السودان: مدينة أخرى تدخل دائرة المعارك العسكرية  

19 مايو 2023

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور لليوم الثاني توالياً، فيما دخلت مدينة زالنجي الى دائرة الحرب لأول مرة بعد أن شهدت مواجهات دامية اليوم.

وفي العاصمة دارت معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع في بحري ومنطقة جنوب الخرطوم، الى جانب مناطق في جنوب مدينة امدرمان، كما نفذ الطيران الحربي عدد من الهجمات الجوية على مواقع تجمع لقوات الدعم السريع في العاصمة، وسماع دوي المضادات الأرضية تتصدى لها، وفق ما نقل شهود لـ(عاين).

ونقل مصدر لـ(عاين)، أن اشتباكات بالاسلحة الثقيلة دارت في زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط قيادة القوات المسلحة، وبعدها انقطعت خطوط الاتصالات وشبكة الانترنت في المدينة.

وبحسب شهود تحدثوا (عاين) عن ان المعارك في نيالا استمرت لليوم الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع واستخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمدافع مما أدى لسقوط قتيلين من المدنيين على الأقل احدها في حي السد العالي شمال شرق المدينة وجرح 3 آخرين، وذلك إثر سقوط مقذوفات متفجرة “دانات”.

وبهذا ترتفع حصيلة القتلى من المدنيين في نيالا خلال يومين إلى 21 شخصا على الأقل وجرح العشرات. وشهدت المدينة تراجع في الخدمات وانقطاع الكهرباء عن عدد من الأحياء التي تتركز حولها الاشتباكات المسلحة، وتوقف تماما الحركة في كل أرجاء المدينة.

ويقول الشهود، إن اشتباكات اليوم التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمدافع، تركزت على قيادة القوات المسلحة و”المستودع المتقدم بنيالا” شمال قيادة الفرقة 16 مشاة والذي يضم وقود وامداد يخص الجيش السوداني.

وبحسب الشهود، فإن الجيش ينتشر حتى منطقة وسط مدينة نيالا التي تضم السوق الكبير وكل المصارف التجارية وبنك السودان المركزي وامانة الحكومة، بينما ينتشر الدعم السريع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة والذي يضم البورصة ووزارة المالية التربية الولائية والمطار.

وتجددت المواجهات بين القوتين أمس الخميس، في مركز المدينة وحول مجمع المصارف بسبب تحرك قوة من الجيش لصرف شيكات مرتبات أفراد القوات المسلحة والشرطة، الأمر الذي أثار حفيظة قوات الدعم السريع التي اشترطت صرف شيكات مرتبات أفرادها الموقوفة على خلفية قرارات قائد الجيش الأخيرة بتجميد حسابات قوات الدعم السريع.

وكان المجتمع المحلي والقيادات الاهلية والأعيان قادوا مبادرة مجتمعية لوقف العدائيات بين القوات المسلحة وقوات الدعم وعودة الحياة الطبيعية في مدينة نيالا في اعقاب أعمال الفوضى والنهب والسلب نتيجة للمواجهات المسلحة بين الجيش والدعم السريع.

ونصت المبادرة المجتمعية أن تكون القوات المسلحة مسؤولة بالكامل عن تأمين الطرف الجنوبي للمدينة جنوب شارع “جبل مرة” بينما تكون قوات الدعم السريع مسؤولة عن تأمين الطرف الشمالي للمدينة وعليها الحماية الكاملة للمدنيين وممتلكاتهم، فيما تقوم قوات الشرطة بالانتشار لحماية الأسواق والمؤسسات العامة لحين استقرار الأوضاع في البلاد.

وادت المواجهات المسلحة في يومها الأول 15 أبريل، إلى مقتل نحو (71) مدنيا بجانب (200) مصاب بحسب إحصائية وزارة الصحة الولائية بجانب نهب وتدمير مرافق حيوية واضرار بالغ بالأسواق والمراكز التجارية.

تعليق واحد

عذراُ. التعليقات مغلقة.