مؤتمر (باريس) يجمع أكثر من مليار دولار لمساعدة السودانيين
عاين- 15 أبريل 2024
يعتزم مؤتمر باريس الذي بدأ اعماله اليوم حول الوضع الإنساني في السودان، إلى جانب البحث عن “ممرات آمنة مستدامة” لنقل الإغاثة إلى المدنيين في مناطق النزاع وضع “مصفوفة سياسية” لوقف الحرب بالتنسيق مع دول الجوار.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه خلال افتتاح مؤتمر باريس للوضع الإنساني في السودان الذي انطلقت أعماله في العاصمة الفرنسية اليوم الاثنين، “بعد مرور عام من الحرب وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة”. وقال إن “الحرب لم تترك سوى الفوضى والمعاناة”.
كسر الصمت الدولي
وأردف بالقول: “السودانيون هم أيضاً ضحايا النسيان واللامبالاة” حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف سيغورنيه: “هذا هدف اجتماعاتنا اليوم: كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب، ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك”.
تمكن المجتمعون من جمع 840 مليون دولار، فرنسا 110 ملايين دولار، وألمانيا 244 مليون دولار، وبلجيكا 350 مليون دولار ،و138 مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية.
وتمكن المجتمعون في مؤتمر باريس من جمع 840 مليون دولار جاءت على النحو التالي – فرنسا 110 ملايين دولار وألمانيا 244 مليون دولار وبلجيكا 350 مليون دولار و138 مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية.
فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أناليا بيربوك خلال حديثها أمام أعمال المؤتمر إن المؤتمر يعقد في أثناء تركيز العالم مع الهجوم الإيراني على إسرائيل.
جنرالان بلا رحمة
وقالت: إن “المجتمع الدولي يجب أن لا يصرف الأنظار عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية”. وأضافت: “المعاناة هناك في السودان لا توصف والسودانيون ضحايا الحرب من جنرالين عديمي الرحمة وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.
وذكرت وزير الخارجية الألمانية أن مبادرات المتعددة لوقف النزاع المسلح في السودان لم تثمر عن شيء إيجابي، ودعت المجتمع الدولي إلى العمل بشكل جيد وفعال لجلب الطرفين إلى المحادثات.
بينما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال المؤتمر إن السبل الكفيلة التي قد تجلب الجنرالين إلى طاولة المفاوضات هي “ضغوط المجتمع الدولي”.
القرن الأفريقي
فيما قال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينر تشيتش إن العالم يجب أن يتحرك لمنع انهيار السودان، وقال إن الحرب في السودان تزيد مخاطر زعزعة القرن الأفريقي وكثير من السودانيين ينزحون واللجوء.
ومن بين الأجندة الموضوعة على طاولة أعمال مؤتمر باريس الملف السياسي خاصة وأن الدعوة وجهت إلى 40 شخصية مدنية من السودان، بينما لم تتم دعوة طرفي النزاع – الجيش والدعم السريع.
يقول مسؤول سابق بوزارة الخارجية السودانية على اطلاع بأعمال المؤتمر في مقابلة مع (عاين) إن “العالم قرر أن يرمي بثقله في أزمة السودانية خاصة مع مخاوف فرنسا من تمدد الحرب من إقليم دارفور إلى تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وهي بلدان ذات نفوذ فرنسي، وعلى صراع مع روسيا”.
وتابع: “شرقا هناك مخاوف من تأثر أمن البحر الأحمر بالحرب التي تطرق أراضي ولايات شرق السودان منذ الشهرين الماضيين … الاتحاد الأوروبي بدأ يتحسس موقعه، وهذا التحرك قد يكون مثمرا لوقف الحرب”.
مصفوفة سياسية
وخلال أعمال المؤتمر يناقش دبلوماسيون رفيعون من دول جوار السودان تشمل دول كينيا وإثيوبيا وتشاد ومصر وجيبوتي وجنوب السودان إلى جانب السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والنرويج وهي الدول التي لديها تحركات في الأزمة السودانية منذ اندلاع الحرب.
وشددت مديرة القرن الأفريقي في منظمة هيومن رايتس ووتش ليتيسا بدر على إصدار “رسالة صارمة وشديدة اللهجة” والتلويح بالعقوبات الدولية ضد طرفي النزاع المسلح في السودان.
وأضافت: “أولئك الذين حالوا دون وصول المساعدات، وقتلوا العاملين الإنسانيين يجب أن يأخذوا نصيبهم من العقوبات الدولية… يجب عدم نسيان السودان”.
ويتزامن المؤتمر مع انسداد الأفق السياسي بشأن المفاوضات بين الجيش والدعم السريع، إذ أعلن قائد القوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان إن الجيش السوداني سيمضي إلى خيار الحل العسكري إذا لم تنفذ الدعم السريع بنود إعلان جدة بمغادرة منازل المواطنين والمرافق المدنية.
تجنب فناء السودان
كما جاءت أعمال المؤتمر مع تقطع أوصال الولايات السودانية؛ بسبب انتشار العصابات المسلحة التي تنهب القوافل التجارية، وتشكل خطرا على سلاسل الإمداد في بعض الولايات خاصة شمال كردفان والنيل الأبيض إلى جانب ارتفاع التصعيد العسكري بين الطرفين المتحاربين منذ أسبوع في الجزيرة وكردفان وولاية شمال دارفور.
وقال مصدر من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية يشارك في أعمال المؤتمر في باريس لـ(عاين) إن “رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية عبد الله حمدوك سيعقد اجتماعا مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الفرنسية”.
وأضاف: “سينقل حمدوك إلى المجتمع الدولي أهمية التنسيق لإنجاح مبادرات الوساطة وعدم بعثرتها، حتى تتمكن من تحقيق اختراق في جولة المفاوضات المرتقبة في منبر جدة خلال مايو القادم”.
وتابع: “المجتمع الدولي وصل إلى قناعة أن تكرار عام من حرب السودان يعني فناء هذا البلد للأبد … الوفد السوداني حريص على منع تفكك البلاد سيناقش المخاوف على نحو صريح مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأفريقي والإيقاد ودول الجوار”.
وعقد حمدوك اجتماعين مع كل من وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وذلك على هامش المؤتمر الإنساني حول السودان.
استعرض حمدوك الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان بفعل استمرار الحرب، وشدد على ضرورة الاستجابة السريعة للاحتياجات الملحة لملايين السودانيين الذين أضرت بهم الحرب، كما ناقش أهمية توحيد وتنسيق الجهود الداخلية والخارجية للوصول لحل سلمي تفاوضي ينهي الحرب ويرسخ سلاماً شاملاً ومستداماً في السودان.