السودان: هل تنهي اللجنة الأمنية العسكرية فوضى التجنيد والتجييش؟
12 مارس 2023
خلص اجتماع بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، و قائد الدعم السريع وأطراف مدنية وحركات مسلحة إلى تشكيل لجنة أمنية مشتركة مهامها التحقق من اتهامات متبادلة بين العسكريين بالتجنيد والتجييش والتحوط العسكري على خلفية الخلافات التي نشبت مؤخراً بين البرهان وحميدتي.
خلال الساعات القادمة حسب مصدر عسكري تحدث لـ(عاين)، ستكون هناك إجراءات عملية للجنة الأمنية المشتركة قد تنهي هذه الخلافات والتوترات وتصب لصالح العملية السياسية التي اصطدمت بهذه التوترات.
وكشف المصدر العسكري أن اجتماع بيت الضيافة بين البرهان وحميدتي “نزع فتيل الأزمة تماما” والإجراءات المرتقبة ستبرهن ذلك.
بينما أكد رئيس الحركة الشعبية شمال “التيار الثوري” ياسر عرمان أن تشكيل لجنة أمنية مشتركة في اجتماع بيت الضيافة مساء السبت بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” خطوة في الاتجاه الصحيح لإزالة التوتر بين الطرفين والتحقق من الاتهامات المتبادلة بشأن انطلاقة عمليات تجنيد واسعة في بعض المناطق.
وخلال الأسابيع الماضية طغت على السطح خلافات بين الجيش السوداني والدعم السريع عقب اشتراط البرهان دمج قوات الدعم السريع في الجيش للمضي قدما في الاتفاق الإطاري.
لن تندلع الحرب
كما عقب عضو المكون العسكري الفريق ياسر العطا على هذه التصريحات مؤيدا ما جاء في تصريحات البرهان. وقال في خطاب شمالي البلاد مطلع هذا الشهر إن البلد لا يحتمل وجود جيشين.
بالمقابل أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي موافقته على دمج قواته التي تتشكل من حوالي 100 ألف مقاتل في الجيش السوداني دون شروط.
وفي أعقاب تبادل التصريحات بين الطرفين نقل موقع “سودان تربيون” الإخباري عن مسؤول بارز في الدعم السريع دخول 700 جندي من قوات الدعم السريع إلى العاصمة السودانية في خطوة زادت من التوتر بين الجانبين.
بينما كشف رئيس الحركة الشعبية “التيار الثوري” ياسر عرمان في ندوة سياسية بالعاصمة السودانية اليوم الأحد، أن الاجتماع الذي انعقد بين البرهان وحميدتي وبعض الأطراف المدنية “حققت تقدما كبيرا” نحو الحل وانفراج الأزمة.
عرمان: السودان لن يتحول إلى النموذج السوري أو اليمني أو الليبي لكن يجب التعامل مع دمج وتسريح 100 ألف مقاتل من قوات الدعم السريع بعقلانية وعدم التشنج والتطرف
واستبعد عرمان تحول السودان إلى النموذج السوري أو اليمني أو الليبي لكنه نصح في ذات الوقت بالتعامل مع دمج وتسريح 100 ألف مقاتل من قوات الدعم السريع بالعقلانية وعدم التشنج والتطرف.
واتهم عرمان، عناصر النظام البائد بالتحريض على الحرب والصدام بين الجيش وقوات الدعم السريع ولفت إلى أن وعي السودانيين قلل من الاقتتال بين الطرفين علاوة على وجود مصالح تربط الجيش والدعم السريع.
الإصلاح مطلب حميدتي
وقال عرمان معلقا حول وضعية الدعم السريع مستقبلا : “قوات الدعم السريع مكونة منذ سنوات لديها 100 ألف عنصر لديها ارتباطات سياسية واقتصادية وهي لاعب رئيسي في الحياة السياسية”.
