مجمل المواد الغذائية في موجة غلاء غير مسبوقة، وفق مراسل لـ(عاين).
وتواصلت عمليات النزوح من العاصمة الخرطوم نحو الأقاليم بحثا عن الأمن، وذلك اثر استمرار الاشتباكات وتراجع الوضع الإنساني، وتدهور الحالة الصحية نتيجة توقف 70% من المستشفيات عن العمل.
وضاعف أصحاب البصات السفرية أسعار التذاكر إلى الولايات وبلغ سعر تذكرة المغادرة من ميناء الخرطوم البري إلى مدينة كسلا شرقي السودان 80 الف جنيه بدلا عن 20 الف. ويعزو أصحاب البصات الزيادة إلى انعدام الوقود وشراءه من السوق السوداء.
الى جانب الهجمات العسكرية، يواجه السودانيين خطر الانفلات الأمني داخل الاحياء السكنية والشوارع، وذلك تصاعد حوادث النهب والسلب للمحال التجارية والأفراد في أنحاء العاصمة، خاصة مناطق غرب شمال مدينة أمدرمان.