معارك عنيفة في السودان تسبق توقيع مرتقب على هدنة جديدة
6 يونيو 2023
دارت اليوم الثلاثاء مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بمدن العاصمة السودانية الثلاث.
وخلفت المعارك العسكرية المتصاعدة خلال اليومين الماضيين في مدن الأبيض، وزالنجي، والفاشر، والجنينة، وكتم، موجة نزوح عشرات للمدنيين من هذه المناطق نحو مواقع أكثر أمانا.
ويحاول الجيش التمدد في العاصمة السودانية لكبح انتشار قوات الدعم السريع في مساحات واسعة إذ تسيطر هذه القوات على الخرطوم من تخوم القصر الرئاسي حتى جنوب العاصمة في منطقة جبل أولياء مع نقاط صغيرة يحتفظ بها الجيش خاصة سلاح المدرعات جنوب العاصمة.
وكثف الجيش من الغارات الجوية والمدفعية في أنحاء متفرقة من العاصمة الساعات الماضية قبيل الانتقال الى “هدنة جديدة ” متوقعة خلال اليومين القادمين.
وحذر الناشط في مجال حقوق الإنسان مصطفى الزين، من بقاء مئات الآلاف من المدنيين في منازلهم بالعاصمة السودانية محاصرين من قوات الدعم السريع التي تقتحم المنازل وتطرد السكان.
وقال الزين في حديث لـ(عاين) إن “الجيش عاجز تماما عن حماية المدنيين”.
ولبدء ترتيبات جديدة لتوقيع هدنة جديدة بين الجيش والدعم السريع ابتدر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو حميدتي حثهما على الانخراط في مفاوضات في جدة عبر وفدي التفاوض.
وقال الخبير الدبلوماسي، عمر حسن، لـ(عاين)، إن :الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية تعتزمان توقيع هدنة فعالة تسمح بالممرات الآمنة لنقل المساعدات الى العالقين في العاصمة ويقدر عددهم بمئات الآلاف من ينتظرون في منازلهم توقف الحرب”.
ويرى حسن، أن المجتمع الدولي رغم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية موقفه ضعيف جدا حيال التعامل مع الأزمة الانسانية “الأخطر ” في الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
ويصف عمر حسن هذه الحرب بـ “الاجرامية” لأن الطرفين لا يتخذان معايير لصيانة حقوق الإنسان وحماية المدنيين ويرتكبان انتهاكات كبيرة خاصة قوات الدعم السريع التي تحتمي من سلاح الطيران باقتحام منازل المواطنين في العاصمة.
فيما يسعى الجيش -بحسب المحلل السياسي أحمد عوض – لتحسين وضعه على الأرض لذلك شن هجمات عسكرية خاصة عقب انهيار هدنة 28 مايو الماضي واستعاد زمام المبادرة في بعض المناطق بالعاصمة السودانية ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
ويضيف عوض :”على الرغم من تقدم الجيش في بعض المناطق خاصة استعادة أجزاء من معسكر طيبة جنوب العاصمة لكنه لا زال في موقف لا يسمح له بالتفاوض منطلقا من وضعه العسكري على الأرض”.
ويقول عوض، إن “الجيش ربما تمكن من اضعاف انتشار قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية وأفشل هجوما لقوات حميدتي للسيطرة على قاعدة وادي سيدنا العسكرية لذلك من الواضح أن القوات المسلحة ستدخل مفاوضات جدة وهي في وضع أفضل من الجولات السابقة لكنه ليس الوضع المطلوب للجيش مقابل قوات شبه عسكرية”.
وتابع :”رغم ذلك لم يسجل الجيش انتصارا كبيرا حتى الآن على الدعم السريع الذي يتحصن بمنازل المدنيين في العاصمة “.
ويقول الخبير الدبلوماسي عمر حسن إن الميسرين السعوديين والأمريكيين في جدة يحاولون إنقاذ الوضع بصياغة هدنة جديدة قد تكون مختلفة هذه المرة.
وأضاف :”ستكون الهدنة الجديدة وفق آليات مستحدثة لمراقبة وقف اطلاق النار وفتح الممرات وحسب المتابعات فإن البرهان استعاد زمام الأمور بخروجه والتصريح علنا بعد غياب طويل وسيطرة المتطرفين على قرار الجيش”.
ويرجح حسن، أن تكون الهدنة الجديدة مختلفة عن الاتفاقات السابقة باستحداث بنود جديدة وقرارات أكثر فاعلية مثل إخراج القوات العسكرية من المواقع المدنية مثل المنازل والمستشفيات.
انهيار
وعلى نحو متسارع انهار الوضع الأمني في العاصمة السودانية نهاية الأسبوع بشكل غير مسبوق منذ بداية القتال منتصف أبريل الماضي وانتشرت العصابات وأعمال النهب والسلب المنازل والأسواق والمستودعات .
وقال أشرف الذي يقطن وسط العاصمة السودانية في حي الديم لـ(عاين)، لقد تحولت الخرطوم الى مدينة أشباح نهاية الاسبوع لكن منذ يومين انحسر تواجد قوات الدعم السريع في الديوم إلى حد كبير.
وخلف القتال بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي مقتل 870 شخصا من المدنيين ونزوح 1.4مليون شخص واصابة نحو أربعة آلاف شخص وتدمير ونهب المنازل والمنشآت الصناعية والخدمية.