السودان: أصوات السلام ترتفع وسط دوي مدافع الحرب
27 أبريل 2023
بعد 13 يوماً من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ارتفعت الأصوات التي تنادي بوقف الحرب الجارية والجلوس إلى طاولة تفاوض لإيجاد حل سلمي للصراع في البلاد، وهي مواقف تحظى بسند دولي وإقليمي، وتصاعدت عقب تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
وفي المقابل ظل طرفي القتال في حالة رفض مستمرة لفكرة التفاوض طيلة الأيام التي أعقبت اندلاع الأحداث، وهو ما قاد الى استمرار المواجهات العسكرية الدامية في العاصمة الخرطوم ومدن البلاد المختلفة لتزداد معها حصيلة الضحايا المدنيين من قتلى وجرحى.
ومع ذلك، أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، موافقته مبدئياً على مبادرة من منظمة الايجاد ورئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت تقضي بتمديد الهدنة الإنسانية وارسال ممثلين الى العاصمة جوبا لإجراء محادثات حول تفاصيل المبادرة المطروحة، بينما لم يصدر تعليق من قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” على المبادرة.
ورغم وجود هدنة معلنة من الطرفين لأغراض إنسانية مدتها 72 ساعة، شهدت عدد من المناطق في العاصمة الخرطوم اليوم الخميس قصف الطائرات التي سُمع دويها في غرب أمدرمان وبحري شمالي العاصمة الى جانب أصوات مضادات أرضية تتصدى لها في تلك المواقع، وذلك حسبما نقله شهود لـ(عاين).
ونقل شهود أيضاً أن محيط القيادة العامة للقوات المسلحة شهد تبادل لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، الى جانب اشتباكات مماثلة في ضاحية الفتيحاب غربي مدينة أمدرمان، كما دارت مواجهات بين الطرفين في ضاحية بري شرفي العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي الجنينة غربي السودان تواصلت اعمال العنف الدائر بين قبائل عربية والمساليت والذي اندلع كامتداد لمواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمدينة الأسبوع الجاري، وبحسب مصادر لـ(عاين) فإن هذه المواجهات خلفت أكثر من 96 قتيلاً الى جانب نزوح آلاف السكان، كما جرى حرق مؤسسات حكومية في المدينة.
لا للحرب
وتقود كيانات ومنظمات مجتمع مدني في السودان حملة تحت وسم “لا للحرب” في مسعى لوقف القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع وذهاب الطرفين الى طاولة محادثات تفضي الى استعاد مسار الانتقال الديمقراطي ونقل السلطة الى حكومة مدنية كسبيل وحيد لتجنب البلاد مآلات الحرب الاهلية الشاملة.
وارتفعت الأصوات الداعية لوقف القتال على حساب دعاة الحرب بشكل لافت، وذلك بعد الآثار الكارثية التي خلفتها المواجهات العسكرية خلال 13 يوم ماضية، اذ حصد النزاع أرواح 512 شخصاً من المدنيين بينهم 169 من العاصمة الخرطوم، وجرح 4193 آخرين في الخرطوم والولايات.
والى جانب ذلك، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل مريع إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة بسبب المواجهات العسكرية.
وقادت هذه الأوضاع الآلاف من سكان العاصمة الخرطوم الفرار الى الأقاليم في رحلة لم تكن سهلة بعد أن ارتفعت قيمة التذاكر السفرية بشكل جنوني، ويعزي أصحاب المركبات السفرية هذه الزيادات الى شح الوقود الناجم عن إغلاق محطات الخدمة البترولية، وحصولهم على الوقود من السوق السوداء بأسعار خرافية حيث وصل سعر جالون البنزين 25 ألف جنيه.
بحسب شهود تحدثوا لـ(عاين) فإن أسعار التذاكر السفرية الى ولايات دارفور تصل الى 150 الف جنيه، وبورتسودان تتراوح بين 120 – 150 الف جنيه، ومدينتي كسلا والقضارف 85 ألف، فيما بلغت قيمة التذكرة إلى الأبيض وود مدني 30 الف جنيه سوداني، وهي مبالغ طائلة تفوق مقدرة الكثيرين.