السودان: مقتل متظاهر و”الحرية والتغيير” تتهم الأمن بتفكيك الحركة الجماهيرية
26 يوليو 2022
قتل متظاهر السوداني اليوم الثلاثاء بمدينة ام درمان اثناء فض القوات الأمنية لتظاهرات مناوئة للانقلاب العسكري، في وقت أنهت قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” الموكب الذي نظمته اليوم في “تقاطع باشدار” بحي الديوم الشرقية دعما للتعايش السلمي رفضا للعنف القبلي عقب هجوم مجهولين يحملون الأسلحة البيضاء على المشاركين.
وقالت لجنة اطباء السودان المركزية، ان مقتل المتظاهر في مدينة ام درمان اليوم نتج إثر إصابته برصاص حي في الوجه بالقرب من الفم ليرتفع عدد ضحايا الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر إلى (116) قتيلاً ومئات الجرحى.
اتهام
واتهم تحالف قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” جهات أمنية بتدبير هذا الأمر لكنه قال إن بيان لجان مقاومة الديوم الشرقية الصادر مساء أمس هو الذي مهد للفوضى التي حدثت اليوم.
وكانت قوى الحرية والتغيير “مجموعة المجلس المركزي” دعت إلى موكب “التعايش السلمي” للتنديد بالعنف القبلي بولاية النيل الأزرق واقليم دارفور وولايات الشرق وحددت لجنة العمل الميداني “تقاطع باشدار” بحي الديم جنوب العاصمة مركزا لتجمع الموكب وتنظيم منصة لإلقاء خطابات من القوى السياسية.
ورفضت لجان مقاومة الديوم الشرقية في بيانها مساء الاثنين نصب قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” منصة في “تقاطع باشدار”.
وشارك في “موكب التعايش السلمي” قيادات من قوى الحرية والتغيير أبرزهم وجدي صالح وخالد عمر يوسف ومحمد الفكي سليمان وطه عثمان وكمال بولاد ووصل الموكب إلى “تقاطع باشدار” من نقطة “تقاطع 41 العمارات” وهم يرددون هتافات بإسقاط الانقلاب العسكري والتنديد بالعنف الطائفي في ولاية النيل الأزرق.
وعقب وصول موكب قيادات قوى الحرية والتغيير بدأت مجموعة في ترديد هتافات مناوئة ضد أعضاء قوى الحرية والتغيير وتحولت الهتافات إلى مشادات كلامية أضطر قادة الموكب إلى تغيير وجهته والعودة إلى “تقاطع 41 العمارات” وتفرق الموكب هناك.
اطلاق الغاز
وشاهد محرر (عاين)، بعض الأشخاص يحملون العصي وآخرين يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين كما تعرض مقرر قوى الحرية والتغيير إلى إصابة طفيفة بآلة حادة أثناء عملية تدافع لبعض المحتجين الغاضبين من قوى الحرية والتغيير.
ولاحقت مجموعة تحمل العصي الموكب إلى شارع رئيسي في حي العمارات بالقرب من “تقاطع باشدار” وجرت مشادات بين المتظاهرين الذين شاركوا في الموكب وهذه المجموعات التي كانت تهتف “يا أحزاب كفاية خراب”.
من ناحيتها، قالت آلاء حامد والتي شاركت في الموكب في مقابلة مع (عاين)، “ما حدث اليوم خطير ويهدد مستقبل وحدة الحركة الجماهيرية”. وأشارت إلى أنها تعرضت إلى تهديد من بعض العناصر عندما حاولت الحديث إليهم ومحاولة اثنائهم عن فض الموكب.
المواكب مستمرة
من جهته، قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” شهاب الطيب لـ(عاين)، أن “ما حدث اليوم في موكب التعايش السلمي امتداد للممارسات التي فضت ندوة قوى الحرية والتغيير في الخرطوم بحري نهاية العام الماضي بعد الانقلاب وفض ندوة الحزب الشيوعي في أم درمان قبل شهرين”.
وأوضح شهاب الطيب، أن شبان يحملون العصي والسكاكين هاجموا الموكب أثناء التوجه إلى “تقاطع 41” لتنظيم منصة بعد أن تعذر استمرار الموكب في “تقاطع باشدار”.
وقال الطيب، إن الأجهزة الأمنية تعمل على تفكيك الحركة الجماهيرية وما حدث ليس ببعيد عن “أياديها الآثمة” على حد تعبيره.
وأوضح الطيب، أن قوى الحرية والتغيير لن تتوقف عن المواكب نتيجة لما حدث اليوم معلنا استمرار المواكب في الأيام القادمة وبمشاركة جماهيرية واسعة للرد على المشككين في وجود التحالف السياسي في الشارع.
وأشار الطيب، إلى أن المشادات التي حدثت في “اعتصام الجودة” مطلع الشهر الجاري كانت بداية الشرارة لهذه الممارسات.