وكشف عرمان، عن وجود ثلاثة بنود مطروحة حول قضية الدعم السريع هي الإصلاح وهو مطلب الدعم السريع والدمج وهو مطلب الجيش. وقال إن الدعم السريع يطرح عملية إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية في إطار الدمج.
ورهن عرمان انعقاد ورشة الإصلاح الأمني والعسكري ضمن العملية السياسية لقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري بالتفاهمات بين الجيش والدعم السريع والمدنيين. وقال إن هناك اتفاق على المبادئ والأسس حول الإصلاح والأمني.
مصدر عسكري: اللجنة الأمنية التي تكونت في “اجتماع بين الضيافة” ستعمل على التحقق الاتهامات بشأن التجييش والتجنيد في المناطق المذكورة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها (عاين) من مصدر عسكري فإن اللجنة الأمنية التي تكونت في “اجتماع بين الضيافة” بالاتفاق بين البرهان وحميدتي ستعمل على التحقق من هذه الاتهامات بشأن التجييش والتجنيد في المناطق المذكورة.
وأشار المصدر، إلى أن اللجنة المشتركة سترفع تقريرها بشأن هذه الاتهامات إلى جانب التنسيق بين الدعم السريع والجيش والحركات المسلحة حول التحركات العسكرية والعمل الأمني والعسكري المشترك في جميع أنحاء البلاد.
وقال المصدر العسكري إن هذه الخطوة جاءت لوقف الشائعات التي تحرض على الحرب إلى جانب تخفيف التوتر بين العسكريين.
وكشف المصدر العسكري أن اللجنة ستعمل على أيضا على بلورة بنود ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي ستعقد ضمن العملية السياسية خلال الأيام القادمة.
تحريض على الحرب
وكان ياسر عرمان خلال الندوة السياسية اتهم عناصر النظام البائد بالتحريض على الحرب. وقال إن هناك ضغوط كبيرة على أطراف الاتفاق الإطاري للإسراع في تكوين حكومة مدنية.
وحول الأطراف الرافضة للعملية السياسية قال عرمان: “كما فعل مع الشعبية بزعامة الحلو والحزب الشيوعي كان يتواصل معهم على الرغم من عدم وجودهم في الحاضنة السياسية يمكن أن يفعل رئيس الوزراء القادم ذات الأمر مع الرافضين”.
وأكد عرمان، أن عملية تكوين الحكومة المدنية تقتضيها أسباب متعلقة بالأمن القومي في إشارة إلى خلافات الدعم السريع والجيش.
محلل سياسي: تلاعب العسكريين بالأمن القومي السوداني يجب أن يرد عليه المدنيون بالإعلان عن وحدة جميع الأطراف
بينما يقول المحلل السياسي مصعب عبد الله في حديث لـ(عاين)، إن خلافات الجيش والدعم السريع رغم أنها حقيقية ومتعلقة بالطموحات السياسية لحميدتي والبرهان لكنها لن تصل إلى مرحلة الصدام لعوامل متعددة أبرزها وجود الرجلين في “كابينة واحدة” لدى القوى المناوئة لهما والتي تطالب بالإطاحة بهما.
ويشير مصعب عبد الله إلى أن البرهان وحميدتي ليس لديهما مصلحة في المواجهة العسكرية فهما يريدان فقط تحسين وضعهما السياسي في العملية السياسية وهذه الخلافات تؤكد عدم خروج المؤسسة العسكرية من السياسة.
ويقول المحلل السياسي إن التلويح بالحرب من أجل كسب نقاط سياسية تصرف غير مسؤول من الطرفين وهذا لا يحدث سوى في البلدان الفاشلة.
ويرى مصعب عبد الله، أن تلاعب العسكريين بالأمن القومي السوداني يجب أن يرد عليه المدنيون بالإعلان عن وحدة جميع الأطراف ولو على مستوى التنسيق بين لجان المقاومة والمجموعات الجذرية وقوى الحرية والتغيير والحركات غير الموقعة على السلام.