السودان: استمرار المعارك و(فولكر) يقول: الطرفان منفتحان على التفاوض

29 أبريل 2023

تواصلت اليوم السبت، الاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم رغم سريان هدنة مدتها 72 ساعة كان طرفي الصراع التزما بها استجابة لنداءات إنسانية، فيما وقت انتشرت قوة قتالية من الشرطة- الاحتياطي المركزي- بعد غياب تام لتشكيلات الشرطة طوال الفترة التي أعقبت اندلاع الحرب.

ونشرت منصات محسوبة على الجيش السوداني صورا لأرتال من قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة امام قاعدتها في ضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم وهي تتأهب للانخراط في العمليات العسكرية الجارية، وتزامن ذلك مع أنباء متواترة بحشود من الجيش في طريقها لوسط العاصمة الشيء الذي زاد مخاوف السكان من مواجهات مرعبة بين الجانبين خلال الساعات القادمة.

وبحسب شهود تحدثوا لـ(عاين)، فإن طائرات حربية قصفت تجمعات عسكرية في ضاحية امبدة جوار جسر ود البشير، وواجهتها قوات الدعم السريع بمضادات أرضية وذلك في أمسية مرعبة عاشها المدنيين في هذه المنطقة، وحلق الطيران أيضا في سماء الصالحة جنوبي العاصمة والثورات (شمال).

وسمع السكان عصر السبت، إطلاق نار كثيف في بحري جوار جسر الحلفايا واعقبه تحليق للطائرات الحربية في سماء المدنية التي شهدت معارك ضارية الأيام الماضية، كما دارت اشتباكات بين الجيش والدعم السريع جنوبي مدينة أمدرمان.

وفي بيان لها، قالت قوات الدعم السريع إن “قوة من شرطة الاحتياطي المركزي انضمت اليوم السبت الى قوات الجيش في منطقة الشجرة جنوبي الخرطوم وتستعد  للهجوم على مناطق تمركز قواتنا.. نحذر جميع قيادات الشرطة من المشاركة في المعارك الدائرة وسحب جميع منسوبيها من المشاركة مع الانقلابيين”.

وأضاف البيان: “الشرطة جهاز مدني قومي يجب ان لا ينحاز لأي طرف دون الآخر، وإننا نطلق هذا التحذير لجميع قوات الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا نضطر الى التعامل معها كعدو”.

فيما قال الخبير العسكري أمين إسماعيل مجذوب إنه “في حالة نشوب الحرب تكون كل الأجهزة النظامية تحت إمرة القوات المسلحة، وكانت المرحلة الأولى من هذه الحرب عمليات نشطة خاضها الجيش لوحده وجاء الدور الآن على الشرطة في مرحلة تأمين الاحياء السكنية من اعمال النهب والسلب وغيرها من الظواهر”.

بدوره، قال الجيش السوداني في بيان صحفي السبت، إنه “بدأ فتح وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجياً بمناطق جنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تدريجياً بمناطق العاصمة”.

قبول التفاوض

وفي خضم هذه التحشيد، قال الممثل الأممي في السودان فولكر بيرتس في تصريح لوكالة روتيرز إن الجيش وقوات الدعم السريع رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان.

واستطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين “للجلوس معا فعليا”. وأضاف أنه “لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات”.

وأشار بيرتس، إلى أنه قال لمجلس الأمن إن كلا من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضا إن المواقف تتغير.

وأضاف: “يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحا نوعا ما على المفاوضات. لم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك”.

وذكر بيرتس، أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه “الاستسلام أو الموت”، يقولان أيضا “حسنا، إننا نتقبل… شكلا ما من المحادثات”. تابع: “أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر”.

وحصد الصراع المسلح الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدائر منذ منتصف ابريل الجاري، أرواح 512 شخصاً من المدنيين بينهم 169 من العاصمة الخرطوم، وجرح 4193 آخرين في الخرطوم والولايات.

كما تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل مريع إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة بسبب المواجهات العسكرية.

وتتواصل عمليات الفرار الجماعي من الخرطوم الى الأقاليم رغم ارتفاع قيمة التذاكر السفرية بشكل جنوني، والتي يعزيها أصحاب المركبات السفرية الى شح الوقود الناجم عن اغلاق محطات الخدمة البترولية، وحصولهم على الوقود من السوق السوداء بأسعار باهظة.