تحركات (حميدتي) ببورتسودان.. القاعدة الروسية أم خصخصة الميناء؟
26 مارس 2022
خلال الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو الأسبوع الماضي لولاية البحر الأحمر، جرى تداول على نطاق واسع يتحدث فيه والي البحر الأحمر المكلف علي عبد الله أدروب قائلا: إن “دقلو تعهد بعدم خصخصة موانئ بورتسودان لصالح الإمارات.
وجاءت تصريحات أدروب أمام عمال الموانئ في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر وبحضور دلقو الذي تدخل رافضا حديث الوالي عن ذكر دولة الإمارات.
ويُغري ساحل البحر الأحمر روسيا الى بناء قاعدة عسكرية منذ عامين ورغم تجميد المشروع الروسي العام الماضي بواسطة الجيش الذي تعرض لضغوط سعودية أميركية مصرية لكن حميدتي اكد في تصريحات عقب عودته من موسكو في فبراير الماضي أن سكان بورتسودان يعانون في الحصول على مياه الشرب ويجب أن نرى مصلحة البلاد وبعد هذه التصريحات بأيام قليلة ذهب الى بورتسودان وعقد لقاءات متعددة مع زعماء القبائل.
استمالة زعماء القبائل
وزار نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دلقو المعروف بـ”حميدتي” ولاية البحر الأحمر الأسبوع الماضي لمتابعة أعمال لجنة ترسيم الحدود بين نظارات القبائل في الشرق إلى جانب متابعة ازمة الموانئ بحسب ما ذكر مجلس السيادة في بيان صحفي.
ويثير إعادة تعيين حميدتي رئيسا للجنة للطوارئ الاقتصادية مخاوف من تمريره صفقة بيع موانئ بورتسودان لشركة موانئ دبي التي سعت خلال العامين الماضيين للاستحواذ على الموانئ السودانية وقابلت رفضا شعبيا واسعا وتخلت عن طموحاتها مؤقتا.
ويؤكد بدري خلف الله، وهو خبير متقاعد من الموانئ البحرية، أن ولاية البحر الأحمر تذخر بملفات مهمة لدى متخذي القرار في الخرطوم الأول القاعدة الروسية والملف الثاني موانئ بورتسودان حيث تمارس دول خليجية ضغوطا بغرض الخصخصة ودفع اربعة مليار دولار لإنقاذ الحكومة السودانية من اقتصادها المتهالك.
وبدأ نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، خطة بيع الموانئ لكنها لم تتمكن من إتمام الصفقة بسبب تآكل النظام والاحتجاجات الشعبية التي عجلت برحيله في 2019 وبعد ذلك انتقلت الإرهاصات الى حكومة عبد الله حمدوك التي تشكلت نهاية 2019 وسعت الى الحصول على “صفقة مناسبة” للخروج من الازمة الاقتصادية لكنها أيضا حُوصرت. يقول خلف الله لـ(عاين).
ويرى خلف الله، أن زيارة حميدتي إلى البحر الأحمر جاءت لسببين رئيسين الأول “ترضية زعماء القبائل” مقابل تمرير صفقة بيع الموانئ السودانية لشركة موانئ دبي والثاني بناء قاعدة روسية في البحر الأحمر.
ويضيف خلف الله : “لا اعتقد ان هناك اعتراض من زعماء القبائل على القاعدة الروسية لأنها تقع خارج نطاق نظاراتهم لكن ربما وعدهم حميدتي بمساعدته على تمرير صفقة الموانئ لصالح شركة موانئ دبي”.
الإصلاحات مقدمة للبيع
وأشار مسؤول في الميناء تحدث لـ(عاين)، مشترطا عدم ذكر اسمه أن تحركات حميدتي في الموانئ أثناء زيارته الاسبوع الماضي جعلتنا نشعر أن الرجل ربما يرغب في تمرير صفقة الموانئ لجهة ما.
وأضاف : “الاصلاحات التي اعلنها ذر للرماد في العيون سيعلن فشلها وبهذه الحجج يمررها إلى الامارات في صفقة اتفق الطرفان عليها إبان زيارته لأبوظبي شهر فبراير الماضي منفردًا رفقة شقيقه عبد الرحيم دقلو”.
واتخذ حميدتي إجراءات فورية دون العودة الى مجلس السيادة الانتقالي مستغلا صلاحياته وألغى عطلة السبت والعمل لساعات طويلة لعمال هيئة الموانئ البحرية.
وذكر محمد حمدان دلقو، إنه جاء إلى بورتسودان مفوضا من مجلس السيادة الانتقالي للوقوف على مشاكل الموانئ السودانية ونفى أي اتجاه لبيع الموانئ بحسب بيان من مجلس السيادة الانتقالي.
إنقاذ الموانئ
وأعلن دقلو خلال زيارته إنشاء مرابط اضافية دون تقديم التفاصيل عن المشروع الجديد الذي أثار قلق رئيس نقابة هيئة عمال الموانئ البحرية إبراهيم الشربيني وقال في حديث لـ(عاين)، لا نعلم كيف يمكن الحديث عن إنشاء مرابط اضافية بينما الدولة عاجزة عن صيانة ثمانية رافعات جسرية بقيمة 100 مليون دولار.
واتهم الشربيني وزارة المالية الاتحادية بتعطيل صيانة الرافعات الجسرية بالاستحواذ على نصف مليار دولار من عائدات الموانئ سنويا وعدم الإفراج عن بنود الصيانة.
وأشار الشربيني، إلى ان زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى الموانئ والحديث عن الغاء عطلة السبت فرقعات اعلامية لأن الموانئ تعطل حتى في عطلة الأعياد والعمل يتوقف بسبب الأعطال لا العطلات.
وأضاف : “توجد ثمانية رافعات جسرية تعمل منها ثلاثة بشكل منتظم وثلاثة تتعرض لأعطال متكررة واثنين خارج الخدمة “.
نقابة الموانئ: لا نعرف اذا كانت الإصلاحات المعلنة مؤخراً لصالح تطوير الموانئ ام لصالح جهات أخرى لكننا نقف ضد بيعها وظللنا نعارض نظام المخلوع والحكومة الانتقالية والآن سنواجه أي اتجاه لخصخصتها.
وقال الشربيني إن عمال الموانئ لا يعرفون اذا كانت الإصلاحات الأخيرة المعلنة لصالح تطوير الموانئ ام لصالح جهات أخرى لكننا نقف ضد بيعها وظللنا نعارض نظام المخلوع والحكومة الانتقالية والآن سنواجه أي اتجاه لخصخصتها.
وتستقبل موانئ بورتسودان سنويا 12 مليون حاوية فيما تصدر ثلاثة ملايين حاوية وفقا لاحصائيات جرت قبل عامين ومع تدني الصادرات السودانية فإن هذه الاحصائيات تكون قد انخفضت.
ويقول الخبير في هيئة الموانئ البحرية بدر خلف الله إن الوضع الحالي لا يسمح بخصخصة الموانئ لأن العسكريين غير موحدين لاتخاذ مثل هذه القرارات وزيارة دلقو لبورتسودان ربما ركز أكثر على موضوع القاعدة الروسية حتى يتخذ موسكو للحماية من العقوبات الاميركية التي تهدده.
ويرى خلف الله، أن الموانئ السودانية محط اهتمام قطر ايضا التي تحركت في الأيام الأخيرة عبر سفيرها في الخرطوم واعلن دعم بلاده للفترة الانتقالية في لقاء مع عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي.