السودان: مقتل متظاهر والأمن يطلق رصاص “الخرطوش” ويصيب العشرات
21 مارس 2022
واجهت قوات الأمن السودانية اليوم الاثنين تظاهرات حاشدة في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة بالقمع العنيف ما أسفر عن مقتل متظاهر بالرصاص الحي في ام درمان واصابة العشرات برصاص “الخرطوش”. في وقت أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي لارتكابها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
ولم تتمكن القوات الأمنية من محاصرة المحتجين في شارع كترينا بحي الخرطوم 2 عقب تغيير خططها بالتقدم إلى الأحياء السكنية اليوم الاثنين ونجح الآلاف في إبعاد الطوق الأمني والوصول إلى شارع القصر وترديد هتافات مناوئة للعسكريين.
وفاجأت القوات الأمنية “موكب الخرطوم” الذي تحرك من تقاطع باشدار جنوب العاصمة اليوم الاثنين ضمن مواكب متفرقة بالعاصمة السودانية أطلقوا عليها “استرداد كرامة المعلمين” بالتقدم نحو حي الخرطوم 2 ومنع المتظاهرين من الوصول إلى شارع القصر.
تزايد الانتهاكات
في ذات الوقت كان لافتا إصابة متعددة طالت المتظاهرين في المقدمة على مستوى العين والرأس بالرصاص المطاطي والخرطوش وجرى نقلهم بالدراجات النارية إلى العيادة الميدانية والمستشفيات القريبة.
وتستمر التظاهرات ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي وعطل بموجبه العمل بالإعلان الدستوري الذي أبرمه مع المدنيين في 2019.
ومع تطورات الأزمة الاقتصادية يحاول المتظاهرون الاطاحة بالانقلاب العسكري من خلال الوصول إلى القصر الجمهوري واعلان العصيان المدني والبقاء هناك لإجبار العسكريين على التنحي عن السلطة.
ويشكو السودانيون من ضائقة معيشية جراء زيادات متتالية على أسعار الوقود والكهرباء والسلع الاستهلاكية وارتفاع سعر الصرف فيما بدت حكومة تصريف الأعمال معزولة عن اي مساعدات خارجية.
وتقول نسرين 30 عاما والتي تعمل في شركة طبية في لـ(عاين)، إنها جاءت للتظاهر مدفوعة بالغضب الشديد على العسكريين لأنهم حولوا حياة السودانيين إلى جحيم بسبب الضائقة الاقتصادية والتدهور الأمني وارتفاع جرائم النهب بواسطة القوات النظامية في شوارع العاصمة.
وقالت إنها ستعمل مع المحتجين لاسقاط “المجلس العسكري” الذي يهيمن على السلطة وترى هذه الفتاة ان الافلات من العدالة هو الذي يشجع العسكريين على ارتكاب الانتهاكات للوصول إلى السلطة.
وعمد المحتجون إلى وضع متاريس على الشوارع التي تربط مركز الاحتجاجات بالعيادة الميدانية والخطوط الأمامية لان الدراجات النارية تستخدمها لنقل المصابين.
ذهاب البرهان ونائبه
وفي وقت لاحق عقب استمرار عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن تمكن المتظاهرون من الوصول إلى شارع القصر متخطين تقاطعا رئيسيا قبل القصر الجمهوري.
وأنهى المتظاهرون الاحتجاجات بحلول المساء كما جرت العادة لتجنب المداهمات الامنية التي تطال الاحياء المجاورة لشارع القصر وحتى منطقة السوق العربي وسط العاصمة.
ويؤكد سراج 27 عاما في حديث لـ(عاين)، أن التظاهرات جاءت بشكل كبير لترد على العسكريين أن الشارع لن يتراجع مهما كانت الإجراءات الامنية لن تصمد طويلا لان البشير جرب نفس الطريقة ولم يفلح في البقاء.
ويقول سراج إن ذهاب البرهان ونائبه الجنرال محمد حمدان دقلو مسألة حتمية لأن بقائهما يعني استمرار الاحتجاجات والانهيار الاقتصادي بسبب العزلة الدولية.
عقوبات أمريكية
وبينما تستمر الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري وضعت وزارة الخزانة عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي السودانية في خطوة قد تضع قيودا على هذه القوات المتهمة بارتكاب انتهاكات أمنية ضد المتظاهريين.
وتعرف هذه القوات شعبيا بـ “ابوطيرة” ولديها زي عسكري يختلف عن بزة الشرطة السودانية وتتلقى تسليحا متقدما وعتادا أشبه بالعتاد الحربي لمكافحة الاحتجاجات الشعبية.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ، برايان نلسون ، “منذ استيلاء الجيش في 25 أكتوبر من العام الماضي ، استخدمت شرطة الاحتياطي المركزي السودانية القوة المفرطة والعنف بهدف إسكات النشطاء المدنيين والمتظاهرين”.
واضاف “ندين الاجهزة الامنية السودانية لقتلها ومضايقتها وترهيبها للمواطنين السودانيين. وأكد أن هذه الإجراءات تؤدي إلى تفاقم الأزمة في السودان وهي تناقض مباشر مع التزام الأجهزة الأمنية السودانية المعلن بالمشاركة بشكل بناء في عملية مُيسرة لحل الأزمة السياسية في السودان والعودة إلى الانتقال الديمقراطي “.