السودان: (شهداء ديسمبر) صحيفة جديدة تنادي بتحقيق العدالة

 السودان: (شهداء ديسمبر) صحيفة جديدة تنادي بتحقيق العدالة

 الخرطوم – 1 مارس 2020م

تحت عنوان رئيسي، (القصاص قادم، ولن نيأس)، على صدر الصفحة الأولى من عددها الأول، أعلنت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر ميلاد العدد الأول من صحيفة (شهداء ديسمبر)، التي تأمل المنظمة أن تصبح صوتهم من أجل المطالبة بتحقيق العدالة لأبنائهم، ومنبرهم الإجتماعي الذي يتواصلون عبره مع جموع الشعب السوداني.

وسقط على الاقل، 246 شهيداً منذ اندلاع الصورة السودانية التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير ابريل الماضي، بينما 127 شخصاً في احداث فض اعتصام ملايين السودانيين أمام القيادة العامة للجيش في 3 يونيو الفائت، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.

وفي مؤتمر صحفي من داخل دار منظمة أسر (الشهداء) بوسط العاصمة الخرطوم، تم تدشّين العدد من الأول الصحيفة أمس (السبت)، في احتفائية جرى خلالها تسليط الضوء على قضية محاسبة قتلة شهداء ثورة ديسمبر، والمسارات التي تتخذها المنظمة في سبيل تحقيق العدالة. سيطرة من وصفتهم المنظمة بسدنة النظام المُباد، على وسائل الإعلام، كان احد الأسباب التي دفعت أسر الشهداء لإصدار الصحيفة التي قالوا ان توزيعها سيتم عبر (لجان المقاومة) في كل مناطق السودان.

وبحسب نائب الأمين العام للجنة أسر الشهداء كشة عبدالسلام، فإن الهدف من إنشاء الصحيفة هو أن تصبح لسان حال أسر الشهداء وتعمل على تحقيق أهداف الثورة والقصاص من قتلة شهداء ثورة ديسمبر، ومتابعة مسار تحقيق العدالة مع الجهات المختصة.

ويضيف كشة لـ(عاين)، “كذلك نريد لها أن تصبح منبراً إجتماعياً لأسر الشهداء، يستطيعون من خلاله التواصل مع جميع شرائح المجتمع السوداني من أجل المساعدة في تشكيل الرأي العام تجاه قضايا الشهداء”. ولفت عبدالسلام، إلى أن المنظمة تمثل حاضنة سياسية للجان المقاومة في جميع انحاء السودان، وأن احد اهدافها هو توحيد رؤى هذه اللجان تجاه قضايا الثورة، وأردف: “من المؤكد أن الصحيفة سوف تساعدنا في ذلك”.

وأكد نائب الأمين العام، انهم قد وجدوا عاطفاً كبيراً من أصحاب المطابع الذين قال انهم قدموا لهم كل المساعدات المطلوبة من أجل اصدار العدد الأول، لاسيما مطبعة (نوباتيا)، التي قامت بكل عمليات التجهيز الطباعي دون مقابل مادي، ولفت إلى انهم يستعدون لتكريم كل الجهات التي مدت لهم يد العون. عبدالسلام، بدأ مطمئناً من عدم وجود صعوبات قد تواجه صدور الصحيفة مستقبلاً، وقال: “الجهات المتعاطفة معنا متعددة، وأكثر من جهة اعلنت استعدادها لدعمنا، لكن قررناً أن نصدر اسبوعياً مؤقتاً لحين ترتيب أوضاعنا، وعلى الرغم من أن الجهات المختصة سمحت لنا بإصدار عدد واحد فقط، لكننا على ضوء النجاح الذي حققه العدد الأول سوف نعاود الإتصال بهم لمواصلة الصدور”.

اما رئيس تحرير الصحيفة ايمن سنجراب، فقد أكد أن الطاقم الذي اصدر العدد الأول يضم مجموعة من الصحافيين والصحافيات المؤمنين بقضايا التغيير ولديهم تاريخ طويل مع النضال من أجل الحريات. وأضاف: “انطلاقاً من مبادئ الحرية التي يؤمن بها فريق العمل، إضافة إلى الصداقة التي تجمع معظمهم بأسر شهداء ديسمبر، عندما طُرحت مبادرة اصدار الصحيفة وجدت الترحيب والموافقة على العمل من الجميع”.

واوضح سنجراب لـ(عاين)، أن الصحافيين الذين تصدوا لمهمة اصدار الصحيفة هم من المحترفين للعمل الصحفي، وقد وافقوا على العمل تطوعاً، ودون مقابل مادي، لأن هدفهم هو العمل من أجل تحقيق العدالة، وتابع: “العدالة التي نقصدها لاتعني القصاص فقط من أجل (فش الغبينة)، بل من أجل تحقيق العدالة للشهداء وعدم اتاحة الفرصة للإفلات من العقاب، وذلك من شأنه صُنع حياة أفضل للسودانيين حاضراً ومستقبلاً”.

ويؤكد رئيس تحرير الصحيفة على أن العدد الأول يمثل رؤيتهم كطاقم تحرير لما ستكون عليه الصحيفة مستقبلاً، وأن على منظمة أسر الشهداء تقييمه، ووضع تصورها الكامل من أجل الإستمرار سواء كان ذلك اسبوعاً أو يومياً، فيما أكد ترحيبهم من كل من له الرغبة في الإسهام من الصحفيين أو كل من تقترحه المنظمة، وقال: “نحنا لن حتكر العمل في الصحيفة، لأن الشهداء هم شهداء الوطن والباب مفتوح لإسهام كل الزملاء الصحافيين في هذا الجهد”.