“22 هجوماً خلال عام”.. حقول نفط السودان تحت نيران سلاح القبائل
11 ديسمبر 2022
خسر السودان خططًا لزيادة إنتاج النفط بمقدار (20) ألف برميل ما بين 2021 و2022 بسبب استيلاء الجيش على السلطة والاطاحة بالحكومة المدنية في وقت تواجه حقول النفط غربي البلاد هجمات أمنية بين الحين والآخر قد تسفر عن إغلاق الحقول الواقعة بولاية غرب كردفان.
وفتح مسلحون النار على حافلة تقل عمال ومهندسي محطة المعالجة المركزية في منطقة بليلة النفطية مساء السبت ولم تتمكن القوات العسكرية التي كانت تقوم بحراسة الطاقم من الوصول إلى المسلحين.
وذكر مصدر من محطة بليلة النفطية لـ(عاين)، أن حافلة تقل العمال والموظفين من المحطة إلى مقر السكن تعرضت إلى إطلاق نار في الساعة السادسة مساء السبت بالتوقيت المحلي دون إصابات. وأشار إلى أن المركبات العسكرية المكلفة بالحراسة الأمنية لأطقم شركات النفط كانت في مقدمة الحافلة.
وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه، “العمل يسير حاليا بصورة عادية لكن هذا الحوادث تثير مخاوف العمال والمهندسين لأنها تكرر بين الحين والآخر”.
وكان تجمع العاملين بقطاع النفط قال في بيان مساء السبت إن وردية العاملين بشركة بترو إنرجي بحقل بليلة النفطي بوحدة المعالجة المركزية تعرضت لإطلاق نار عشوائي من قبل مجهولين دون وقوع إصابات.
وتجمع العاملين بقطاع النفط هو تنظيم عمالي مستقل يرصد الانتهاكات في حقول النفط والمؤسسات الحكومية.
والصين الشريك الرئيسي للسودان في إدارة حقل بليلة النفطي ترفض تمويل صيانة المنشآت وتقول إن الخرطوم “شريك غير موثوق” بشأن استرداد ديونها القديمة على الحكومة السودانية قبل سقوط نظام عمر البشير في أبريل 2019.
وتطالب المجتمعات المحلية في ولاية غرب كردفان بنصيبها من إنتاج النفط وتوفير الخدمات للسكان لكن تعدد الجماعات المسلحة أجبر الحكومة السودانية على طلب رجال القبائل بالحضور إلى العاصمة السودانية لبحث هذه الأزمة.
نقص الإنتاج
وافاد مهندس نفطي من حقول هجليج في حديث لـ(عاين)، بانه من السهل أن تجد الآبار مغلقة ويقف عليها رجال البدو مسلحون يأمروننا بالعودة إلى السكن والتوقف عن العمل. “أحيانا نُحتجز ليومين”.
ومطلع هذا العام صعدت جماعات مسلحة في ولاية غرب كردفان الهجمات الأمنية قرب حقول النفط وداخل محطات المعالجة واحتجاز العمال في حوادث أمنية أجبرت بعض الكوادر على هجرة العمل.
وتقلصت إمدادات النفط بنسبة 14% من الإنتاج الكلي منذ مطلع أكتوبر الماضي جراء الاحتجاجات التي ينتج عنها إغلاق آبار ومنشآت النفط جنوب غرب البلاد ما يؤدي إلى التأثير على كمية الوقود المُنتج محليا.
ودفعت الاضطرابات الأمنية قرب حقول النفط والمنشآت الناقلة للخام غرب وجنوب البلاد إلى عزوف بعض العاملين عن التوجه إلى الحقول وتقدموا بطلبات لإجازات طويلة تمتد لشهور كما دفع بعض المهندسين بالاستقالات جراء التهديدات الأمنية بحسب مصدر من حقل نيم النفطي جنوبي البلاد تحدث لـ(عاين). وأضاف “البعض توجه للعمل في دول الخليج والعراق”.
وقال مصدر من حقل بليلة النفطي غربي السودان إن الهجمات الأمنية أدت إلى نقص الإنتاج بصورة كبيرة واضطرت الحكومة السودانية إلى إكمال النقص في الخام لإنتاج الوقود محليا من الخام القادم من جنوب السودان.
وأوضح المصدر، أن الإنتاج المحلي للنفط حوالي 30 ألف برميل يوميا ولا يمكن أن يتجاوز هذه النسبة مهما صرح المسؤولون الحكوميون وحتى الوقود المنتج في مصفاة الخرطوم جزء منه يعتمد على نفط جنوب السودان.
وحسب المصدر بلغت خسائر شركة بترو إنرجي وهي شراكة بين الصين وشركة “سواد بيت” الحكومية هذا العام بسبب الحوادث الأمنية 12 مليون دولار حتى شهر أكتوبر الماضي.
ويحذر المصدر من أن الوضع الأمني إلى جانب عدم وجود خطط حكومية لتطوير حقول النفط قد يؤديان إلى نضوب النفط في حقول بليلة وهجليج. وأشار إلى أن المسلحين يهاجمون الحقول بين الحين والآخر وأحيانا تغلق الآبار لفترات طويلة.
وفي منطقة هجليج التي تنتج أكثر من 20 ألف برميل أدى انتشار عصابات مسلحة إلى تزايد الاختطاف واغلاق الآبار وسرقة المعدات واقتحام المسلحين للمنشآت.
ضغوط على الوزير
ويواجه وزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود انتقادات شديدة من العاملين في حقول النفط غربي البلاد ومصفاة الخرطوم لرجل صعد إلى هذا الموقع من وظيفة مدير مكتب وزير النفط والطاقة الأسبق جادين علي عبيد في عهد حكومة حمدوك قبيل الانقلاب العسكري العام الماضي.
ويقول محمد عبد الرحيم وهو باحث في قطاع النفط في مقابلة مع (عاين)، إن الحوادث الأمنية واسقاط قذائف صاروخية على حقول البترول كافية لإقالة وزير النفط ومدير الشرطة.
ولفت عبد الرحيم، إلى أن العمال والمهندسين في حقول النفط غرب البلاد لم يعد يشعرون بالأمان بسبب الهجمات الأمنية. ولفت إلى أن المسلحين نفذوا حوالي 22 عملية أمنية خلال هذا العام مابين اطلاق رصاص واطلاق قذائف صاروخية واحتجاز عاملين وإغلاق آبار.
ويوضح عبد الرحيم، أن الحوادث الأمنية أدت إلى استياء العمال في حقول النفط ومشاعر الاحباط لأن الحكومة المركزية لا تكترث للحوادث الأمنية.