“قتل ونهب”.. العصابات تروع جنوب كردفان وتمنع السكان عن الزراعة

26 يوليو 2023

قُتل 6 مواطنين في ولاية جنوب كردفان السودانية أمس الثلاثاء على يد عصابات النهب المسلح، في حادثة أثارت مخاوف واسعة بين السكان المحليين في المنطقة المضطربة- وفقا لما نقله شاهد لـ(عاين) من المنطقة.

ويمثل انتشار عصابات النهب تحدياً جديد يواجه مواطنو جنوب كردفان الذين يعيشون تحت وطأة قتال على ثلاث جبهات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو من جانب، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وقال شاهد من المنطقة لـ(عاين) إن حادثة اعتداء من عصابات النهب على مواطنين في الطريق الرابط بين مدينتي الدلنج وهبيلا توفي على اثره  5 أشخاص في الحال ولحقت بهم إمرأة سادسة متأثرة بجراحها بعد نقلها إلى المستشفى.

وبحسب الشاهد، فإن العصابات أطلقت الرصاص الحي على المواطنين الذين كانوا في طريقهم الى مدينة هبيلا، وكان دافع المهاجمين نهب الأموال والمقتنيات بطرف المدنيين، بينما تمتنع قوات الجيش والشرطة المتواجدة في الدلنج من تعقب الجناة.

ويعتبر الطريق الرابط بين الدلنج وهبيلا الأكثر حيوية ويستغله المواطنون للذهاب إلى المشاريع الزراعية الكبرى في ظل وعورة الطرق الأخرى في فصل الخريف نظرا لطبيعة المنطقة.

حصار المزارعين

ويقول حسن عبد الله وهو أحد سكان مدينة الدلنج لـ(عاين)، إن “السكان لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم هذه السنة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فهم محاصرين بالعديد من الجماعات المسلحة”.

ويضيف: “نسبة الذين تمكنوا من الزراعة حتى الآن لا تتجاوز الـ3% لأن الذهاب الى المزارع في هذه الظروف يعرض حياتهم للخطر، وممتلكاتهم وآلياتهم الزراعية سيتم نهبها، فضلا عن انعدام كافة المعينات الزراعية من تمويل ووقود وغيرها”.

ويتابع عبد الله: “كل المعطيات تشير إلى فشل الموسم الزراعي الحالي في ولاية جنوب كردفان وهي واحدة من أهم المناطق الإنتاجية في السودان خاصة الذرة التي تنتج في مشاريع هبيلا والدلنج”.

ويعتمد أكثر من 60% من السودانيين على الزراعة في معاشهم على مدار موسمين في العام، صيفي وشتوي. ويعد الاقتصاد السوداني تقليديا ويقوم على الزراعة التي تساهم بنسبة 48 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

أعمال نهب

في الجزء الشمالي من ولاية جنوب كردفان يعاني المواطنون من أعمال نهب واسعة تقوم بها قوات الدعم السريع على الطريق الرابط بين الدلنج والدبيبات وهو ما أعاق حركة السكان الراغبين في الذهاب إلى مدينة الأبيض والعودة منها وفق شاهد من المنطقة لـ(عاين).

ويشهد الطريق الرابط بين منطقة الدبيبات وابوزبد نشاط مكثف للعصابات، وتعرضت العديد من قوافل نقل المواطنين إلى تهديد ونهب خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وبحسب شهود، فإن الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج أصبح آمن نسبيا في أعقاب استيلاء قوات الحركة الشعبية شمال على منطقة كرقل مما سهل عبور المواطنين وشاحنات نقل البضائع.

وكانت المدن الكبرى في ولاية جنوب كردفان مثل كادوقلي والدلنج وهبيلا قد شهدت تراجعا مريعا في خدمات الكهرباء والصحة نتيجة المواجهات المسلحة الأخيرة والتي تجري على ثلاث جبهات بين الجيش وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال، كما واجهت هذه المدن نقصا وغلاء لمجمل أسعار السلع الاستهلاكية.