معارك الجيش والدعم السريع تقترب من أخطر منطقة عسكرية في العاصمة

2 مايو 2023

بعد أن ظل محصناً طيلة الفترة التي أعقبت الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بات مجمع اليرموك – أكبر مصنع للأسلحة الثقيلة والخفيفة بالبلاد في مرمى نيران الحرب، وذلك بعد حدوث مناوشات القوات المتقاتلة بالقرب منه خلال الساعات القليلة الماضية الأمر الذي يثير المخاوف من كارثة محتملة.

ونقلت مصادر عسكرية لـ(عاين)، أن ارتال من قوات الدعم السريع حاولت اقتحام المجمع الحربي التابع للجيش السوداني في منطقة الشجرة جنوبي الخرطوم والذي يضم مصنع اليرموك والمستودعات الرئيسية للمواد البترولية وهيئة المدرعات، لكن القوات المسلحة تمكنت من صد الهجوم مستعينة بسلاح الجو الذي نفذ غارات على القوة المهاجمة مما أجبرها على التراجع.

ويقول الخبير العسكري الفريق معاش خليل محمد الصادق في مقابلة مع (عاين) إن “انتقال المواجهات العسكرية الى محيط منطقة المستودعات وما تحتويه سيقود الى كارثة إنسانية لن تزول آثارها لمدة 50 عاماً قادمة، وسوف تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية هائلة تقصم ظهر الاقتصاد السوداني وتقعده لعقود لاحقة:.

ويرى ضرورة ألا تُوضع المستودعات ضمن الأهداف العسكرية، ومع ذلك يتوقع قيام الدعم السريع بمزيد من المحاولات تجاه هذه المنطقة فهو يسعى للمناوشات في المناطق الحيوية والاستراتيجية.

 

معارك الجيش والدعم السريع تقترب من أخطر منطقة عسكرية في العاصمةويفرض الجيش السوداني إجراءات أمنية مشددة على منطقة المستودعات ومصنع اليرموك حتى قبل اندلاع القتال مع الدعم السريع، وكان يمنع العبور بالقرب مصنع اليرموك المحاط بسرية تامة منذ التأسيس في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ولم يبرز الى دائرة الضوء الا بعد قصفه بواسطة غارات إسرائيلية في أكتوبر من العام 2012م.

وبعد الهجوم الإسرائيلي سرت كثير من التقارير حول المصنع إذ ذكرت بأنه ينتج الأسلحة الثقيلة والمدرعات وناقلات الجنود ويضم العديد من المستودعات المليئة بالأسلحة والذخائر والمتفجرات، وتحدثت تقارير عن احتمالية جود أسلحة محرمة دولياً “كيماوية” يرجح ان يكون قد استخدمها الجيش السوداني في جبل مرة قبل سنوات، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية في العام 2016، وفندها نظام الرئيس المعزول عمر البشير وقتها.

وأثارت التقارير المتصلة بانتقال المواجهات إلى منطقة الشجرة ومصنع اليرموك المخاوف بشكل كبير خاصة لدى السكان في المناطق المجاورة، وتقول هبة وهي شابة سودانية مقيمة بضاحية جبرة القريبة من مقر المصنع جنوبي الخرطوم لـ(عاين) “نعيش حالة من الرعب المستمر من حدوث مواجهات مسلحة، فنحن في فوهة المدرعات ولهيب مستودعات الوقود”.

وتضيف: “وسط هذا الخوف المستمر ثمة ما يبعث بالأمل وهو السياج الأمني القوي الذي يفرضه الجيش السوداني على منطقة اليرموك والمستودعات، فقد شاهدنا خلال الأيام التي أعقبت الحرب الآليات والأسلحة الثقيلة تطوق المنطقة بكاملها ومع وجود ارتكازات بالدباب والمدرعات وشتى أنواع الأسلحة”.

معارك الجيش والدعم السريع تقترب من أخطر منطقة عسكرية في العاصمة

 

ولم يستبعد الخبير العسكري عمر ارباب استمرار قوات الدعم السريع في تكثيف محاولاتها للسيطرة على منطقة الشجرة الاستراتيجية فهي تبحث عن مناطق يصعب استهدافها بالطيران الذي يشكل أكبر هواجس هذه القوات، فمن الواضح أن المعركة تسير الآن لصالح سلاح الجو التابع للجيش السوداني.

ويقول ارباب في مقابلة مع (عاين): “يسعى الدعم السريع الى السيطرة على أكبر قدر من المواقع التي يصعب قصفها بالطيران مثل المستشفيات والإذاعة والتلفزيون وحتى المطارات من أجل إعادة ترتيب صفوفه وتنظيمها والعمل من جديد، فمن هذا المنطلق يفكر في منطقة حيوية مثل مستودعات الشجرة واليرموك، ولكن لا اعتقد ان الأمر سهلاً عليه لأنها منطقة استراتيجية للجيش والتفريط فيها يمثل خسارة كبيرة”.

وتواصلت اليوم المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الـ17 على التوالي، وحلقت الطائرات الحربية التابعة للجيش اليوم الثلاثاء في سماء عدد من المناطق في العاصمة الخرطوم، بينما تسمع أصوات المضادات الأرضية تصدر مناطق تجمع قوات الدعم السريع في غرب أمدرمان وشمال العاصمة، وفق شهود تحدثوا لـ(عاين).