النازحون بدارفور يستقبلون “رمضان” في ظروف استثنائية وغلاء طاحن

النازحون بدارفور يستقبلون "رمضان" في ظروف استثنائية وغلاء طاحن

نيالا: 23 أبريل 2020م 

يستقبل النازحون في المخيمات بولاية جنوب دارفور غربي السودان، شهر رمضان في ظروف مختلفة هذا العام نسبة للإجراءات الحكومية المفروضة للحد من انتشار وباء كورونا الذي فاقم من أوضاعهم المعيشية علاوة على النقص الحاد في الغذاء الناتج عن تقليص حصص الغذاء من قبل المنظمات الإنسانية.

ويأتي شهر الصيام في خضم ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية الضرورية علاوة على تراجع أعمال بعض النازحين وتوقف عدد من القطاعات الاقتصادية بسبب الإجراءات التي فرضتها السلطات السودانية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وقفزت بصورة غير مسبوقة في الاقليم، اسعار المكونات الأساسية للوجبة الرمضانية الأساسية التي تشمل الدخن والذرة والقمح والتي تصنع منها وجبات محلية أبرزها وجبة ” العصيدة”، بجانب ارتفاع المشروبات المحلية مثل التبلدي، والدوم، والكركدي، والعرديب، وفواكه المانجو والبرتقال.

وبلغ سعر ملوة الذرة ٣٠٠ جنيها بدلاً من ١٦٠ جنيا قبل إجراءات كورونا، بينما وصل سعر رطل زيت الطعام ١٠٠ جنيا بدلاً من ٥٠ جنيا. و ١٢٠ جنيها قيمة كيلو السكر بدلا من ٥٠ جنيها، و١١٠ جنيه لكيلو دقيق القمح.

وتقول النازحة بمخيم دريج للنازحين بمدينة نيالا سعدية آدم لـ(عاين)، “اواجه صعوبة كبيرة في توفير المواد الغذائية لسد حاجتي من الطعام الشراب في رمضان”. وأشارت سعدية، الى نفاد ما ادخرته من ذرة نتيجة فقدان وظيفتها كعاملة بمنزل أحد التجار بسوق نيالا بعد تراجع دخله بسبب كورونا.

اما النازحة بمخيم كلمة للنازحين، خديجة أبكر، تقول لـ(عاين)، انها اتجهت للعمل في مصانع الطوب الاحمر بعد أن خفضت المنظمات الانسانية حصة الغذاء للنازحين في المخيم، لافتة الى توقف مصانع الطوب بسبب تراجع الطلب عليه بسبب وباء كورونا داعية المنظمات الانسانية بضرورة اعادة حصص الغذاء للنازحين لاسيما خلال شهر رمضان. وبالرغم من الصعوبات التي تواجه سعدية وآلاف النازحين من امثالها في توفير وجبة رمضان إلا أن أملهم كبير في الخيرين الذين يقدمون يد العون الى الفقراء والمحتاجين بالمخيمات وداخل المدن.

الى ذلك، اشار “البشر الناقي”، أحد القيادات الأهلية بمخيم عطاش للنازحين الى ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية فوق امكانيات النازحين الذين فقدوا كل ممتلكاتهم بسبب الحرب التي استمرت لأكثر من (١٦) عاما. وطالب الناقي في تصريح لـ(عاين) السلطات الحكومية بضرورة فتح مراكز بيع مخفض في مخيمات النازحين بتكلفة المنتج حتى لايستغل التجار النازحين.