السودان: قتال من ثلاث جبهات يفاقم الوضع الإنساني بجنوب كردفان

عاين- 16 يوليو 2023

تدور معارك ضارية من ثلاث جبهات في ولاية جنوب كردفان، يقودها الجيش السوداني ضد الحركة الشعبية شمال قيادة عبد العزيز الحلو، وقوات الدعم السريع على جبهة منفصلة، بينما خلف القتال أوضاع إنسانية سيئة وبدأ السكان موجة نزوح نحو المناطق الآمنة.

وبدت المواجهات بين الجيش والحركة الشعبية – شمال منذ وقت الأوسع نطاقاً في ولاية جنوب كردفان وتمكنت “الشعبية” من السيطرة على عدة قواعد للقوات المسلحة أبرزها معسكرات “سماسم، الكرقل، الدشول، كركرايا، حجر جواد” الواقعة جنوب غرب وشمال مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، وذلك وفق ما نقلته مصادر متطابقة لـ(عاين).

 وبحسب المصادر نفسها، يحاصر الجيش الشعبي لتحرير السودان مدينتي كادقلي والدلنج في ولاية جنوب كردفان من كل الاتجاهات. وتركزت معارك الجيش وقوات الدعم السريع في الجزء الشمالي لولاية جنوب كردفان.

وذكرت المصادر، أن الجيش تعرض لكمين من قوات الدعم السريع بالقرب من منطقة الفرشايا يوم أمس السبت وبعدها تحركت قوة اسناد من الدلنج وتمكنت من صد قوات الدعم السريع والاستيلاء على 4 سيارات قتالية تخصها.

ويوم أمس السبت، شهد معسكر بلجنا غربي مدينة كادوقلي معارك بين الجيش السوداني والحركة الشعبية – شمال وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع القتال بغرض الاستيلاء على هذه القاعدة التي تمثل خط دفاع رئيسي لعاصمة ولاية غرب كردفان من الناحية الغربية.

وأدى القصف المتبادل في منطقة بلجنا إلى إصابة أحد المواطنين داخل مدينة كادوقلي بجروح قادت الى بتر يده في وقت لاحق ومن ثم عاد الهدوء الحذر الى المنطقة بعد ساعات من الرعب، وفق شاهد تحدث لـ(عاين).

من جهته، يقول مصدر عسكري لـ(عاين) إن قوات الحركة الشعبية شمال تمكنت من السيطرة على منطقة الكرقل على الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج وهذا يعني قطع الدعم والاسناد عن الجيش من الناحية الشمالية.

ويصف المصدر العسكري، الوضع الميداني للجيش السوداني في جنوب كردفان بالسيء وينذر بسقوط مدينتي كادوقلي والدلنج، مع احتمال نشوب مواجهة بين قوات الحركة الشعبية شمال والدعم السريع المتمركز في أقصى شمال ولاية جنوب كردفان عند مدينة الدبيبات ومنطقة طيبة.

أوضاع صعبة

وتعيش عاصمة جنوب كردفان أوضاع معيشية صعبة خلال الفترة الماضية  فكانت الطرق مغلقة تماماً، ولكن بالأمس سيطرت الحركة الشعبية على منطقة كرقل على الطريق الرابط بين الدلنج وكادوقلي وفتحت الطريق أمام المدنيين بما في ذلك سيارات نقل البضائع والمواد الغذائية”. وفقا لما نقله “مصطفى”- أحد سكان المدينة لـ(عاين).

وتابع مصطفى: “نواجه تردي في شتى الخدمات، الصحية والمعيشية والاتصالات وانقطاع للتيار الكهربائي لمدة ثلاثة شهور متواصلة وسط غياب تام للسلطات الحكومية، فلم نشاهد الوالي ونائبه منذ تعيينهما متواجدان في قصورهم دون النظر لحال المواطنين”.

ويقول مصدر طبي لـ(عاين)، إن جميع المشافي الحكومية بما في ذلك المستشفى الكبير المرجعي وأقسام الطوارئ في مدينة كادوقلي متوقفة تماماً ويعمل فقط مستشفى النساء والتوليد بجانب بعض المراكز الصحية التجارية التي تقدم الخدمة وفق مقابل مالي مرتفع ويشكل عبء على السكان. ويضيف: “الوضع مأساوي فلا يوجد ما ينقذ حياة المرضى”.

يعود تدهور الوضع الصحي في كادوقلي بشكل أساسي الى انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن انقطاع إمداد الوقود للمدينة، ونقص كبير في الكوادر الطبية والأدوية، وفق المصدر الطبي.

شح في مياه الشرب بعاصمة ولاية جنوب كردفان
ازمة في مياه الشرب بمدينة الدلنج- ارشيف عاين 

 تقول رحاب محمد من كادوقلي لـ(عاين) “غادر الكثير من السكان المدينة نحو الأبيض ومناطق أخرى رغم وعورة الطريق والذي تم إغلاقه في وقت سابق واعيد فتحه”.

وتضيف “الوضع المعيشي أصبح لا يطاق فقد ارتفعت أسعار السلع بشكل كبير، بجانب نفاد كثير من المنتجات الغذائية والاستهلاكية، كما يعيش السكان مخاوف من هجمات عسكرية محتملة، كل ذلك كان دافعا لمغادرة مدينة كادوقلي”.

ولم تكن الدلنج ثاني أكبر مدينة في ولاية جنوب كردفان، أحسن حالاً من كادوقلي فهي الأخرى تعيش تحت وطأة الحصار وتصاعد أسعار المواد الغذائية ورعب الهجمات العسكرية، الى جانب تراجع في الخدمات الصحية والامداد الكهربائي الذي يشهد انقطاع متواصل لمدة خمسة أيام متواصلة، وذلك حسب ما نقله شاهد من المدينة لـ(عاين).