تظاهرات السودان تطوق قصر الرئاسة وقتيل في أم درمان   

28 فبراير 2022

وصل آلاف المتظاهرين إلى القصر الجمهوري وسط العاصمة السودانية اليوم الاثنين بعد أن أجبروا قوى الأمن على التراجع إلى الشوارع الداخلية لمنطقة السوق العربي في الاحتجاجات التي جاءت اليوم استجابة لدعوات تنسيقيات لجان المقاومة التي تقود الحراك السلمي ضد الانقلاب العسكري.

ويناهض السودانيون الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي وسقط برصاص الأمن 83 من المحتجين بحسب إحصائيات لجنة أطباء السودان خلال أربعة أشهر.

وردد المتظاهررون هتافات مناوئة لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرب القصر بينما كان جنود الجيش يقيمون حاجزا بين المبنى والمحتجين الذين تدفقوا إلى القصر بعد ساعات من طرح لجان مقاومة ولاية الخرطوم ميثاقا سياسيا –ميثاق تأسيس سلطة الشعب– قد يقود الى توافق بين قوى الثورة المدنية.

دعم شعبي للميثاق السياسي المطروح من لجان المقاومة- موكب 28 فبراير 2022

هجوم أمني 

وكسر المحتجون طوقا أمنيا قرب محطة شروني وتمكنوا من الوصول إلى البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري عقب عمليات كر واطلاق مكثف للغاز والقنابل الصوتية من قبل قوت الشرطة خلفت عشرات الاصابات.

وعندما حاول المحتجون الانسحاب من القصر الجمهوري استجابة لدعوات لجنة الميدان داهمتهم قوات عسكرية وهي تطلق الرصاص من شاحنات إلى جانب وصول قوات من ناحية جسر المك نمر وطاردت المحتجين في شارع القصر.

ونوهت لجنة أطباء السودان إلى سقوط عشرات المصابين عقب هجوم نفذته قوات عسكرية على تجمعات سلمية في محيط القصر عندما كان المتظاهرون يحاولون المغادرة طوعًا.

اصابات وسط المتظاهرين- الخرطوم موكب 28 فبراير 2022

وأشارت إلى أن القوات العسكرية تحاصر المستشفيات واطلقت قنبلة صوتية في مستشفى الأربعين بمدينة أم درمان وقتل أحد المحتجين بالرصاص في موكب أم درمان اليوم الاثنين.

مطاردة الجيش

وقال شهود إن قوات عسكرية وصلت إلى القصر الجمهوري في وقت كان الآلاف ينسحبون منه واطلقت الغاز والقنابل الصوتية والرصاص الحي.

وامتدت الملاحقات الأمنية للمتظاهرين إلى أحياء الخرطوم 3 والخرطوم 2 وهي أحياء قريبة من شارع القصر فيما اضطر المحتجون إلى وضع حواجز على الطرقات لمنع تقدم قوى الأمن التي أطلقت الغاز والقنابل الصوتية داخل الأحياء.

وقالت ماريا إنها شاهدت بضع شاحنات تتبع للجيش السوداني وهي تدخل حي الخرطوم 3 وتلاحق المتظاهرين الذين انسحبوا من القصر الجمهوري كما لو أنها حملة انتقامية بعد عودة المحتجين إلى القصر.

وذكرت أن القوات العسكرية طاردتهم من محيط القصر حتى منطقة شروني وظلت تطلق الرصاص في الهواء مع قوات أمنية تتقدم وتطلق الغاز والقنابل الصوتية.

شهور حاسمة

وكان موكب المتظاهرين المركزي  وصل إلى شروني من تقاطع باشدار قبل أن يتقدم نحو القصر الرئاسي للمرة الأولى في هذا شهر.

متظاهرون في مواجهة الشرطة قرب القصر الرئاسي- موكب 28 فبراير 2022

وقال عضو في لجان مقاومة مدينة الخرطوم لـ(عاين) إن الوصول الى القصر رسالة في “بريد الانقلابيين” على حد تعبيره وأشار إلى أن المحتجين تمكنوا من “معانقة القصر” رغم الترسانة الأمنية. وأضاف: “السودانيون يقتربون من الاطاحة بالانقلابيين واقامة سلطة مدنية واخراج العسكريين من السياسة”.

ونقل مسعف ميداني لـ(عاين) أن عشرات المصابين نقلوا إلى المستشفى لأن القوات العسكرية مارست قمعا مفرطا باطلاق الرصاص والقنابل الصوتية وعبوات الغاز على مستوى الأجساد.

وأشار إلى ان دعوات لجنة الميدان بالانسحاب من القصر قللت من تعرض حياة المتظاهرين للخطر لأن المغادرة كانت في الوقت المناسب ورغم ذلك أطلقت قوات الأمن الرصاص والقنابل الصوتية.

وأضاف : “بينما كان الآلاف يغادرون شارع القصر رمت قوات الأمن بالقنابل الصوتية والغاز وسط الحشود”.

وقال خالد عبود وهو متظاهر شارك في تجمعات القصر : “القوات العسكرية التي جاءت من الجهة الشمالية طاردت الحشود وهم يغادرون دون رأفة”.