11 يوماً من الحرب.. السودانيون تحت الحصار
25 أبريل 2023
لم يفلح اتفاق هدنة بادرت بها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وأطراف محلية في إسكات أصوات المدافع والطائرات الحربية بالعاصمة السودانية اليوم الثلاثاء حيث واصل الجيش والدعم السريع الاشتباكات المسلحة شمال العاصمة الخرطوم وفي مدينة أمدرمان مع تبادل الاتهامات ببدء الهجوم على الآخر.
الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ منتصف الليل لم تصمد طويلا سرعان ما بدأ الطرفان القتال في منطقة الكدرو بالخرطوم بحري بعد تحركات عسكرية للدعم السريع ونقل الجنود عبر عشرات المركبات وتحليق لطيران الجيش استهدف هذه القوافل.
وقال شهود من ضاحية الكدرو شمال العاصمة السودانية، إن سلاح الجو التابع للجيش أطلق صواريخ على قافلة تتبع للدعم السريع جاءت من مصفاة الجيلي للبترول حيث تقع تحت سيطرة قوات الجنرال حميدتي.
واتهم بيان الجيش اليوم الدعم السريع بخرق الهدنة ونقل قوافل عسكرية شمال العاصمة السودانية وادخال قوات جديدة من شمال كردفان وغرب كردفان الى العاصمة السودانية لابتدار عمليات عسكرية واسعة
بالمقابل ألقت قوات الدعم السريع باللوم على الجيش. وقالت إن القوات المسلحة خرقت الهدنة بالقصف الصاروخي وابتدار المعارك العسكرية.
وتحت ظلال الاتهامات المتبادلة بين الجانبين عاشت مدينة أم درمان في منطقة كرري أوضاعا مآساوية حسب مواطنين بدأت الأحداث بأصوات المدافع في الفترات الصباحية ثم تطورت الى وقوع مقذوفات صاروخية على مركز طبي قرب محطة الرومي لم تسفر عن خسائر في الأرواح لكن خلفت اصابات بالغة لعدد من المواطنين الذين كانوا يتلقون العلاج في المركز، وجرى تعليق العمل الطبي في المركز الوحيد الذي يعمل في المنطقة.
قالت عائشة التي تقطن مدينة أمدرمان لـ(عاين)، إن مقذوف صاروخي استقر في منتصف مركز طبي وآخر وقع في ساحة خلف المركز وثالث في منزل مجاور ولم تتضح بعد الجهة التي أطلقتها.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية التي أثارت الهلع في بعض المناطق إلا أن هناك أسواقا شعبية بدأت نشاطها اليوم الثلاثاء كما نقلت حافلات المواطنين بين الأحياء الآمنة في أم درمان والخرطوم.
ومع استمرار هدنة هشة بين القوات المسلحة والدعم السريع تعمقت الأوضاع الانسانية في بعض المناطق بالعاصمة السودانية وأطلق مواطنون عالقون نداء إستغاثة لتوفير الطعام ومياه الشرب عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحرب المستعرة في العاصمة السودانية دفعت الآلاف للتوجه الى ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض وولاية القضارف وكسلا فيما تحول موقع بشارع الستين شرق العاصمة الى محطة مؤقتة لنقل المدنيين الراغبين فى السفر إلى مصر عبر معبر أرقين الحدودى شمال البلاد.
رعب في (الجنينة)
ومع اشتداد المعارك العسكرية في العاصمة السودانية، انتقلت شرارة العنف المسلح الى مدينة الجنينة. وقال مواطنون إن “المدينة تعيش رعبا منذ ثلاثة أيام بنشوب اقتتال مسلح”.
مدينة الجنينة التي تأوي عشرات الآلاف من النازحين يقول سكانها إن السلطات السودانية تغض الطرف عن “مجازر قد تحدث “جراء الإهمال وعدم نزع فتيل الأزمة.
وتقول راوية العاملة في منظمة انسانية بمدينة الجنينة لـ(عاين)، إن الأوضاع الأمنية خطيرة للغاية.. لا يمكن لعمال الاغاثة العمل وسط النازحين في المرافق العامة وجرى تعليق غالبية الأنشطة واذا تركوا هكذا سيموتون جوعا أو بالرصاص”.
وتضيف: “الوضع خرج عن السيطرة هنا لا توجد دولة ولا قانون من يحمل السلاح يقتل كما يريد يبدو أن السودان قد يكون قريبا من تخل دولي مسلح “.
وتؤكد هذه العاملة أن المعارك العسكرية تدور في الشوارع ولا يملك المدنيين سوى الاختباء في المنازل.
ومع استمرار الهدنة وممارسة واشنطن والرياض ضغوط مكثفة على جنرالات الجيش والدعم السريع تتطلع الولايات المتحدة الى جلب الفرقاء العسكريين إلى التفاوض ووقف القتال.
غلاء أسعار
وبعد عشرة أيام من القتال في العاصمة السودانية بدأت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع وقفز كيس دقيق القمح من 9 آلاف جنيه إلى 18 ألف جنيه وارتفع سعر جوال السكر إلى 45 ألف جنيه من 32 ألف جنيه
كما ارتفعت تعرفة النقل بين العاصمة السودانية والولايات الآمنة حيث يفر إليها آلاف المدنيين الى 50 ألف جنيه و70ألف و80 ألف حسب طول المسافة.
نعم لن يلتزومو لأنهم الطرفين ليس لهم ثقة في نفوسهم