مقتل متظاهر سوداني بعد إصابته بعبوة غاز ودهسه بسيارة أمنية

31 أغسطس 2022

قُتل متظاهر سوداني اليوم الأربعاء بعد إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع في الرأس ودهسه بعربة تتبع للقوات النظامية التي استخدمت قمعا مفرطاً في مواجهة احتجاجات شعبية بالخرطوم مناوئة للانقلاب العسكري.

وقالت لجنة اطباء السودان المركزية، إن عدد قتلى الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي بلغ  (117) قتيلا ومئات الجرحى.

ونجح مئات المحتجين في البقاء بشارع قرب مطار الخرطوم شرق العاصمة السودانية اليوم الاربعاء لساعات طويلة ومقاومة الإجراءات الأمنية ومحاولتهم عبور الترسانة الأمنية.

وانطلقت الاحتجاجات من نقاط تجمعات حددتها التنسيقات شرق العاصمة إلى جانب مناطق وسط الخرطوم. ووصل المتظاهرون إلى شارع افريقيا الذي يربط مناطق العاصمة السودانية بالمطار الرئيسي وهم يرددون هتافات مناوئة للعسكريين.

ومع تقدم المتظاهرين إلى محيط مطار الخرطوم أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع كما جرى وضع شاحنات زرقاء لاعتقال الشبان الذين يحاولون عبور الحواجز الأمنية.

مستويات قياسية

وأغلق المتظاهرون شارع إفريقيا الذي يضم الشركات والبنوك ومطار الخرطوم ونقاط رئيسية لحركة المرور بين شرق العاصمة ووسطها وجنوبها بينما كان الانتشار هو الأكثر قرب بوابة مطار الخرطوم.

عاد الزخم إلى الاحتجاجات الشعبية المناهضة لاستيلاء الجيش على السلطة في الشهر الحالي مع تحركات سياسية بواسطة الأحزاب للوصول إلى اتفاق سياسي لكن المحتجين يقولون إن هذه ” التطورات لا تعنيهم في شيء”.

ولم تتوقف الاحتجاجات منذ تسعة أشهر، ويقول المتظاهرون إن تنحي الجيش عن السلطة مطلب ضروري مع أهمية تحقيق العدالة لضحايا الاحتجاجات.

وخلال خطابه بشأن انسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية لم يظهر قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عما إذا كان العسكريين لديهم استعداد لتحقيق العدالة.

“خوذات” تتصدى للمدرعات

وسارع شبان وفتيات يضعون “الخوذات الملونة على الرأس بغرض الحماية من عبوات الغاز إلى منع مدرعات للتقدم في شارع افريقيا قرب مركز تجاري شرق العاصمة وهم يحملون ألواح خشبية.

وتقول نازك 23 عاما والتي تتظاهر أسبوعيا ضد العسكريين إن اليأس لا يعرف طريقا إلى قلوبهم ولن تجلس في منزلها وتتابع التظاهرات فهي تفضل المشاركة بنفسها ولم تتوقف عن المشاركة منذ عامين.

وقالت هذه الفتاة التي تدرس بالجامعة إنها تتابع دراستها وتشارك في التظاهرات اذا لم تكن مضطرة للذهاب إلى الكلية وقالت إنها حزينة لمقتل الشهداء برصاص قوات الأمن ويجب أن تتابع مسيرتهم.

جولة جديدة في سبتمبر

وتسيطر على الاحتجاجات أجيال في العشرينات وبعض الأجيال الاقل سنا من هذه الفئة العمرية منذ الانقلاب العسكري وهي الأجيال التي عاصرت مجزرة القيادة العامة قبل ثلاثة أعوام ويطالبون تحقيق العدالة للضحايا.

ولم يفلح قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في إنهاء “زخم الشارع” على الرغم من تأكيده على أن الوضع في السودان يحتاج إلى تدخلات لعلاج الأزمات المعيشية والأمنية.

فرض ارتفاع حدة التظاهرات خاصة في العاصمة السودانية على العسكريين عدم القدرة على تكوين حكومة مدنية

فرض ارتفاع حدة التظاهرات خاصة في العاصمة السودانية على العسكريين عدم القدرة على تكوين حكومة مدنية وتقول مجموعة الترويكا التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج إن أي حكومة دون توافق جميع الأطراف لن تجد الإعتراف.

بحلول مساء اليوم تكون تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم اختتمت جدول احتجاجات شهر أغسطس، ويرجح أن تٌصدر جداول الشهر الجديد مع ترتيبات لـ”مليونية حاشدة” خلال الفترة القادمة وفق ما ذكرت راوية وهي فتاة فاعلة في الحراك السلمي.

متظاهرة: عودة مظاهرات الأحياء ستنهك العسكريين وصولا إلى مليونية الإسقاط

وتقول رواية لـ(عاين)، إن تظاهرات هذا الشهر نجحت تماما في إنهاك السلطة الحاكمة ولدينا ترتيبات جديدة لشهر سبتمبر وقد تكون مختلفة تماما عن هذا الشهر وصولا إلى “مليونية مركزية” خلال شهر أكتوبر القادم.

وبالرغم من مساعي العسكريين لاحتواء الاحتجاجات الشعبية في العاصمة السودانية لكن عدم وجود “مركز سياسي ” يدير هذه التظاهرات ينهك قوات الأمن في الوصول إلى قادة الحراك.

تضيف راوية: “سنخرج من جميع الشوارع مع عودة مواكب الأحياء خلال الأسبوع القادم”.