السودان: انتشار أمني واستمرار اعتصام “الجودة” وبداية آخر بام درمان
2 يوليو 2022
لليوم الثالث توالياً، يواصل المحتجون المناوئون للانقلاب العسكري في السودان تظاهرات في العاصمة ومدن أخرى بالتزامن مع دخول اعتصام مستشفى الجودة بحي الديم العريقي وسط الخرطوم يومه الثالث وبداية اعتصام مماثل في مدينة أم درمان اليوم السبت.
وأدت الاحتجاجات والمتاريس التي يقيمها المتظاهرون لشلل في الحركة المرورية في العاصمة فيما أغلق الانتشار الأمني الكثيف وغير المعتاد للجيش السوداني وتشكيلات الشرطة وجهاز المخابرات وسط العاصمة بالكامل في وقت مبكر من صباح اليوم. كما أغلقت السلطات معظم الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة.
واحتشد المئات من المعتصمين لليوم الثالث أمام مستشفى الجودة بالخرطوم وهو المشفى الذي يستقبل جرحى الاحتجاجات منذ وقت لجهة قربه من محطة شروني القريبة من القصر الرئاسي الذي دائما ما يكون وجهة المتظاهرين.
ويعيد الاعتصام المستمر اجواء اعتصام ملايين السودانيين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني في السادس من أبريل من العام 2019 وتنحى الرئيس المعزول عمر البشير في الحادي عشر من أبريل.
ويقول مشاركون في الاعتصام لـ(عاين)، ان اعتصامهم يحمل مطالب سياسية بتنحية العسكريين عن الحكم وإقامة الدولة المدنية.
وكانت قوات الأمن السودانية ارتكبت الخميس “مجزرة جديدة” بحق المتظاهرين السلميين المناوئين للانقلاب العسكري الذي نفذه قادة الجيش السوداني في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وقتل (9) من المحتجين برصاص القوات الأمنية في الخرطوم وأم درمان ليرتفع عدد قتلى الاحتجاجات ضد الانقلاب إلى 114 متظاهرا.
من جهتها كشفت لجنة أطباء السودان المركزية اليوم السبت، عن احصائية لإصابة 629 متظاهرا في مليونية الخميس كأعلى حصيلة لضحايا القمع الأمني.
وقال بيان اللجنة، إن” مليونية الثلاثين من يونيو سجلت أكبر حجم إصابات منذ فجر الانقلاب، حيث بلغ مجملها 629 إصابة موزعة في عدد من الولايات و 9 شهداء في الخرطوم”.
وأعلنت لجان الديوم الشرقية بالخرطوم، اليوم السبت، استمرار اعتصامهم الذي بدأ عشية الثلاثين من يونيو احتجاجاً على المجزرة التي ارتكبتها السلطات الامنية في ذلك اليوم، وتوسع نطاق الاعتصامات بعد إعلان لجان مقاومة أم درمان الدخول في اعتصام مفتوح في صينية الأزهري.
وكان آلاف السودانيين تدفقوا إلى الشوارع الرئيسية في مدن وأحياء العاصمة الخرطوم وعدد من مدن الولايات السودانية في الذكرى الثالثة لـ”مليونية 30 يونيو 2019″ منددين باستمرار الانقلاب العسكري .
وبحسب المتحدثة باسم لجان مقاومة أم درمان، ساجدة المبارك، ان الزخم الثوري ارتفع بعد الثلاثين من يونيو رغم القمع المفرط والقتل والاعتقالات للمتظاهرين من قبل سلطات الأمن السودانية، وقالت في مقابلة مع (عاين)، ان “التصعيد مفتوح ومستمر عبر المواكب اليومية التي لم تتوقف منذ الخميس في العاصمة ومدن السودان الاخرى، والاعتصامات في الخرطوم وام درمان، وعقب ذلك تنتظر لجان المقاومة دمج مواثيق سلطة الشعب في ولايات السودان المختلفة لتوحيد رؤيتها وطرحها في ميثاق موحد” .
تمسك الحرية والتغيير
وفي رده لسؤال (عاين) حول أي تواصل لقوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي- مع الآلية الثلاثية التي ترعى الحوار السوداني- السوداني عقب تصاعد الاحتجاجات المناوئة للسلطة، قال القيادي بالحرية والتغيير، نور الدين صلاح الدين، لا توجد أي لقاءات جمعت بينهم والآلية الثلاثية والمكون العسكري بعد الثلاثين من يونيو.
وأشار إلى انه حتى اللقاءات السابقة قدمت فيها قوى الحرية والتغيير رؤيتها التي تطالب بإنهاء الانقلاب اولاً واستعادة المسار الديمقراطي وتسليم السلطة لحكومة مدنية كاملة ولن تدخل الحرية والتغيير في عملية سياسية بدون تحقيق تلك الأهداف على حد قوله .
ولفت صلاح الدين، إلى أن المسافة ليست بعيدة بين قوى الثورة على مستوى الوجهة السياسية، وقال “الجميع يرغب في إسقاط الانقلاب واستعادة التحول الديمقراطي.. ربما هناك تباين على مستوى العمل ولكن الشارع الآن موحد أكثر من أي فترة مضت في تاريخ السودان” .
ويؤكد صلاح الدين، ان الحرية والتغيير حددت موقفها من اول يوم للإنقلاب ، ونعمل على توحيد قوى الثورة والعصيان المدني واستخدام الأدوات السلمية. وأضاف ” الحل السياسي له اشتراطاته الواضحة والتحرك الامريكي السعودي الافريقي يحاول ان يتقدم للأمام ولكن نحن طرحنا خارطة طريق وضحنا فيها رؤية الحرية والتغيير “.
وتتضمن الخارطة انهاء الانقلاب اولاً ، وحكم مدني ومن ثم الترتيب للانتخابات وكل ذلك التشاور مع قوى الثورة الأخرى .
وفي وقت سابق اليوم، دعت قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي- الى التحضير للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى بعد مخاطبة لجان المقاومة والأجسام المهنية، وحشد السند الدولي والإقليمي لنضال شعب السودان السلمي لانتزاع حقوقه عبر إرسال خطابات للفاعلين الرئيسيين في المجتمع الدولي والإقليمي حول تطورات الوضع الراهن بما يشرح مطالب الشعب السوداني ، بجانب تصعيد حملات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات الذين بلغ عددهم المئات في كافة أرجاء السودان بالعمل مع كافة المجموعات الحقوقية والمدنية والنسوية للضغط من أجل انتزاع حرية من يقبعون الآن في سجون السلطة الانقلابية .
واعتبر البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، إن بناء جبهة مدنية موحدة على أساس تنسيقي بين كل قوى الثورة “واجب الساعة الذي يجب إنجازه دون تأخير، لهزيمة الانقلاب وتأسيس السلطة المدنية الكاملة”.