“قتل في الطرقات وغذاء ينفد”.. الحرب تضع السودانيين في قلب الكارثة
21 أبريل 2023
في اليوم السابع منذ اندلاع المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع شوهد مغادرة مئات المواطنين منازلهم لبعض المساجد في العاصمة السودانية، وافي أول أيام عيد الفطر اليوم الجمعة للنجاة من الموت الذي يحاصرهم من كل اتجاه.
الأوضاع الانسانية في السودان خاصة في العاصمة الخرطوم تكاد تخرج عن السيطرة بعد نحو أسبوع من القتال وتبادل النيران داخل الأحياء المأهولة بالسكان.
ويتوقع العامل السابق في مجال الاغاثة مدثر حسن، أن يواجه ملايين الأشخاص في العاصمة السودانية كارثة انسانية قد تكون الأبرز في العالم في السنوات الأخيرة بسبب هشاشة الوضع العام في البلاد مع توقفت جميع أنشطة الأمم المتحدة قسرا في عملياتها الانسانية لصعوبة الحركة للعاملين في هذا المجال.
وأضاف حسن : “قد يكونوا في وضع خطير بسبب اقتراب مخزون الغذاء والأدوية من النفاد نتيجة معارك حربية أوقفت الحياة تماما”.
حرب المدن
خلال اليومين الماضيين غادر آلاف المدنيين أحياء العاصمة السودانية خاصة من شرقها وجنوبها صوب ولاية الجزيرة وسط البلاد للنجاة من المعارك العسكرية التي دارت في محيط القيادة العامة ومطار الخرطوم وجنوب العاصمة حيث تنتشر مراكز قوات الدعم السريع منذ سنوات في هذه المنطقة.
يقول فادي الذي غادر العاصمة السودانية متوجها الى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة لـ(عاين): “وصلت مساء الخميس الى هذه المدينة وجرى استقبالنا وقدموا لنا الطعام والمياه والمأوى بتخصيص منازل تبرع بها متطوعون “.
الحرب التي تدور في العاصمة السودانية تُستخدم فيها الطائرات الحربية التي ألحقت أضرارا كبيرة بالمساكن في الأحياء خاصة العمارات والرياض والمطار والامتداد والصحافة والمهندسين واضطر الآلاف للمغادرة.
يرى الموظف السابق في قطاع الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة عاطف عبد الرحمن، أن :”الوضع الانساني يفوق وصفه بالكارثي لأن جميع المرافق الصحية والخدمية معطلة تماما جراء المعارك الحربية.
يحذر عبد الرحمن من نسبة نزوح عالية اليومين القادمين إذا لم تتوقف المعارك العسكرية في الأحياء. وقال إن “المنظمات الدولية تتوقع نزوح اربعة ملايين شخص بسبب هذا النزاع المسلح ما لم تحدث تهدئة سريعة بين الأطراف المتحاربة”.
في مستشفى حكومي وسط العاصمة السودانية متخصص في علاج أمراض القلب لم يتمكن الطاقم الطبي من العمل فهذا المركز العلاجي القريب من مقر القيادة العامة جعله ضمن نطاق المعارك العسكرية العنيفة لمدة سبعة أيام.
أما توزيع الامدادات الطبية الى المستشفيات الحكومية والخاصة متوقفة منذ السبت الماضي وقد يواجه مئات المرضى في العناية الفائقة صعوبة في الحصول على اسطوانة الأوكسجين حسب ما ذكر الطبيب أحمد علي من مستشفى حكومي جنوب العاصمة.
انقطاع الإمداد
يقول مدثر حسن وهو عامل سابق في منظمة دولية تعمل في مجال الاغاثة، إن سلاسل الإمداد الغذائي متوقفة منذ الخميس الماضي قبل بدء بالقتال بيومين نتيجة عطلة نهاية الأسبوع ثم فوجئ السودانيون بالحرب صباح السبت وسط العاصمة لذلك جميع المراكز التجارية والمخابز لن تستطيع بيع شيء خلال اليومين القادمين.
ويعتقد مدثر حسن، أن الهدنة التي ستبدأ مساء اليوم الجمعة قد تساعد على وصول امدادات جديدة الى الأحياء.
وكان وزير التنمية الاجتماعية أحمد بخيت، اعترف بنفاد الغذاء والسلع في غالبية المراكز التجارية بالعاصمة السودانية بسبب المعارك العسكرية المستعرة منذ سبعة أيام.
وجراء توسع رقعة الاشتباكات العسكرية والتي شملت طريقا حيويا يربط بين العاصمة وولاية الجزيرة من الناحية الجنوبية الشرقية فإن الآلاف من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار من الحرب لم يتمكنوا من عبور هذا الطريق خوفا من المعارك العسكرية والانتشار الأمني
وحصلت (عاين) على معلومات جديدة بشأن الوضع الانساني حيث تعتزم الأمم المتحدة ومنظمات دولية ادخال كميات من المساعدات خلال فترة الهدنة الى العاصمة السودانية.
ضمانات أمنية
وقال موظف في وكالة أممية مشترطا حجب اسمه إن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية طالبت السودان بضمانات أمنية للوصول الى المتأثرين بالحرب في العاصمة السودانية وبعض المدن.
أما في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد يبذل متطوعون قصارى جهدهم لتأمين الطعام والمأوى لآلاف الفارين من الاشتباكات العسكرية المندلعة في العاصمة السودانية.
منازل ومراكز تحولت إلى مقار للايواء للقادمين الى هذه المدينة الواقعة على ضفاف النيل الأزرق ويعتمد المتطوعون على التبرعات والدعم الاجتماعي المقدم من الأفراد لتمويل توفير الطعام والايواء.
ذكر مصعب الذي يعمل ضمن عشرات المتطوعين في حديث خاص أن بعض الأشخاص طلبوا ارسال القادمين من الخرطوم الى منازلهم وقاموا بتجهيزها بتوفير جميع الاحتياجات.
يضيف مصعب :”هذا العمل الطوعي جاء نتيجة تكاتف بين المجتمع ولجان المقاومة والأحزاب والقوى المدنية وحتى السلطات الحكومية”.