إشتباكات مسلحة على الحدود السودانية الاثيوبية
عاين –27 مارس 2020
اندلعت اليوم الخميس، مواجهات مسلحة بين عصابات الشفتا الإثيوبية ومسلحين سودانيين بمنطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا. وتعود خلفية الاشتباكات لإختطاف عصابات “الشفتا” ثلاثة من الرعاة السودانيين تم احتجازهم في مكان مجهول بالقرب من منطقة ” تايا” التابعة لمحلية “باسندا” بولاية القضارف.
وطلب المختطفون من اهالي الضحايا دفع فدية قدرها ستة مليار جنيه سوداني مقابل إطلاق سراح المحتجزين، الامر الذي دفع ذوي الرعاة المخطوفين للاحتشاد في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس و تمشيط المنطقة والسيطرة على الطرق داخل الاراضي الواقعة تحت السيطرة الاثيوبية.
وقالت مصادر متطابقة لـ(عاين) في المنطقة، ان الاهالي تمكنوا من نصب كمين محكم اسفر عن اشتباك أدى لتحرير المخطوفين بعد مقتل ثلاثة من عصابات الشفتا وأسر اثنين آخرين والاستيلاء على عدد من قطع السلاح الناري . وتكررت مؤخراً حوادث الاختطاف وطلب الفدية المالية، وخلال الأسبوع الحالي جرى إختطاف طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات وتم استردادها بعد دفع مبلغ مئة ألف جنيه.
وتاريخياً، تشن عصابات “الشفتا” هجمات متكررة على الشريط الحدودي بمنطقة الفشقة المُتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، ويعود إحتلال إثيوبيا للفشقة ووفقاً لمصادر سودانية للعام 1957 بتسلل مزارعين إثيوبيين للعمل بطريقة بدائية، وعادوا في العام التالي بصحبة آليات زراعية حديثة، وحينها إعتراض الأهالي ما دفع مسؤولي البلدين لعقد إجتماع إعترف خلاله الإثيوبيين بوجودهم داخل الأراضي السودانية، وبحلول العام 1962 بلغت مساحة التي زرعوها (300) فداناً.
وبدأت المرحلة الثانية للوجود الإثيوبي بالفشقة في العام 1992 حينما دخل أحد المزارعين الإثيوبيين ذوي الإمكانيات الكبرى بآليات ضخمة وتوغل في عمق أراض السودان تحت حماية قوات إثيوبية، وقد تمكن في العام التالي من طرد المزارعين السودانيين والإستيلاء على مزيد من الأراضي، وصلت مساحتها إلى (44) كيلومتراً مربعاً، وفي العام 2013 توصلت لجان ترسيم الحدود المُشتركة بين البلدين إلى اتفاق قضى بإعادة أراضي الفشقة للسودان لكنه لم يُنفذ.
وكان تجمع الاجسام المطلبية في السودان- تجمع مدني مطلبي- شكا هذا الاسبوع من تزايد نشاط عصابات “الشفتا” الإثيوبية على الشريط الحدودي مع البلاد لا سيما منطقة “الفشقة” ومهاجمة القرى داخل الاراضي السودانية وإجبار سكانها على مغادرتها وسط صمت الحكومة السودانية.
وقال التجمع في بيان لاحق اليوم اطلعت عليه (عاين) اليوم الخميس، ان لجوء المواطنين للحشد او ما يعرف شعبيا في السودان بـ الفزع، خيارا واحد أمام المواطنين السودانيين الذين لم يجدوا أي تجاوب مع الشكاوى المتكررة . وحذر التجمع من هجمات انتقامية للعصابات الاثيوبية، وقال ” الحادثة الأخيرة والاشتباكات المسلحة تفتح الباب اما توقعات بعمليات وهجمات انتقامية متوقعة، وقد تتسع دائرة الاشتباكات بحيث يصعب السيطرة عليها” .
وطالب التجمع بناء على ما سماه بالواقع المنذر بحرب وشيكة، حكومة ولاية القضارف والحكومة المركزية باتخاذ الخطوات الضرورية واللازمة التي يمكن أن تحد من حجم الخسائر المتوقعة، في حال نشوب قتال بين المليشيات الاثيوبية والمواطنين السودانيين في منطقة الفشقة .