قائد الدعم السريع لـ(تقدم): إيقاف الحرب يحتاج إلى طرفين
عاين- 2 يناير 2024
أبلغ قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو- حميدتي، قادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، أن إيقاف الحرب في السودان لا يمكنه أن يتم من طرف واحد، قبل أن يتهم قائد الجيش بعدم قدرته على الابتعاد عن الإسلاميين ما يضع المزيد من الصعوبات أمام أي اتفاق.
وعُقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مساء الاثنين اجتماع ضم قائد الدعم السريع وتنسيقية تقدم برئاسة رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، ومن المقرر أن يعقد لقاء آخر مساء اليوم الثلاثاء.
وقال حميدتي في الاجتماع، أن قائد الجيش لا يملك إرادة أو رغبة أو قدرة على وقف الحرب”، وفقا لما نقلته مصادر لـ(عاين).
عقاب جماعي
وأكد قائد الدعم السريع لقادة “تقدم” استعداده لتأمين ممرات المساعدات الإنسانية للمواطنين، وأن قواته على استعداد للسماح بمرورها من منطقة الجيلي شمالي العاصمة، لكن لن تصل للمواطنين لما وصفه بـ”العقاب الجماعي” الذي يفرضه الجيش على المواطنين في مناطق سيطرة قواته.
ولم يخف “حميدتي” تفلت الكثير من القوات التي يحاول السيطرة عليها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة باستخدام القوة. وأبدى استعداده للجان التحقيق والمسائلة واعترافه بالجرائم التي ارتكبتها بعض قواته في ولاية الجزيرة.
وشمل وفد الدعم السريع إلى جانب “حميدتي” عضوي لجنة المفاوضات مع الجيش، عمر حمدان، وعز الدين الصافي، اللذين قدما تنويرا حول أسباب فشل مفاوضات جدة.
ووفقًا لمصدر في الدعم السريع تحدث لـ(عاين)، فإن الأسباب تتلخص في رفض الجيش القبض على رموز النظام السابق وهي قائمة تشمل حوالي 40 شخصا كان قد قدمها الدعم السريع إلى الوساطة السعودية الأمريكية.
إلى جانب اعتراض الجيش على بند تجميد القوات ومطالبته بإلغاء بند ابتدار عملية سياسية بعد وقف إطلاق النار مباشرة. وأضاف المصدر: أن “وفد الجيش طالب بإلغاء هذه البنود بعد الموافقة الأولية عليها ما أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود”.
الجيش يتجاهل الرد
جرى اللقاء الذي انعقد بين حميدتي و”تقدم” بناء على الدعوة التي تقدم بها رئيس الوزراء السابق نيابة عن “تقدم” لقائدي الجيش والدعم السريع لبحث سبل إنهاء الحرب، فيما لم يرد البرهان على الدعوة المقدمة من القوى المدنية، قبل أن يصف القوى السياسية بـ(خونة الشعب وطلاب السلطة) خلال خطابه بمناسبة عيد الاستقلال. الأمر الذي ربما يحمل رفضا مبطنا لهذا اللقاء.
ويرى الخبير الاستراتيجي، محمد إبراهيم كباشي، عدم نية البرهان لقاء “تقدم” مشيرا إلى تأثره بالقوى السياسية المرتبطة بالنظام البائد، لكنه قطع بأنه سيقبل لقاء “حميدتي” تحت الضغوطات الإقليمية والدولية.
وقال كباشي لـ(عاين)، إن “الجيش لا يمثل كتلة واحدة متماسكة. وأضاف: “هناك تيار خافت لا يرفض لقاء القوى المدنية”، مشددا على أن انتصار هذا التيار مرهون بتوصيات اجتماعات تقدم وحميدتي.
ويعتقد كباشي، أن على الدعم السريع تقديم بادرة حسن نوايا تشمل إيقاف توسع الحرب في المناطق التي أصبحت ملاذا للنازحين في ولايات النيل الأبيض، والأزرق، ونهر النيل، والشمالية، وإعلان هدن من جانب واحد مؤكدا أن الجيش لن يرفض الالتزام بها. إلى جانب تحمل مسؤولياته في مناطق سيطرته بوقف القتل والترويع والنهب وعمل لجان تحقيق في الانتهاكات.
لقاء جيبوتي
وتطرق اللقاء المشترك بين القوى المدنية، و”حميدتي” إلى الاجتماع المرتقب بين قائدي الجيش والدعم السريع في جيبوتي التي زارها الأخير قبل يوم واحد من اجتماعه بـ”تقدم”، والذي كان معلنا في يوم 28 من شهر ديسمبر الماضي وتم تأجيله.
وكشف “حميدتي” للقوى المدنية الأسباب الحقيقية خلف هذا التأجيل وهي مخالفة شرط وجود رؤساء الإيقاد في الاجتماع إلى جانب ممثلين من الإدارة الأمريكية، وقالت مصادر لـ(عاين): إن “قائد الدعم السريع وافق على اللقاء بشرط حضور المذكورين أعلاه”. وأكدت المصادر عدم تحديد تاريخ معين للاجتماع المرتقب.