أسباب عديدة وراء غياب أبناء النازحين عن الدراسة
26 أكتوبر 2022
مع بداية العام الدراسي في كل ولايات دارفور، يواجه الآلاف من تلاميذ النازحين في المخيمات واقع وصِف بـ “المأساوي”، في ظل ارتفاع تكلفة المستلزمات والرسوم الدراسية بجانب نقص الغذاء بعد توقف المنظمات من دعم الوجبة المدرسية.
وتتزامن تحديات بداية العام الدراسي بالمخيمات مع تحذيرات تربويين ومنظمات أممية من تأثير وقف الدعم عن مدارس مخيمات النازحين على العملية التعليمية وزيادة الفاقد التربوي والتسرب من المدارس بصورة كارثية من أي وقت مضى.
ويأتي مخيم “كلمة” أكبر مخيمات النزوح بدارفور الذي يضم نحو (31) ألف تلميذ وتلميذه في مقدمة المخيمات التي تواجه تحديات كبيرة لاستمرار العملية التعليمية. وأول هذه التحديات غياب التلاميذ عن المدارس لاضطرار عائلاتهم إلى اصطحابهم للعمل في المزارع ومساعدتهم في توفير الغذاء الذي لم يكن متوفراً بالمدارس كما كانت تقدمه المنظمات الانسانية التي تدعم مشروع الوجبة المدرسية لضمان استقرار التلاميذ في فصول الدراسة.
وتقول خديجة هارون، بمخيم “كلمة” أن أبناءها لا يستطيعون مواصلة تعليمهم من دون غذاء وهي تعمل في المزارع المجاورة للمخيم لتوفير وجبة العشاء بينما لا تستطيع توفير وجبة أخرى. وأفادت هارون (عاين)، انها ترسلهم للمدرسة عندما تتأكد من توفير وجبة الإفطار. وأشارت إلى أن أطفالها الستة لم يذهبوا للمدرسة بالرغم من بداية العام الدراسي لأكثر من أسبوع.
و يشير مدير إدارة التعليم الطارئ بوزارة التربية والتعليم في ولاية جنوب دارفور عبد الله صالح، إلى تعقيد بالعملية التعليمية في المدارس بمخيمات النازحين من أي وقت مضى.
وعزا صالح ذلك إلى خروج المنظمات الإنسانية من دعم التعليم خاصة فيما يتعلق بدعم الوجبة المدرسية التي كانت تساعد على وجود التلاميذ في المدارس بوضع مستقر، بجانب توفير المعدات والأدوات التعليمية ودعم رواتب المعلمين المتطوعين.
ويقول صالح لـ(عاين)، إن خروج المنظمات من دعم التعليم في المخيمات ترك فجوة كبيرة في العملية التعليمية خاصة في مخيم “كلمة” في ولاية جنوب دارفور.
ونوه المسؤول الحكومي، إلى أن أولياء أمور التلاميذ والمجالس التربوية أمام تحدٍ كبير في توفير المعدات والأدوات التعليمة للمدارس والتلاميذ التي كانت تقوم بها المنظمات في الوقت السابق.
في الأثناء أقر رئيس المجالس التربوية بمخيم “كلمة”آدم عبدالله موسى، بتحد كبير في استمرار العملية التعليمية بمدارس المخيم الذي يضم أكثر(31) الف تلميذا وتلميذة، يحتاجون الى توفير غذاء عاجل لهم أثناء ساعات الدراسة لضمان استقرارهم.
ودعا موسى في مقابلة مع (عاين)، المنظمات الانسانية ووزارة التربية والخيريين لتوفير إجلاس لـ(15) مدرسة من بين (17) مدرسة بجانب المساعدة في صيانة (9) مدارس انهارت بسبب الامطار تحتاج لصيانة عاجلة حتى يتسنى للاطفال مواصلة تعليمهم.
ولفت آدم عبدالله الى تحد آخر يواجههم في توفير الغذاء للمدارس، وقال “عندما يعلم أولياء أمور التلاميذ أن المدارس ليس بها وجبة الإفطار لا يرسلوا أطفالهم الى المدارس ويفضلون عملهم في فلاحة المزارع لمساعدتهم في توفير الغذاء”.
فيما كشف مسؤول التعليم بمخيم “كلمة” للنازحين، آدم حسين شريف، عن خلو المدارس من التلاميذ بالرغم من مرور أكثر من أسبوع على بداية العام الدراسي بالولاية. لافتا إلى أن نسبة الحضور ضعيفة جدا وعزا ذلك لخروج التلاميذ للعمل مع أسرهم لتوفير الغذاء من خلال عمليات الحصاد.
وفي سبتمبر الماضي حذرت يونسيف من مغبة وجود 6.9 مليون طفل وطفلة خارج المدارس في السودان، عطفاً على 12 مليون طفل وطفلة يواجهون عدم استقرار في التعليم، بسبب نقص المعلمين.
ويحذر الخبير التربوي أحمد محمد آدم، من تأثير الاوضاع الاقتصادية ونقص الغذاء بمخيمات النازحين الى تزايد اعداد الفاقد التربوي بدارفور، ويساهم في تفاقم الاوضاع الاجتماعية والأمنية في المستقبل القريب، لجهة أن معظم الفاقد التربوي يصبحون عرضة لتجارة المخدرات والنهب والاستقطاب العسكري.