قتلى وجرحى في محاولة فض الاعتصام
تقرير: عاين14مايو 2019م
قبل أن تنفض الجلسة الاولى بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير والتي استأنفت بعد انقطاع. تفاجىء المفاوضون باصوات رصاص قبالة شارعي النيل والجامعة. وقع ذلك الاشتباك بعد إحراز اختراق في التفاوض ومعالجة بعض القضايا الخلافية بين لحظة وضحاها، تحولت العيادات الميدانية في مقر إعتصام القيادة العامة إلى قاعات يرتفع فيها أنين المصابين وصراخهم احيانا جراء آلام إصابات بعضهم بالغة. ومن عيادات الاسعافات الأولية بمقر الاعتصام يفتح الطريق ويتم رفع المتاريس لنقل الجرحى من ذوي الحالات الحرجة.
كما رصدت (عاين) العديد من الإصابات في مدينة المعلم الطبية، ومستشفى رويال كير أيضاً، والذي تم نقل المصابين إليه، قبل أن يطلق الثوار في ميدان الاعتصام نداءات عاجلة لنقل الدم لضخامة عدد المصابين.وكانت لجنة اطباء السودان المركزية قد أعلنت ليلة أمس عن وفاة خمسة من المعتصمين بطلق ناري، وسادس برتبة رائد في القوات المسلحة السودانية، فيما تحدث المجلس العسكري عن اصابات ايضا في أوساط قوات الدعم السريع والجيش.
إصابات متفاوتة
ويقول طبيب في عيادة التدريب المهني وهي من اقرب العيادات لموقع الهجوم لـ(عاين)،” تلقينا اكثر من مائة إصابة تم تحويل نحو( ٦٣) منها إلى المستشفيات”. وأضاف” معظم الاصابات التي قدمت إلى العيادة ناتجة عن طلق ناري في أجزاء متعددة من الجسم”. وتابع الطبيب، “هذه العيادات ليست الوحيدة في ميدان الاعتصام، هناك حوالي ثلاثة عيادات اخرى بها اصابات ايضا” وفي خضم التصعيد الذي دعت له قوى إعلان الحرية والتغيير وصولا الى العصيان المدني في البلاد حال لم يستجب المجلس العسكري لمطالب الثوار بتشكيل حكومة مدنية، خرجت عدد من أحياء العاصمة الخرطوم في مظاهرات قابلتها قوة مشتركة من الجيش السوداني والدعم السريع بالقمع وإطلاق الغاز المسيل للدموع. وقال شهود من منطقة العباسية في أم درمان “واجهت قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع المتظاهرين بعنف مفرط واطلقت عليهم عبوات الغاز المسيل للدموع بعد سيطرة الثوار على شارع الاربعين الحيوي في المنطقة و إغلاقه لساعات”.
مواجهات وجرحى
اشتدت المواجهات بالقرب من شارع الجامعة بعد العاشرة ليلا، إذ حاصرت قوه ترتدي أزياء قوات الدعم السريع ساحة الاعتصام من اتجاه شارع النيل، كوبري النيل الأزرق وحي بري. ويروي أحد مراسلي شبكة (عاين) ان القوات المهاجمة تمكنت من دحر المعتصمين باستخدام الذخيرة الحية من أمام بوابة شارع المين بجامعة الخرطوم ما أدى إلى سقوط أكثر من ثلاثين جريحا خلال دقائق معدودة وسط استبسال من قبل الثوار أمام المتاريس لكن كثافة للنيران اضطرت بعضهم للانسحاب لنقل الجرحى. في غضون ذلك قام المئات من الثوار بالتفاف تكتيكي من وراء القوات و يسيطروا على تقاطع شارع الجامعة مع كلية الهندسة جامعة الخرطوم ويبنوا متراسا محصنا بشكل سريع في ذلك التقاطع. واستمرت حالة الكر والفر أمام تقاطع الهندسة وسط استمرار لسقوط المصابين الأمر الذي اضطر القوات المهاجمة للانسحاب بعد ما يقارب الساعة.
