السودان: قمع مفرط وإعتقالات في تظاهرات تصحيح مسار الثورة
استخدمت الشرطة السودانية العنف المفرط في مواجهة مئات المتظاهرين وسط العاصمة السودانية الخرطوم، واطلقت عليهم قنابل الغاز المسيلة للدموع قبل ان تحتجز العشرات داخل سيارات الشرطة.
واحتشد مئات المتظاهرين اليوم الاثنين، أمام مقر مجلس الوزراء وسط المنة لتسليمه مذكرة احتجاجية تتزامن مع الذكرى الأولى للتوقيع على الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في البلاد في أعقاب ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الرئيس البشير.
وكانت لجان المقاومة في احياء العاصمة دعت بمعزل عن الحاضنة السياسية قوى إعلان الحرية والتغيير لمظاهرات “مليونية جرد الحساب” اليوم الاثنين 17 اغسطس امام مجلس الوزراء.
وطالبت لجان المقاومة في دعوتها التي استجاب لها المئات الحكومة بشقيها المدني والعسكري إنفاذ كافة بنود الوثيقة الدستورية، وطالبت قوى الحرية والتغيير بنبذ الصراعات الضيقة والالتزام بالوحدة الثورية لاستكمال أهداف الثورة.
واتهمت لجان المقاومة في بيان ما اسمتهم بعملاء الثورة المضادة لمحاولات إجهاض الثورة عبر إثارة الحروب الأهلية وخلق الضوائق الاقتصادية عبر التخريب المنظم. وأكدت لجان المقاومة بان محاولات ضرب لجان المقاومة عبر الترهيب والرشوة وتكوين الاجسام الموازية لن تجدي. مذكرة بمليونيات الثلاثين من يونيو في العامين 2019 والعام 2020 التي أكدت على يقظة الشارع السوداني.
وأكدت اللجان على قطعها الطريق لأي محاولة انقلابية، وافشالها لأي محاولة لهزيمة الثورة، داعيا لأن تكون الذكرى الأولى لتوقيع الوثيقة الدستورية عنوان لوحدة قوى الثورة خلف الأهداف المعلومة.
وانتشر مئات المتظاهرين وسط الخرطوم بعد ان تجمعوا في مناطق رئيسية في الخرطوم قبل ان يتوجهوا في تمام الواحدة ظهرا إلى مقر مجلس الوزراء، وهناك طالب المتظاهرون عبر ممثلين بحضور رئيس الوزراء وتسليمه المذكرة إلا ان مسؤول في مكتبه ابلغ المتظاهرين عدم حضور رئيس المجلس الأمر استنكره المحتجون.
واثناء تجمع المئات امام المجلس، بدأت سيارات الشرطة في اطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع الأمر الذي أسفر عن اصابات واختناقات وسط المحتجين، ورصد (عاين) عمليات كر وفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين وسط الخرطوم، بينما شاركت سيارات مكشوفة عليها رجال بزي مدني في عمليات القمع والاعتقال في تذكير للمتظاهرين بجهاز الأمن والمخابرات سيئ السمعة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير .
وقالت لجنة تسيير نقابة المحامين في تعميم صحفي، “* تتواصل إعتداءات الشرطة حتى الآن على الشباب، تم الاعتداء بالضرب المبرح على مجموعة من الشباب أمام قسم الشرطة الشمالي في الساعة الخامسة والثلث مساء من قبل جماعة من الشرطة يستقلون ناقلة جنود ” دفار” يحمل اللوحة رقم 39174 نابعة لشرطة عمليات بحري” .
وأسفر الإعتداء -بحسب اللجنة- عن إصابات متفاوتة الخطورة بينما نقل عدد من الشباب للمستشفى ، بينما اعتقل كل من لم يتمكن من الفرار، بينما كانت هنالك إعداد لم يتم حصرها بعد قيد الإعتقال منذ ساعات النهار .
وكانت ولاية الخرطوم، اعلنت انها ستعمل على حماية وتأمين التظاهرات حسب المسارات المعلنة من قبل المنظمين وذلك حفاظاً على الحريات والتعبير بشكل سلمي عن الرأي.