عنف أمني ومطاردات داخل الأحياء في تظاهرات السودان

  4 يناير 2020

تجددت في العاصمة السودانية اليوم الثلاثاء ومدن سودانية أخرى التظاهرات الرافضة لاستيلاء العسكريين على السلطة في البلاد والإطاحة بحكومة إتلاف “الحرية والتغيير” الذي شكل الحكومة عقب ثورة ديسمبر من العام 2018.

وتصدت قوات الأمن السودانية لمئات المتظاهرين ومنعتهم من الاقتراب من محيط القصر الرئاسي في مدينة الخرطوم، فيما استبقت قوات الجيش التظاهرات بإغلاق عدد من الجسور التي تربط مدن العاصمة المثلثة، كما أغلقت منطقة قيادة الجيش بالكتل الخرسانية والحاويات.

وتأتي التظاهرات بعد نحو يومين من استقالة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك من منصبه الذي أعيد إليه بعد اتفاق إطاري وقعه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 نوفمبر الماضي.

ويرفع المحتجون شعارات عنوانها الأبرز  “لا تفاوض لا شراكة لا مساومة” مع العسكريين وتنشط تنظيمات لجان المقاومة وقوى ثورية للتوافق على ميثاق سياسي تعمل من خلاله قوى الثورة.

واحتجاجات اليوم التي شلت وسط المدينة والأحياء المحيطة لساعات غير مدرجة في الجدول التصعيدي للتظاهرات المعد من قبل تنسيقية لجان المقاومة في ولاية الخرطوم والذي من المقرر أن يبدأ مليونياته الاحتجاجية في السادس من يناير الجاري.

وتحدى المتظاهرون الذين انطلقوا من محطة باشدار جنوبي الخرطوم قمع القوات الأمنية على طول شارع القصر الرئاسي وسط الخرطوم. وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة على المحتجين الذين تراجعوا إلى محطة شروني و أحياء الخرطوم 2 و 3.

الأحد  الفائت، قتل 4 متظاهرين في الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم وأم درمان ليصل عدد قتلى المظاهرات المناوئة لانقلاب الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي إلى 58 قتيلا- بحسب احصائيات جهات طبية.

ولم تكتف قوات الأمن بتفريق المتظاهرين من محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم وعمدت على مطاردتهم في الأحياء جنوب الخرطوم حتى منطقة الديوم ما اسفر عن وقوع اصابات بين المحتجين.

ونقل شهود لـ(عاين) من محطة باشدار بان القوات الأمنية اطلقت بكثافة الغاز المسيل للدموع وطاردت المحتجين في شوارع الحي.

في مدينة بحرى، تجمع المئات من المتظاهرين في منطقة المحطة الوسطى، ورددوا شعارات مناوئة لحكم العسكر ونادى المتظاهرين بضرورة المشاركة الفعالة في المليونية المعلنة يوم السادس من يناير الجاري بحسب ما أفادت (عاين) المشاركة في التظاهرة ايمان الصادق.

ونجح المتظاهرون بمدينة أم درمان في التجمع على شارع الاربعين “شارع الشهيد عبدالعظيم ” رغم العنف الأمني المفرط الذي استخدمته القوات المشتركة لمنعهم من الوصول الى نقطة التجمع.

وكانت لجان مقاومة امبدة بام درمان دعت السودانيين الى الخروج في مليونية مفاجئة وخارج الجدول المعلن للحراك الثوري .

وشهدت مدينة بورتسودان شرقي السودان خروج الالاف الى الشوارع واستخدمت قوات الشرطة القوة لتفريق المحتجين، فيما خرجت احتجاجات كبيرة في مدن ودمدني بولاية الجزيرة ونيالا بجنوب دارفور.

اعتداء على الصحافة

للمرة الثانية تواليا تلجأ قوات الأمن أثناء تفريقها للاحتجاجات بالاعتداء الصحفيين، واقتحمت قوة أمنية مكتب قناة العربي بالخرطوم وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على أفراد تابعين للمكتب أثناء انشغالهم في تصوير المواكب الثورية لمليونية 4 يناير بالخرطوم. قبل أن تفرض حصاراً على المكان امتدّ لساعات.

والأسبوع الماضي اعتدت قوات الأمن على عدد من الصحفيين وصادرت كاميراتهم واقتحمت مكتب قناتي «العربية والحدث»، واعتدت بالضرب على الصحفيين.