2 مايو 2023
قالت نقابة أطباء السودان- اللجنة التمهيدية- أن نحو 94 شخصاً على الأقل قتلوا في المعارك الواسعة التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مؤخراً ، وكشفت عن انهيار كامل للنظام الصحي في المدينة.
و فاقم القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع معاناة النازحين بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، ولجأ الآلاف إلى دولة تشاد المجاورة بعد أن هاجم مسلحين أهليين تجمعاتهم السكنية بالمؤسسات الحكومية التي لجأوا اليها في وقت سابق عقب عمليات قتال أهلي في مخيم كرينك.
وتشير تقديرات منظمة الأمم لتنسيق الشؤون الانسانية “أوشا” أن نحو (20) شخص عبروا الحدود إلى دولة تشاد بسبب القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
ودارت مواجهات على مدى يومين هي الأعنف عقب تفجر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي رافقه تجدد القتال الأهلي في المدينة التي تشهد صراعاً اهلياً مستمرا بين المكونات العربية والمساليت.
وأقر مسؤول حكومي بعجز الحكومة عن حماية المدنيين وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية التي تساعدهم في البقاء على قيد الحياة.
وأشار المسؤول الحكومي الذي فضل عدم ذكر اسمه في مقابلة مع (عاين) إلى إن القتال الذي دار مؤخرا مختلف عن المواجهات السابقة والمتكررة بين المجموعات العربية والمساليت لحجم الكارثة واختفاء مظاهر الدولة بعد أن اصبحت القوات الأمنية تدافع عن نفسها وتركت المدنيين لجحيم المليشيات. حسب قوله
وقالت نقابة الأطباء، أنه وبعد الهجوم الوحشي غير المسبوق الذي شهدته مدينة الجنينة منذ 20 أبريل، وفي ظل الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد، حصدت مدينة الجنينة مئات الجرحى وعشرات القتلى نتيجة الاقتتال البربري. وأشارت إلى حصر 94 قتيلا وما زال الحصر جاري.
وأشارت اللجنة إلى الاعتداء على المرافق الصحية ونهبها، وكذلك معسكرات النازحين، مما اضطر المنظمات الإنسانية للقيام بإخلاء طارئ لفرقها العاملة.
وكشفت النقابة في بيان اطلعت عليه (عاين)، عن تدمير ونهب أجزاء واسعة من المستشفى بجميع أقسامه ( العنابر، المعمل، قسم الأشعة، بنك الدم، الصيدليات) خلال الاقتحام العنيف للمستشفى في يومين متتاليين.
وأشارت النقابة إلى أنه لا يوجد مركز لغسيل الكلى الآن في الجنينة، كما تم نقل جزء من الجرحى جراء الأحداث الأخيرة إلى مستشفى كرينك الوحيد الذي يعمل بولاية غرب دارفور.
وأحصى البيان نهب 4 صيدليات في المدينة وعدد من المراكز الصحية، بجانب الاعتداء على المخزن المركزي للدواء (الدواء الدائري) ونهبه إلى جانب ميز الأطباء وسكن الأطباء الاختصاصيين ومبنى وزارة الصحة إضافى للاعتداء وحرق المكاتب التابعة لجمعية الهلال الأحمر.
وأشار بيان النقابة إلى إخلاء موظفي جميع المنظمات ما عدا جزء من فريق الهلال الأحمر بشكل طارئ عن طريق تشاد وتبقى طاقم محدود من الهلال الأحمر يقوم بإجلاء الجثث المتكدسة.
واطلقت النقابة نداء عاجلاَ لإنقاذ المواطنين ضحايا “الحرب العبثية والاقتتال العشوائي بين العصابات المسلحة” وتقديم يد العون لإجلاء الجرحى وحماية المرضى والنساء وكبار السن والأطفال والتدخل الفوري لانقاذ المدينة وسكانها.