“كارو” لإسعاف النساء الحوامل في مخيم تولوم للاجئين السودانيين

 عاين- 13 مارس 2024

في مخيم تولوم شرقي دولة تشاد الذي يأوي آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يستخدم المرضى والنساء الحوامل عربة “كارو” وفرتها منظمة دولية لنقل المرضى والنساء الحوامل من المخيم إلى المستشفى الواقع على بعد اثني كيلو متر.

منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 وصل نحو 600 ألف لاجئ إلى تشاد، ويعيشون أوضاعا إنسانية سيئة حسب ما قالت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس التي زارت مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد نهاية العام الماضي.

يجر حصان عربة “الكارو” ويعمل عليها شخص تدفع له المنظمة المال نظير هذه الخدمة بنظام “الاستئجار” في مخيم تولوم الواقع غرب دولة تشاد مهمته الطواف في بعض الأوقات داخل المخيم لنقل المرضى والحوامل إلى المستشفى يعمل خلال الفترة الصباحية والمسائية حسب ما تقول المتحدثة باسم اللاجئين في معسكر تولوم في تشاد فاطمة جاسر لـ(عاين).

في بعض الأوقات تنتظر “عربة الكارو” قرب المستشفى الواقع على بعد كيلومترين من مخيم اللاجئين السودانيين شرق تشاد بمحلية “هيربا” بوادي “فيزا” وهي قرية “تولوم” ويحمل المخيم اسمها وفور تلقيه لعملية الإبلاغ من مسؤول المخيم يتحرك إلى مقر إقامة المريض أو السيدة التي تكون على وشك الولادة لنقلهم إلى المستشفى.

وبالفعل نفذت عربة الإسعاف البدائية عملية نقل اثنين من النساء أصبن بمقذوفات صاروخية في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ووصلن إلى مخيم تولوم في تشاد، وهن يعانين جروحاً بالغة بسبب الشظايا، ونُقِلْن عن طريق “الكارو” من مقر إقامتهم في المخيم إلى المستشفى.

في هذا المخيم الواقع في منطقة شبه صحراوية غربي تشاد يهيم اللاجئين على وجوههم طيلة ساعات الظهيرة تتضاءل الآمال أمامهم كلما اشتدت الحرب في السودان، فهؤلاء السكان كانوا يعملون في الزراعة والأعمال الاضطرارية في بلدهم، وعاشوا عقودا طويلة من سوء الإدارة وغياب العدالة الاجتماعية والنزاعات المسلحة كما يقول الناشطون في منظمات المجتمع المدني في السودان، فإن الوضع حاليا أقرب إلى حالة سوداوية.

معاناة الحوامل

تقول جاسر: “المنظمة الدولية وفرت عربة الإسعاف “الكارو” بصفة مؤقتة إلى حين تشييد مستشفى داخل مخيم تولوم، لكن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد فالأوضاع حرجة للغاية، ولا تتوفر أدوية الحوامل لبعض الحالات وحتى علاج الأطفال لا يمكن الحصول عليه بيسر.

قبل أسابيع قليلة من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت نحو 200 ألف سيدة حامل بينهن 24 ألف حالة على وشك البلاد في الأسابيع الأولى للحرب حسب إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتضيف جاسر: “عندما طلبنا من المنظمة توفير سيارة إسعاف قررت مساعدتنا بالتعاقد مع مالك عربة كارو تدفع له المال مقابل نقل المرضى والحوامل إلى مستشفى هيربا قالوا إن الإجراء مؤقت”.

وتواجه العمليات الإنسانية نقصا في التمويل، وتقول الأمم المتحدة إن التعامل مع الأزمة الإنسانية في السودان يحتاج إلى 4.1 مليار دولار بما في ذلك 1.4 مليار دولار لمساعدة آلاف اللاجئين السودانيين في دول الجوار.

وتقول سوسن عبد الكريم الباحثة الاجتماعية في منظمة إنسانية إن توفير عربة “كارو” لاستخدامها لنقل المرضى والطوارئ في مخيم اللاجئين في تشاد “وصمة عار” على جبين المجتمع الدولي، وقالت إن العالم لا يتعامل مع أزمة السودان بالطريقة المثلى ووضعها وراء ظهره.

وترى سوسن عبد الكريم في حديث لـ(عاين) أن نقل المرضى والحوامل بواسطة عربة بدائية تفتقر لإجراءات السلامة قد يؤدي إلى مضاعفة المرض أو تعريض الحالة الصحية للسيدات اللائي يشعرن بآلام المخاض إلى مخاطر.