شعراء وموسيقيون وكُتاب سودانيون في قلب معركة “كورونا”
عاين – 30 أبريل 2020م
قادت الإجراءات الاحترازية لمواجهة فايروس كورونا المستجد إلى تعطيل الشارع السوداني ونشاطاته في مختلف المجالات، وأدى حظر التجوال الكامل لتوقف الفعاليات الثقافية التي كانت تنتظم البلاد، وعلى اثر ذلك لجأ عدد من الشعراء والكتاب والموسيقيين على إحياء بعض النشاطات الثقافية عبر منصة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لتخفيف وطأة الحظر على المواطنين.
وكانت تنشط في العاصمة الخرطوم عدد من المنتديات الأدبية والثقافية التي تقيمها الجهات المعنية بالشأن الثقافي والمهتمين، وتشمل معارض كتب ومنتديات شعرية وفعاليات ثقافية مختلفة، حيث تنظم “جماعة عمل الثقافية” فعالية معرض الكتاب الدوري “مفروش” في الأسبوع الأول من الشهر، كما ينظم “نادي القراءة السوداني” فعالية سنوية توافق اليوم العالمي للقراءة حيث يجتمع عدد كبير من المثقفين والكتاب والأدباء في معارض كتب تقام في الساحات العامة وتشهد الفعالية مناقشات واسعة وقراءات أدبية متصلة.
ووقع يوم القراءة العالمي الذي يوافق 23 أبريل، هذا العام، داخل أيام الحظر الكامل، الأمر الذي قاد منظمو الفعالية لإقامتها على الفيسبوك، ودعوا جميع الجهات الثقافية للمشاركة بإقامة فعاليات بث حي صوتي أو مرئي على موقع الفيسبوك، وقدمت صفحات مختلفة قراءات نقدية وأوراق علمية ومختصة فيما شملت الفعاليات قراءات شعرية وقصصية.
ومن الأجسام الثقافية التي تمت دعوتها للمشاركة،”مؤسسة جيل جديد الثقافية” التي يقوم على رأسها عدد من الشباب الكتاب من الشعراء والقصاصين، وأقامت المؤسسة في يوم القراءة العالية، بث حي صوتي تمت خلاله قراءة عدد من الأشعار والقصص القصيرة، وقال رئيس مؤسسة جيل جديد، يس المك لـ(عاين)، إن إقامتهم للفعالية الإسفيرية جاءت استجابة لدعوة نادي القراءة السوداني الذي درج سنويا على تنظيم الفعالية، وأضاف أن المؤسسة كانت تطمح منذ زمن لإقامة فعاليات اسفيرية لإثراء النشاط الثقافي على فيسبوك وتخفيف وطأة الحظر على المواطنين.
ومن جانبه نبه الشاعر، وعضو المكتب التنفيذي لجماعة عمل الثقافية، عبد الله الزين، إلى أن اتجاه الجماعة لتعليق أنشطتها الجماهيرية جاء استشعاراً لخطر المرحلة، وأشار إلى استمرار تلك الفعاليات ونقلها الى الفيسبوك بهدف دعم توقف الحركة لمحاصرة الوباء وتشجيع الناس على البقاء في منازلهم، مضيفاً أنهم منذ بداية الحظر وحتى الآن نظموا العديد من الفعاليات الإسفيرية على صفحتهم على الفيسبوك، شملت تقديم أوراق ومناقشة قضايا وقراءات شعرية، كما كشف الزيم لـ(عاين)، أنهم يرتبون لإقامة ندوات كاملة على المنصة الالكترونية، إضافة لإستمرار الفعاليات الثقافية على صفحتهم.
ونشطت في الفترة الأخيرة صفحة باسم “منصة محاربة مرض الكورونا بالسودان” والتي اشتغلت على جمع أكبر عدد من المبدعين و الناشطين الثقافيين من داخل وخارج البلاد في المنصة، حيث تقدم يوميا فعاليات مرئية لعدد كبير من المطربين والشعراء والكتاب. وقدمت الصفحة خلال الأيام الماضية بث مباشر مع الفنان المهاجر “إيبو كردم” غنى فيه عدداً من أغنياته والكاتب “عادل القصاص” للحديث عن تجربته مع كتابة القصة القصيرة.
إلى ذلك، نشط عدد من الكتاب والشعراء على تنظيم ما أسموه “تحدي الكتابة”، والذي يبثون فيه مقاطع صوتية أو مرئية لقراءات لأعمالهم وأعمال الآخرين، وأحد الناشطين في هذا التحدي، الكاتب هشام آدم ووئام حمزة وعثمان الشيخ والشاعر والقاص موافي يوسف الذي قال لـ(عاين)، إن الأمر لاقى استحسان وتفاعل الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أن المحتوى الإسفيري بموقع فيسبوك أضحى مؤخراً يضم مجموعات كبيرة من المقاطع الصوتية المسموعة التي استعاض بها القراء عن المحتوى المكتوب.
وأضاف موافي أنه نشر أكثر من 25 بثًا صوتيا حتى الوقت الراهن، مشيراً إلى وجود متابعين دائمين ينتظرون البث الصوتي يومياً وخاصة اذا كان البث مجزأ على حلقات، وتابع موافي :”تأتيني رسائل داعمة للفكرة ومعبرة عن سعادتها لما أقدمه من حلقات ويطلب منا المستمعون عدم إيقاف البث”.