نساء سودانيات: سلاح الاغتصاب لن يرهبنا
21 ديسمبر 2021
تحشد منظمات وتجمعات نسوية في السودان لتنظيم أوسع حملة لرفض العنف الجنسي ضد السودانيات اللائي يشاركن بفاعلية في الحراك الثوري المتصاعد في البلاد والرافض لاستيلاء العسكريين على السلطة في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
وأكدت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة “مؤسسة حكومية”، سليمة أسحق لـ(عاين)، توثيق (9) حالات اغتصاب أثناء عمليات الفض العنيفة للتظاهرات الحاشدة أمام القصر الرئاسي وسط الخرطوم في التاسع عشر من ديسمبر الجاري. فيما أعلن المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل عن تلقي المفوضية تقارير بإغتصاب (13) فتاة من المشاركات في الاحتجاجات.
“مع تقدم المساء وتزايد قمع قوات الأمن للمظاهرات أمام محيط القصر الجمهوري بالخرطوم انسحبت مع عدد كبير من المتظاهرين وتحركنا مجموعات في الشوارع الجانبية، لكنه ومع هدوء وقع الغاز المسيل للدموع على انفاسنا لم تكن صديقتي بجانبي”، تقول قريبة احدى المغتصابات لـ(عاين). وتضيف، “بعد ساعات تعرفنا عليها في المستشفى وتلقت الاسعافات الاولية قبل أن يتم تحويلها إلى مستشفى آخر لإجراء عملية عاجلة”.
وكان عشرات الآلاف اعلنوا تنظيم اعتصام قرب القصر الجمهوري مساء الأحد لكن قوات عسكرية مشتركة من الدعم السريع والاحتياطي المركزي والجيش والشرطة وكتائب أمنية داهمت شوارع الاعتصام وفضت التجمعات السلمية بالقوة بإطلاق الغاز والرصاص الحي والاعتقالات واحتجاز عشرات الفتيات والشبان. وتشارك النساء السودانيات بقوة في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ انطلاق ثورة ديسمبر 2018 والتي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير.
تحشد منظمات نسوية في البلاد، لتسيير مواكب رفض الانتهاكات بحقهن فيما تعتزم مجموعات نسوية تنظيم وقفات احتجاجية لإدانة الانتهاكات وإعلان موقف النساء السودانيات الراسخ بدعم الحراك الجماهيري المطالب بتحقيق الحكم المدني.
“لن يخيفوا النساء السودانيات بسلاح الاغتصاب”، تقول عضو مجموعة “الحارسات” – تجمع نسوي مساند لقضايا النساء- آمنة صلاح الدين لـ(عاين) وتضيف، ” على الرغم من الأثر النفسي السيئ لذلك لكن نساء السودان مصممات على المشاركة بفاعلية في المواكب الجماهيرية”. وتشير صلاح الدين، إلى ان سلاح الإغتصاب استخدم في الحروب ضد النساء والرجال، و”يجب أن لا نعتبر ذلك نهاية الدنيا ونتعامل مع الأمر على قسوته بأنه اصابة”.
فيما اعتبرت مديرة مكافحة العنف ضد المرأة الحكومية، سليمة اسحاق، ان الغرض من الاغتصاب هو بث الإحباط في نفس السودانيين والسودانيات لكن هذه الطريقة جربت في فض اعتصام القيادة العامة في العام 2019 وعاد الشارع أكثر قوة. وأعربت اسحق في مقابلة مع (عاين)، عن ثقتها بتعافي الفتيات اللائي تعرضن للاغتصاب، وقالت إن “التدخلات الطبية مطمئنة ومستمرة وستقف وحدة مكافحة العنف ضد المرأة تساند الضحايا حتى وصولهم الى المحاكم لمقاضاة الجنود الذين ارتكبوا الاغتصاب”.
إدانة دولية
وأفاد المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، ليز ثروسيل، تلقيهم تقارير مزعجة للغاية عن العنف الجنسي والتحرش من قبل قوات الأمن خلال المظاهرات في الخرطوم يوم الأحد، 19 ديسمبر 2021. وقال في تعميم صحفي اطلعت عليه (عاين) اليوم الثلاثاء، “تلقى مكتب حقوق الإنسان المشترك لدينا في السودان مزاعم بأن 13 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي. كما تلقينا مزاعم بالتحرش الجنسي من قبل قوات الأمن ضد النساء اللواتي كن يحاولن الفرار من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي مساء الأحد”.
تحقيق حكومي
وقالت مصادر حكومية لـ(عاين)، إن مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يتابع حوادث الاغتصاب التي طالت الفتيات أثناء مداهمة قوات عسكرية موقع الإحتجاجات قرب القصر الرئاسي. وأوضحت المصادر أن مكتب رئيس الوزراء بصدد اصدار بيان لتكوين لجنة تحقيق في الواقعة وملاحقة الجناة سيما وأن بعض المتهمين اسمائهم معروفة لدى قسم شرطة الخرطوم شمال.