مُخلفات الحرب مازالت تحصد الأرواح في دارفور

مُخلفات الحرب مازالت تحصد الأرواح في دارفور

عاين – 14 أبريل2020م

“لا تزال مخلفات الحرب تحصد ارواح المدنيين في اقليم دارفور المضطرب غربي السودان”، هذا ما يقوله احد اعيان منطقة شرق جبل مرة في ولاية شمال دارفور، محمد علي آدم، وهو قلق من انتشار الأجسام المتفجرة في الإقليم والحوادث المتكررة التي أدت لازهاق ارواح الكثيرين.  

 وتظل الذخائر غير المتفجرة والعبوات الناسفة التي خلفتها الحرب بولاية شمال دارفور تشكل تهديدا كبيراً لحياة السكان خاصة شريحة النساء والاطفال. ويوم السبت الماضي أدى انفجار عبوة بإحدى المناطق الواقعة شرق جبل مرة الى مقتل طفل وجرح اثنين اخرين من الرعاة.

ويدعو محمد علي آدم أحد اعيان منطقة شرق جبل مرة، السلطات المختصة للتدخل العاجل لإزالة مخلفات الحرب بتلك المنطقة حتى لا تتكرر الحادثة مرة أخرى. ويقول لـ(عاين)، ان “هذه المناطق تشهد مخلفات حرب وذخائر غير متفجرة تمثل خطر على الإنسان والحيوان لا سيما مجتمع الرعاة من شريحة الأطفال”. وأشار آدم، إلى ان هناك منظمات دولية ووطنية تعمل في هذا المجال وعلي الحكومة ان تجتهد في هذا الأمر لحماية أرواح الأهالي الذين لا يدركون خطورة تلك الأجسام المنتشرة.

وشهدت ولاية شمال دارفور في الفترة الماضية الكثير من الحوادث المماثلة بسبب مخلفات الحرب في كثير من المحليات والقرى وكثرت حوادث انفجار القذائف غير المتفجرة من مخلفات الحرب في دارفور، والتي غالبا ما يكون ضحاياها من الأطفال، خاصة وأن الإقليم شهد صراعا مسلحا منذ العام 2003، ففي الاعوام الماضية قتل طفلان وأصيبت شقيقتهم بإصابات بليغة أثر إنفجار جسم غريب بمحلية مليط، 60 كلم شمالي الفاشر في قرية “أم سرير” الواقعة جنوب شرق مليط بانفجار عبوة ناسفة بعد أن عثر عليها أطفال وتلك العبوة انفجرت أثناء وضعها على النار من قبل الصغار بغرض اللهو بها، ما أدى إلى وفاة إثنين من الأطفال أشقاء لا تتجاوز أعمارهم العشرة سنوات بينما أصيبت شقيقتهما الطفلة .

ويقول المتطوع بالهلال الأحمر السوداني حمد يوسف، لـ(عاين)، ان “مسألة العبوات الناسفة بمناطق ولاية شمال دارفور تحتاج لتوعية كبيرة جدا خاصة وأن دارفور خرجت من الحرب وما زالت مخلفاتها منتشرة..هناك ضرورة لتوعية مواطني القرى بكيفية التعامل مع الأجسام الغريبة حتى لا يصبحوا ضحايا”.

في وقت سابق قتل طفل وأصيب إثنان آخران إثر انفجار دانة (آر بي جي) بمخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، 15 كلم جنوبي الفاشر.كما لقي أثنان من الصبية الرعاة مصرعهما في ذات الفترة وجرح اثنان آخران نتيجة انفجار جسم متفجر بمنطقة “أم سدر”، 60 كلم شمالي محلية كتم في ولاية شمال دارفور،وذلك بعد ان قامت مجموعة من الصبية أثناء رعيهم للإبل عثروا على جسم غريب، وأثناء محاولتهم استكشافه إنفجر مما أدى الى مقتل إثنين منهما وجرح إثنين آخرين.

كما لقي طفل مصرعه وأصيب خمسة آخرون بمنطقة كلمندو في ولاية شمال دارفور الأعوام الماضية، ، لدى تذوقهم مادة سائلة في متفجرات من مخلفات الحرب وهم كانوا يتجولون حول القرية وعثروا على متبقي متفجرات وبفتحها وجدوا داخلها مادة صفراء اللون تناولها الصبية بدافع الفضول.

ولا يختصر الأمر على المحليات فقط بل حتى وسط عاصمة ولاية شمال دارفور ففي العام قبل الماضي لقي طفلين مصرعهم بإحدى المدارس وسط مدينة الفاشر بعد أن انفجر جسم غريب كان بحوزتهم مما أدى إلى وفاتهم في الحال داخل مدرسة الفاشر الجنوبية النموذجية للبنين أثناء احتفال المدرسة بختام العام الدراسي.

وقال معتمد الفاشر السابق التجاني عبدالله لـ(عاين)، ان “الأعوام السابقة بعد عملية جمع السلاح أصبح كل من لديه سلاح او ذخائر يتخلص منها في أقرب موقع مما يسبب خطورة على حياة الناس بفعل التخلص غير الأمن خوفا من المحاكمات والسجون”.

وأشار عبد الله إلى أنه في وقت سابق إبان فترة النظام السابق ضبطوا أعداد كبيرة وكثيرة لمثل هذا النوع من مخلفات الذخائر والأسلحة معبأة داخل الجوالات وأخرى بمناطق القمامة وبعضها بالقرب من المساجد .