قتال ضاري حول قاعدة مهمة للجيش السوداني جنوبي الخرطوم

عاين- 13 نوفمبر 2023

معارك الجيش وقوات الدعم السريع المتواصلة لثلاثة أيام حول قاعدة النجومي العسكرية التابعة للقوات السودانية في منطقة شرق جبل أولياء قرب الجسر الرئيسي محاولة  لقوات “حميدتي” السيطرة على هذه القاعدة لتأمين ظهرها في هذه المنطقة الواقعة جنوب الخرطوم، وغربًا حتى ولاية النيل الأبيض مرورا بولاية شمال كردفان إلى إقليم دارفور.

في شهر يونيو الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على أهم موقعين للجيش جنوب العاصمة السودانية هما مصنع اليرموك للأسلحة ومعسكر الاحتياطي المركزي التابع لوزارة الداخلية السودانية وهي قوات النخبة من الشرطة التي لديها تدريبات عالية على الأسلحة الثقيلة والمتقدمة.

التمدد إلى النيل الأبيض

عقب إستيلاء الدعم السريع على هذين الموقعين أقصى جنوب العاصمة السودانية لم يتبق له سوى قاعدة النجومي العسكرية الواقعة أسفل جسر جبل أولياء، وإذا ما تمكنت قوات دقلو من السيطرة على هذه القاعدة فإنها ستنتقل غرب جبل أولياء وصولا إلى تخوم ولاية النيل الأبيض وأبرزها مدينة القطينة.

خاض الجيش معارك ضارية في محيط قاعدة النجومي التي تضم مطارا عسكريا أيضا وتتوقف فيها طائرات عسكرية خارج الخدمة بسبب الأعطال، وفي 15 أبريل الماضي عندما اندلعت الحرب حاولت قوات الدعم السريع السيطرة على هذه القاعدة لكنها فشلت في هذه المهمة وانتقلت إلى السيطرة لاحقا على معسكر الاحتياطي المركزي الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة من هذا الموقع.

ونفى المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في تصريح صحفي مساء الأحد سيطرة قوات الدعم السريع على قاعدة النجومي، وقال إن “القوات المسلحة كبدتها خسائر فادحة وقامت بتحصين القاعدة العسكرية بشكل جيد”.

لكن جنودا من الدعم السريع نشروا مقاطع فيديو مساء الأحد معلنين سيطرتهم على قاعدة النجومي وظهر في الفيديو المطار واثنين من المروحيات المتعطلة ومن لم يتسن لـ (عاين) التأكد من تاريخ الفيديو المتداول على حسابات مقربة من هذه القوات. فيما قال مصدر من الجيش لـ(عاين) إن “مقطع الفيديو قديم ويعود إلى شهر أبريل الماضي عندما سيطرت هذه القوات في الأسبوع الأول من الحرب على هذه القاعدة و استعادها الجيش في شهر يونيو الماضي”.

بالمقابل يؤكد مصدر من الإعلام العسكري التابع للجيش في حديث مع (عاين) بقاء قاعدة النجومي العسكرية تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية وقال إن قوات الدعم السريع فشلت في السيطرة عليها بعد معارك ضارية خاضها الجيش لـ 96 ساعة متواصلة والتصدي لموجات متوالية من الهجمات العسكرية لقوات دقلو.

فيما قال مصدر عسكري مقرب من قوات الدعم السريع لـ(عاين) إن “قوات الدعم السريع سيطرت على أجزاء من قاعدة النجومي العسكرية التابعة للجيش السوداني مساء الأحد ولا تزال المعارك مستمرة للسيطرة على المنطقة كليا”.

وكانت غرفة طوارئ جبل أولياء حذرت المواطنين من مغادرة المنازل دون معرفة الممرات الآمنة بعد ساعات من معارك عسكرية وسقوط ضحايا من المدنيين في الأحياء القريبة من هذه القاعدة العسكرية.

من غرب الخرطوم حتى دارفور

“استماتة قوات الدعم السريع للسيطرة على قاعدة النجومي العسكرية المخصصة للمروحيات التابعة للجيش تحقق لها عدة أهداف يمكن وصفها بالكبيرة”.يقول الناشط المدني بمدينة الأبيض في شمال كردفانـ أحمد عزض الله لـ(عاين).

ويضيف عوض الله : “أولاً، اذا سيطرت الدعم السريع على هذه القاعدة ستنطلق منها إلى ولاية النيل الأبيض، ومع انتشار قوات إضافية في شمال كردفان حيث تتواجد قوات كبيرة في مناطق الشيخ.. الطيران التابع للجيش نفذ ضربات جوية هناك أملا في تفريق هذه الحشود العسكرية التي قد تخطط للاستيلاء على مدينة  الأبيض”.

ويرى عوض الله، أن سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل أولياء يعني تقدمها من غرب الخرطوم إلى ولاية النيل الأبيض ومن ثم شمال كردفان حتى دارفور.

ومنطقة جبل أولياء التي تحتدم فيها المعارك بين الجيش والدعم السريع منذ ثلاثة أيام تضم خزان جبل أولياء الذي شيد لترويض النيل والتحكم في تدفقات المياه من السودان إلى مصر في ستينيات القرن الماضي. وسيطرة قوات الدعم السريع على هذه المنطقة ربما تثير مخاوف القاهرة التي لديها مصالح استراتيجية في هذه المنطقة أبرزها خزان جبل اولياء.