السودان: عودة المتظاهرين إلى محيط قصر الرئاسة
25 أغسطس 2022
عاد سودانيون للتظاهر مجدداً في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة تنديداً باستمرار الانقلاب العسكري بعد جولتين من الاحتجاج بشارع المطار شرق العاصمة. ومنعت قوات الأمن المحتجين من الوصول إلى القصر وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة قرب محطة “شروني” ووضعت المتظاهرين في “كمين أمني” أعقبته مطاردات بحي الخرطوم 3.
وتأتي تظاهرات اليوم الخميس استجابة لدعوات تنسيقيات لجان المقاومة، وأُطلق على احتجاجات اليوم “مليونية الحياة الكريمة” للتضامن مع المتأثرين بالسيول والفيضانات في 15 ولاية سودانية.
وتحرك الموكب المركزي من “تقاطع باشدار” اليوم نحو القصر لكن بعد وصوله إلى محطة شروني للحافلات أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع وتعرض العشرات لإصابات إثر تعرضهم لضربات بهذه العبوات التي يطلقها الجنود على المتظاهرين فيما تقول الأطقم الطبية الميدانية، أن “التصويب متعمد لالحاق الأذى الجسدي بالمتظاهرين”.
وأجبرت “شاحنات خراطيم المياه” المتظاهرين على التراجع من محيط شروني قرب معمل ستاك المركزي فيما سارت اثنين من الشاحنات التي تطلق الغاز المسيل بمحاذاتها وأعادت الموكب إلى حي الخرطوم 3.
وهذه التكتيكات الأمنية يقول المتظاهرون إن الغرض منها وضع المئات في “كمين أمني” لتسهيل الاعتقالات. وحاصرت القوات الأمنية بالفعل عشرات المحتجين في شارع فرعي بحي الخرطوم 3 بالقرب من حديقة القرشي.
وللشهر التاسع تواليا يتظاهر السودانيون ضد الحكم العسكري وسط تعقيدات سياسية وأمنية واقتصادية.
وعادة ما تضع تنسيقيات لجان المقاومة التي تقود الحراك السلمي جداول شهرية للتظاهر ضد الانقلاب العسكري لكن احتجاجات اليوم جاءت بدعوة من بعض لجان المقاومة جنوب العاصمة وهو تكتيك درج المحتجون على اتباعه لإنهاك القوات الأمنية.
وتتزامن التظاهرات مع وصول أول سفير أميركي إلى السودان منذ 25 عاما أمس الأربعاء إلى العاصمة الخرطوم لتولي مهامه السفارة الأميركية في السودان رسميا.
ورفعت الولايات المتحدة الأميركية تمثيلها الدبلوماسي في السودان إلى درجة سفير هذا العام مع تطور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد إلى جانب تعيين مبعوث من الادارة الأميركية.
وتشجع الولايات المتحدة الأميركية المدنيين والعسكريين على المحادثات للوصول إلى اتفاق يؤدي لتشكيل حكومة مدنية. وفي يونيو الماضي عقدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في محادثات مباشرة بين قوى الحرية والتغيير والعسكريين برعاية سعودية.
بينما يتمسك المتظاهرون بالاطاحة بالمكون العسكري من السلطة ويقولون إن الانتهاكات التي ارتكبها لا تسمح له بالاستمرار مرة أخرى.
ويرفض المتظاهرون التفاوض مع العسكريين ويطالبون بمغادرة المشهد نهائيا بينما أعلن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو الماضي “خروج القوات المسلحة من العملية السياسية”.
أما في مدينة أم درمان غربي العاصمة خرج متظاهرون بالتزامن مع موكب الخرطوم ورددوا هتافات مناوئة للعسكريين قبل الوصول إلى النقطة النهائية في شارع “الشهيد جوني” أحد ضحايا الانتهاكات العسكرية في الاحتجاجات الشعبية.
وتعد أم درمان من المدن التي شهدت انتهاكات أمنية بمقتل العشرات في الاحتجاجات المناوئة للعسكريين ففي 30 يونيو الماضي شهدت “مجزرة” بمقتل تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمنية أثناء محاولة عبور الجسر إلى الخرطوم.
ذكرت لمياء التي شاركت في التظاهرات بمدينة أم درمان أن الموكب الرئيسي حشد المئات لأنه تحرك وسط الأحياء تجنبا للقمع الأمني ووصل إلى النقطة الرئيسية وأوصل رسالته بأن الحكم العسكري مرفوض.