معارك عنيفة بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية
3 مايو 2023
شهد محيط القصر الرئاسي في الخرطوم يوم الأربعاء، اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بصورة عنيفة اعادت إلى الأذهان اليوم الأول من القتال الذي دخل يومه الـ18، والذي راح ضجيته المئات من القتلى والجرحى وسط المدنيين.
وبدأت المواجهات في منتصف يوم الأربعاء بين قوة من شرطة الاحتياطي المركزي وقوات الدعم السريع في صينية القندول بالقرب من القصر الرئاسي، وبعدها دخل الجيش في خط الاشتباكات. وأظهرت مقاطع فيديو مصورة جرى تداولها على نطاق واسع، عدد من الأشخاص يرتدون زيا عسكريا وهم قتلى في مشاهد صادمة، كما ظهرت مركبات حربية محترقة.
وتأتي هذه الاشتباكات رغم سريان هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة كان الطرفين قد التزما بها، وتبادلت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن خرقها.
وقالت الشرطة في بيان صحفي ” قامت مجموعة مكونة من أربعة سيارات لقوات الدعم السريع وعدد كبير من القناصة باعتراض دورية واحدة من قوت الاحتياطي المركزي وقتل جميع افراد القوة المكونة من خمسة جنود، وذلك في منطقة صينية القندول بوسط السوق العربي الخرطوم”.
وأضاف البيان “نحن ومن واجبنا القانوني في حماية ممتلكات المدنيين إذ نحمل تلك القوات مسؤولية هذا العمل الاجرامي الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والوطنية”.
فيما قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت الى “مغامرة من قوات الانقلابين وفلول النظام البائد بزي قوات شرطة الاحتياطي المركزي حاولت الهجوم على مواقع تمركز الدعم السريع في منطقة وسط الخرطوم بالقرب من موقف شروني، في اختراق للهدنة المعلنة”. وأضاف بيان قوات الدعم السريع “تم حسم المعتديين وتدمير عدد 4 سيارات لاندي كروزر واستلام 5 سيارات أخرى، وتدمير 4 دبابات واستلام واحدة سليمة”.
وتواصلت اعمال النهب والسطو على المصارف التجارية والأسواق في العاصمة الخرطوم، كما تتزايد المخاوف لدى المواطنين من عمليات تعدي في الشوارع من عصابات انتشرت بكثافة في العاصمة السودانية.
وأصبحت الكثير من الطرق القومية الرابطة بين العاصمة والولايات غير آمنة وتعرض المسافرين الى عدد من الولايات خاصة الغربية الى عمليات نهب تحت تهديد السلاح. ونقل مواطنون لـ(عاين)، أن عصابات مسلحة نهبت مسافرين على الطريق الرابط بين الأبيض ومدينة ابوزبد بولاية شمال كردفان تحت تهديد السلاح، واضطر مئات النازحين من الخرطوم للبقاء في الأبيض وعدم التوجه غربا نسبة لخطورة الأوضاع الأمنية في ظل غياب تام للقوات العسكرية على امتداد هذا الطريق الحيوي.
وعلى صعيد العون الإنساني، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث خلال مؤتمر صحفي عقده في بورتسودان الأربعاء، إن شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة الى ولايات دارفور تعرض للنهب، مؤكدا سعي المنظمة الدولية لتقديم المساعدة للنازحين السودانيين ومنع خروجهم الى دول الجوار.
وبحسب وزارة الصحة السودانية، فإن الصراع المسلح الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل الجاري، حصد أرواح 512 شخصاً من المدنيين بينهم 169 من العاصمة الخرطوم، وجرح 4193 آخرين في الخرطوم والولايات.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل مريع إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة بسبب المواجهات العسكرية.