لثلاثة أشهر .. عشرات الناشطين بمعتقلات الجيش السوداني في سنار
عاين- 24 مارس 2024
يقبع عشرات الناشطين وأعضاء لجان المقاومة والفاعلين في العمل الطوعي، في معتقلات الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني في ولاية سنار لأكثر من ثلاثة أشهر، بينما لا تزال الحملة مستمرة، وسط معلومات بتعرض المحتجزين لانتهاكات واسعة شملت التعذيب والمنع من الطعام ومقابلة أسرهم.
ويجري الاعتقال من قبل الاستخبارات العسكرية وقوات العمل الخاص وكتائب تتبع للحركة الإسلامية، بتهمة الانتماء أو التعاون مع قوات الدعم السريع، كما لحقت الاعتقالات مواطنين تعود جذورهم إلى إقليم دارفور للتهمة نفسها. بحسب ما رواه نشطاء ومعتقلون مفرج عنهم لـ(عاين).
وتصاعدت وتيرة الاعتقالات في ولاية سنار بعد سقوط عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني في يد قوات الدعم السريع منتصف شهر ديسمبر الماضي، حيث استهدفت استخبارات الجيش في الفرقة 17 مشاة في مدينة سنجة الشباب المتطوعين ولجان المقاومة ومنسوبي الأحزاب السياسية في المحليات كلها، وذلك وفق ما يرويه الصحفي والناشط الحقوقي بسنار علي عرش لـ(عاين).
وبحسب عرش، فإن أكثر من 60 ناشطاً داخل معتقلات الجيش بسنار حالياً، ويتم الاعتقال تحت ظروف غير إنسانية، حيث تُمنع عائلاتهم من التواصل معهم ومقابلتهم، ولا أحد يعلم عنهم شيئاً، ويمكث البعض لفترة زمنية تتجاوز الثلاثة أشهر.
أبرز المعتقلين
ومن بين الناشطين المعتقلين في مدينة سنجة، الرشيد كمال وهو عضو سابق في لجنة تفكيك نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في ولاية سنار، وفاعل في غرف الطوارئ بالولاية، بجانب عمر وليد صديق، والسر النور مكي، وخوجلي بشير، ومحمد يوسف أبو حريرة، وهجو تاج الدين، ومروان نقد الله، وفيصل الريح، وعباس أمام، وآخرين.
وقال مقرب من الرشيد كمال لـ(عاين): إن “الرشيد اُعْتُقِل من أمام منزله في مدينة سنجة قبل 50 يوماً من قبل قوة مسلحة، اتضح لاحقاً تبعيتها للاستخبارات العسكرية، ويحتجز منذ ذلك الحين داخل مقر الفرقة 17 مشاة، ويمنع من مقابلة أسرته ومحاميه”.
ويضيف: “نسمع من الحين للآخر أن الرشيد ممنوع من الأكل والحمام، وربما تعرض للتعذيب، ونحن قلقون للغاية على صحته، ونناشد المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياته، والمعتقلين كلهم تعسفياً، فهم يعيشون تحت ظروف مماثلة”.
وبحسب مصادر تحدثت لـ(عاين) فإن المواطنين بولاية سنار يتعرضون للاعتقال من الأسواق والمواصلات العامة على أساس اثني جهوي بواسطة قوات العمل الخاص التابعة للجيش وإيداعهم في معتقلات داخل جامعة سنار، وغالبية الذين يتعرضون للاعتقال تعود جذورهم إلى إقليم دارفور، وذلك بتهمة الانتماء أو التعاون مع قوات الدعم السريع.
أوضاع مقلقة
ويقول الصحفي والناشط الحقوقي، علي عرش: “الأوضاع في سنار مقلقة وصعبة خاصة في ظل غياب المعلومات حول وضعية المعتقلين، وازدواجية الجهات التي تعتقل حيث توجد الاستخبارات العسكرية، وأيضاً هناك كتائب الظل وعناصر النظام المباد لديهم معتقلات خاصة بهم داخل جامعة سنار”.
معتقل أفرج عنه: الغرف متسخة ورائحتها كريهة ومكثت شهرين بالمعتقل وسمحوا لي مرة واحدة بالاستحمام.
وكان محدثنا علي عرش نفسه، تعرض للاعتقال في وقت سابق بواسطة جهاز المخابرات العامة في مدينة سنجة؛ بسبب نشره تقريرا ينتقد تردي الأوضاع في ولاية سنار، وأُفْرِج عنه بعد خمسة أيام، وواجه بعدها مضايقات واسعة قبل أن يتمكن من مغادرة البلاد.
ويضيف عرش:”تصلنا معلومات حول تعرض المعتقلين لنفس ظروف الاعتقال التي عشتها، وهي احتجازهم داخل غرفة ضيقة بأعداد كبيرة، ولا يسمح لهم بالذهاب إلى الحمام، كما يُحْرَمُون من الطعام، والتواصل مع عائلاتهم في انتهاكات واسعة ومخالفة لقوانين وأعراف حقوق الإنسان”.
ويروي أحد الذين أطلق سراحهم من المعتقل ـ(عاين) أن الوضع داخل معتقلات استخبارات الجيش قاس للغاية، حيث يتم احتجاز أكثر من 40 شخصاً في غرفة صغيرة، ويُمْنَحُون وجبة واحدة في اليوم مصنوعة من الذرة البلدية، ويسمحهم لهم بالذهاب إلى المرحاض مرة واحدة في اليوم، مع منعهم التام من الاستحمام.
ويقول: “الغرف متسخة ورائحتها كريهة ومليئة بالقمل حيث مكثت شهرين بالمعتقل حصلت فيها على الاستحمام مرة واحدة فقط، كما لم نُخْبَر بحلول شهر رمضان إلا في يوم الصيام نفسه”.