السودانيون يتحدون القمع ويتظاهرون رفضاً لإتفاق (حمدوك- البرهان)
21 نوفمبر 2021
تظاهر آلاف السودانيين بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى اليوم الأحد، واقترب المتظاهرين المناوئين للانقلاب العسكري في العاصمة من محيط القصر الرئاسي قبل أن تفرقهم قوات الشرطة بالقوة ما أسفر عن مقتل متظاهر بحسب لجنة اطباء السودان المركزية ليرتفع عدد قتلى تظاهرات السودان إلى 41 قتيلا منذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الفائت.
واستخدمت قوات الأمن عبوات الغاز المسيل للدموع واطلاق الرصاص الحي في الهواء لمنع المتظاهرين من وصول القصر الرئاسي الذي كان تجرى بداخله مراسم التوقيع على اتفاق إطاري أعيد بموجبه عبد الله حمدوك الى منصبه رئيسا للوزراء.
رفض الإتفاق
ورفض المتظاهرون الاتفاق الاطاري الذي أبرمه قادة الجيش السوداني مع حمدوك وارتفعت هتافات مناهضة لرئيس الوزراء فيما ذكر الأخير أن الاتفاق جاء لـ”فك الاختناق السياسي داخليا وخارجيا”.
وواجه الاتفاق الذي جرى توقيعه اليوم بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء، عبدالله حمدوك رفضا من الشارع السوداني ولجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين وأحزاب الحرية والتغيير، معتبرين الخطوة تأييدا للانقلاب ودعما للحكم العسكري في السودان، مؤكدين على عدم العودة الى الشراكة مع العسكر مع استمرار التصعيد الثوري ضد العسكر ومساعديهم من الحركات المسلحة وأحزاب أخرى .
وانطلقت في الواحدة من ظهر اليوم تظاهرات حاشدة من أحياء ومدن العاصمة الثلاث اتجهت إلى وسط الخرطوم وسط الخرطوم وواجهتها القوات الأمنية التى انتشرت في الشوارع الرئيسية بإطلاق مفرط للغاز المسيل للدموع.
فيما خرج الآلاف بشارع الستين شرقي الخرطوم مطالبين بتنحي العسكر من السلطة، وقالت المشاركة في الاحتجاجات، هبة عثمان لـ(عاين) إن : “المحتجين رفضوا اتفاق البرهان وحمدوك.. واعتقد انه ولد ميتا لانه لم يترك تأثيرا ايجابيا على المتظاهرين ولا زالنا في حالة صدمة من توقيع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على توقيع هذا الاتفاق الضعيف والذي قيد سلطته أكثر مما كانت قبل الانقلاب”.
وشهدت محط سبعة جنوبي الخرطوم تجمع الآلاف من المحتجين من مناطق جنوب الخرطوم واحياء الديوم الشرقية ولكن عند وصولهم الى موقف شروني وسط الخرطوم تعرضت المواكب للعنف والتفريق قبل ان يلتحموا بحشود أخرى نجحت في الوصول إلى موقف جاكسون وشارع السيد عبد الرحمن للتوجه الى القصر الجمهوري واستمر الكر والفر بين المتظاهرين والقوات الامنية لساعات طويلة .
فيما احتشد شارع الاربعين الرئيسي بمدينة أم درمان بالمتظاهرين الرافضين للشراكة مع العسكر وتعرضت الحشود لقمع بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وبعد مقاومة للإجراءات الأمنية تمكن آلاف الثوار من احياء مدينة من الوصول الى المؤسسة بمدينة بحري والالتحام بالحشود الاخرى .
وذكر متظاهرون أجرت لـ(عاين) أن الآلاف تمكنوا من الوصول على مسافة قريبة من القصر الرئاسي الا ان قوات الشرطة أطلقت عبوات الغاز واجبرتهم على التراجع الى شارع السيد عبد الرحمن ومحطة شروني للحافلات.
قمع مفرط
وقال معاوية وهو أحد المتظاهرين لـ(عاين) إن قوات الأمن أطلقت عبوات الغاز بكثافة أدت إلى حالات إغماء بين المتظاهرين مشيرا إلى ان الخطة الأمنية اعتمدت على شل حركة الإحتجاجات بإطلاق عبوات الغاز بكثافة عالية.