سقوط قتلى
في شارع النيل قبالة مستوصف جامعة الخرطوم ( الكلنك) الذي يعد مدخل رئيسي للقيادة العامة شاهدت (عاين) لحظات الاشتباك التي كانت حوالي الساعة العاشرة مساء. ويقول جدو على أحد تَرأسة مدخل ( الكلنك) ” من الساعة واحدة ظهراً بدت محاولات لازاحة التروس القريبة من كوبري الحديد ده سبب خلانا نزيد الترس ونعمل تروس بشرية من الثوار لحدي ما ننتهي من رصة الترس بالطوب والشجر” واضاف لـ(عاين) في هذه الاثناء تم اطلاق رصاص على الهواء واشتباك بالأيدي بين قوات الدعم السريع والثوار بعد تم الاعتداء على الثوار بالبَساطين (العصي) بشكل مستفز. ويزيد ” المعركة الحقيقية كانت بعد الإفطار سمعنا اصوات رصاص واشتباكات تبدو انها باسلحة ثقيلة اصيب فيها 12 فرد اصابات متفرقة تم نقلهم إلى المستشفى. وكانت عاين حضور لحظة اطلاق النار على المعتصمين مباشرة انتقلت روح أحدهم على الفور ولم يتم التعرف على اسمه. وقدم الثوار استبسال في حماية التروس حيث كانوا ينامون من اعلى الترس لايقاف محاولة فضها. وتشير متابعات عاين الى ان عدد من القيادات الميدانية حملت المجلس العسكري بكافة مكوناته مسئولية ماحدث بل وذهب الناشط ناظم سراج الى اتهام قوات الدعم السريع مباشرة. وقال على صفحته بتويتر ان من اطلق الرصاص هي قوات الدعم السريع وليست كتائب الظل.
مظاهرات رافضة
تنديدا بالأحداث الدامية ليلة الاثنين، خرجت مظاهرات في نواح متفرقة بالخرطوم اليوم وصعد الثوار من عمليات إغلاق شوارع رئيسية بالمدينة، ونقل شهود عن إغلاق عدد من الجسور التي تربط بين مدن الخرطوم بجانب شوارع حيوية اخرى.
ورصدت (عاين)، إغلاق شارع الحرية من قبل مجموعة من الثوار، وشارع الحرية احد اكبر الشوراع التي تربط وسط الخرطوم بجنوبها، ورفع المتظاهرون لافتات تدعوا للعصيان المدني وصولا تشكيل حكومة مدنية تتويجا للثورة الشعبية المستمرة منذ خمسة أشهر.
بوادر عصيان مدني
ظهر اليوم الثلاثاء الثوار أكثر حماسا فى ذات المكان الذي اعتدت فيه قوات الدعم السريع ليلا على الثوار، كما ارتكزت قوة كبيرة من الدعم السريع تحت الكبري واستلقي الجنود على الأرض كأنهم مسعورين ينظرون الى الثوار وهم يهتفون أمامهم ويرددون الأغاني الثورية فى حيوية وثبات لا يعرفهم الخوف ، على الناحية الشمالية من الكبري بمدينة بحري كانت قوات الدعم السريع تحاول إزالة المتاريس وفتح الكبرى والشوارع المؤدية إليه لم يسمح الثوار ووضعت القوات أسلحتها فى وضع الإستعداد وسرعان ما توافد الناس من كل مكان لم يكن إلا أن تراجعت المليشيات الى مواقعها. وفي جولة لـ(عاين) ظهيرة الثلاثاء بدأت العاصمة الخرطوم تدخل في عصيان مدني تدريجي حيث تم إغلاق كل الشوارع المؤدية إلى وسط الخرطوم عداء شارع السجانة. من ناحية الشرق تم اغلاق شارع الستين وعدد من الشوارع الفرعية والرئيسية بمنطقتي الرياض والمعمورة. وامتدت المتاريس إلى منطقة الصحافة والعشرة جنوبي الخرطوم. اما في القيادة العامة فقد تم إغلاق الشوارع المؤدية الى قلب العاصمة الى شارع المك نمر.