“ليالي قاسية” على سكان جنوب الخرطوم الخاصعة للدعم السريع
عاين- 23 أغسطس 2024
تصاعدت خلال اليومين الماضيين عمليات اقتحام ونهب المنازل من قبل منسوبي قوات الدعم السريع في أحياء عديدة جنوبي العاصمة السودانية. وتهدد الهجمات على المنازل سلامة وأمن السكان المدنيين، وتتم غالبية الانتهاكات ليلاً، وتسبب الأذى للمدنيين مع خسران الممتلكات نتيجة النهب.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة جنوب الخرطوم بالكامل، وينتشر أفرادها العسكريون في أحياء المنطقة المكتظة.
ويروي كمال عثمان، وهو رجل في نهايات العقد السادس من عمره، لـ(عاين)، إنه تفاجأ في حوالي الساعة الواحدة من صباح الأربعاء الفائت باقتحام (٧) مسلحين منزله، ووصلوا الغرفة التي ينام فيها.
لم يعط المسلحون كمال عثمان- اسم مستعار- وقتاً للقيام، بل هجموا عليه، وثبتوه على السرير، وعصبوا عينيه وضربوه على كتفيه لإبطال أي قدرة له للمقاومة، واستمرت معاناته من أثر الاعتداء حتى بعد مغادرتهم، وبعد السيطرة عليه في هذا الوضع انتشروا في المنزل بعد تخصيص مسلح لأداء مهمة حراسته.
تمكن المسلحون من نهب العديد من الممتلكات بعد عملية تفتيش لكامل المنزل وبعثرة محتوياته بطريقة يصعب ترتيبها، ونُهِب عدد من المقتنيات منها أجهزة كهربائية وأوانٍ منزلية معبأة، وحُمِلَت المنهوبات على دفعات في (ركشة) هي الأخرى منهوبة من أحد المنازل.
وأفاد شهود، بأن مجموعة من المسلحين يبلغ عدد أفرادها نحو (١١) فرداً تجولوا داخل الحي الذي شهد الحادثة السابقة، واقتحم (٥) منهم في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل الأربعاء منزل أحد المواطنين، ونهبوا (٣) شاشات ومبلغاً مالياً ودراجة هوائية.
وفي حادثة أخرى كان مسلحون قد هجموا على مواطنين في أحد أحياء جنوب الخرطوم، واحتجزوهم داخل غرفة في منزل قبل أن يتمكنوا من نهب ممتلكات من المنزل.
والخميس الفائت بحسب شهود لـ(عاين)، تهجم مسلحون على عدد من المواطنين الذين يحرسون منازلهم بالنوم أمامها، وتم إيقاظهم وإجبارهم على الدخول للمنازل، ومن ثم تبعوهم إلى داخل منازلهم، ونهبوا عدداً من ممتلكاتهم، ورفض أحد المواطنين فتح الباب لأولئك المسلحين لدخول منزله الذي يتواجد فيه أفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال، فتسور مسلح المنزل، وتبعه آخر ودخلا، وبعد ممانعة المواطن وتمسكه بمنعهم عن التوغل إلى الداخل ضربوه وأصابوه بقطع في الأذن وجراح أخرى، وبعدها علم أفراد العائلة بالعراك، فاستنجدوا بالجيران الذين هبوا لنجدتهم ففر المسلحون.
ويشير شهود من مناطق جنوب الخرطوم لـ(عاين)، إلى تزايد نشاط نساء توفر لهن مجموعات مسلحة في سرقة المنازل، وهن يسرقن الأثاثات المنزلية. وانتشرت ظاهرة سرقة (دواليب المنازل) ليس لبيعها في أسواق (دقلو) التي أسست بعد الحرب وتباع فيها المنهوبات والمسروقات كما جرت العادة، ولكن لاستخدام خشب تلك الدواليب كحطب للوقود بعد تكسيرها.
كما ينشط مسلحون في دخول المنازل الخالية من السكان لنهب الممتلكات بعد قمع الجيران المسؤولين عن حماية تلك المنازل، ويطلب المواطنون من المسلحين المغادرة باعتبار أن المنازل تخص أقاربهم وجيرانهم، دون أن تجد محاولاتهم استجابة، وتتكرر عمليات السرقة والنهب دون وضع اعتبار لمطالب السكان.