“مطاردات وقمع”.. مدرعات الشرطة السودانية تفض احتجاجات ضد العسكر
29 سبتمبر 2022
فرقت قوات الأمن السودانية اليوم الخميس، احتجاجات مناهظة للحكم العسكري واطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة من مدرعات الشرطة في مواجهة مواكب المحتجين المتجهة إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم، فيما عادت مدن سودانية للتظاهر بينها عطبرة -شمال، والقضارف شرق البلاد.
ويستمر السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي اطاح عبره قادة الجيش بشركائهم المدنيين الذين تقاسموا معهم السلطة عقب الاطاحة بحكومة الرئيس المخلوع عمر البشير بثورة شعبية ديسمبر 2018.
وأحتشد المتظاهرون من نقاط تجمع عديدة في العاصمة ابرزها محطة باشدار قبل ان يتجهوا إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم والذي اعتادت السلطات على وضع قوات عسكرية في محيطه لمنع تقدم المتظاهرين.
ومع تقاطر المحتجين بإتجاه وسط المدينة بدأت قوات الأمن في الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع من على ظهر مدرعات الشرطة واطلاق خراطيم المياه على المتظاهرين الأمر الذي اضطرهم للتراجع إلى الاحياء القريبة.
واوقعت عمليات الاطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع اصابات وسط المتظاهرين بعضها اختناق بالبمبان واصابات اخرى بمقذوفات قنابل الغاز.
وطاردت مدرعات الشرطة المتظاهرين في احياء الخرطوم 3 و2 متجاوزة للكتل الصخرية التي حاول بها المتظاهرين تعطيل حركة القوات المهاجمة في بعض الشوارع الرئيسية.
وتأتي تظاهرات اليوم التي دعت لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات ضد النظام العسكري بعد اعلان تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة والولايات الأربعاء في تصريح صحفي عن اكتمال عملية دمج “الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب“. والذي وقعت عليه (18) تنسيقية من ولايات السودان المختلفة. وطرحت المسودة للمناقشة والتعديل وسط اعتراضات من بعض التنسيقيات.
زغاريد نجاح
وبينما تزامنت احتجاجات اليوم الخميس 29 سبتمبر مع اعلان وزارة التربية والتعليم العام في السودان، نتائج امتحانات الشهادة السودانية. وقفت شابة توزع الحلوى على المشاركين في التظاهرات احتفالاً بنجاح شقيقتها الصغري وسط زغاريد السيدات الحاضرات.
وقالت الشابة التي تقوم بتوزيع الحلوى في مكان تجمع للمتظاهرين لـ(عاين)، “نجحت شقيقتي الصغري في امتحانات الشهادة السودانية.. انا انتظرها هنا وهي تشارك الآن في الخطوط الأمامية مع المتظاهرين”.
وجرى تداول فيديوهات لمتظاهرين يرفعون اصدقائهم الطلاب الناجحين، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها “إلى الثوار الممتحنين.. لقد نجحتم في حب الوطن وانه لنجاح عظيم”.
وهنأت تنسيقية لجان مقاومة أم درمان القديمة الناجحين، وقالت في تهنئتها “كان عماد ثورة ديسمبر المجيدة من الشابات والشباب الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الفكاك من نظام الإنقاذ الشمولي، فكانت تضحياتهم وكانت بسالاتهم وكان الإنتصار، فالثورة عمل مستمر واحداث متراكمة يكون فيها النجاح للمثابر”.
وتابعت التنسيقية في تهنئتها، “نبارك لكل الممتحنين الناجحين في امتحانات الشهادة السودانية كمان نهديهم الثبات على المواقف لنهدي الوطن دولة مدنية مكتملة الأركان هم قادتها وصناع قرارها، وللذين لم يحالفهم الحظ فإن كل الأعوام مناسبة لصناعة المجد واللحاق بركب الناجحين، فلم يفتكم شيء أيها الصناديد”.