وتمركز آلاف المحتجين في محطة شروني للحافلات شرق العاصمة وأطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات بينما ذكر شهود عيان لـ(عاين) أن القوات الأمنية اطلقت الرصاص الحي لتفريق المحتجين الذين قاوموا الترسانة العسكرية للعودة الى الشوارع القريبة من القصر الرئاسي.
وذكر حسام جعفر – متظاهر شارك في الاحتجاجات بمحطة شروني لـ(عاين) أن الشرطة حاصرت المحتجين من شارع “بيو يوكون” واطلقت عبوات الغاز بلا هوادة وقال : “وضعوا المحتجين في صندوق كبير وأطلقوا الغاز بكثافة لدرجة سقوط حالات إغماء لحوالي عشرة أشخاص”.
وأضاف: “تمكن عشرات المحتجين من تخليص فتاة من قبضة الشرطة بالمقاومة السلمية في محطة شروني للحافلات ” وتابع: “مارست القوات الأمنية قمعنا عنيفا تجاه المحتجين السلميين”.
ويرى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي تحدث في حفل توقيع الاتفاق السياسي أنه اضطر لتوقيع الاتفاق السياسي لفك الاختناق الداخلي والخارجي وتوجيه طاقات الشباب الى بناء السودان.
الشارع يحدد مساره
فيما أكد المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين الوليد علي أحمد في تصريحات لـ(عاين) أن الاتفاق السياسي يمثل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وحده مشيرا إلى أن تجمع المهنيين سيمضي الى بلورة موقف سياسي موحد مع الشارع الثائر لإسقاط “المجلس العسكري الانقلابي ومن معه”.
وانعكس الاتفاق السياسي على المحتجين السلميين الذين تظاهروا بشكل كبير اليوم الأحد حيث ردد المتظاهرون هتافات مناوئة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك
بينما أطلقت قوات الأمن في منطقة المؤسسة بالخرطوم بحري عبوات الغاز لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين من أحياء شمال العاصمة السودانية ولم يتوانى المحتجون في ترديد هتافات مناوئة للاتفاق السياسي الموقع بين حمدوك وقادة الجيش.
وقالت سوما توفيق والتي شاركت في إحتجاجات الخرطوم بحري لـ(عاين) ان قوات الامن اطلقت قاذفات مسيلة للدموع ولم يغادر آلاف من المحتجين نقطة الإحتجاجات مشيرة إلى أن أي المحاولات الأمنية حاولت بإستمرار تفريق المحتجين في مليونية 21 نوفمبر وقالت : “لن ينتهي هذا اليوم دون ان نشاهد عنف الأجهزة الامنية الوالغة في دماء الثوار في مليونية 17نوفمبر الأربعاء الماضي”.
الاتفاق دبر ليلا
من جهته ذكر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب الطيب في تصريحات لـ(عاين) أن الاتفاق السياسي “دبر ليلا” بين مجموعة سياسية من بعض الأحزاب وشخصيات مقربة من المكون العسكري. موضحا أن الاتفاق السياسي لن ينهي الأزمة السياسية في السودان ولن يتراجع الشارع قبل استلام السلطة المدنية بالكامل.
وأشار الطيب إلى أن مسهلي الاتفاق الذين توسطوا أنقذوا العسكريين من السقوط الوشيك لأن الشارع حاصرهم تماما وذكر أن الكلمة ستكون للجان المقاومة في البيانات التي ستصدر لاحقا وكيفية التعامل مع هذه التطورات.
وينص الاتفاق الموقع بين قادة الجيش وحمدوك على تشكيل حكومة كفاءات خلال أسبوعين ولم تستبعد مصادر تحدثت لـ(عاين) أن يكون هناك مستقلون حزبيون ممثلين للأحزاب التي شاركت في صناعة الاتفاق السياسي وقد يكون حزب الأمة بينهم إلى جانب الضغوط التي ستمارس على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لوضع وزراء يمثلون اقاليم سودانية لاشراك الادارات الأهلية وهي ضغوط قد تأتي من جانب قادة الجيش والدعم السريع.