مشاركة لافتة لـ(الحلو).. تأجيل توقيع الميثاق المؤسس لحكومة السودان الموازية
عاين- 18 نوفمبر 2025
استضافت العاصمة الكينية نيروبي اليوم الثلاثاء، قوى عسكرية ومدنية سودانية للإعلان والتوقيع على الميثاق التأسيسي لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع قبل أن تعلن هذه القوى تأجيل التوقيع على الميثاق التأسيسي حتى يوم 21 من الشهر الجاري.
وانخرطت قوى تضم عدد من الحركات المسلحة بدارفور وعدد من الأحزاب السياسية في مشاورات منذ وقت لتشكيل حكومة موازية لحكومة بورتسودان في مناطق سيطرة الدعم السريع عقب تأييد وموافقة الأخيرة التي انخرط منسوبوها في المشاورات السياسية.
ويجيء الإعلان عن القوى الداعمة لتشكيل الحكومة عقب انقسام تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بعد رفض مكونات أساسية فيها على رأسها رئيس التنسيقية ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك فكرة تشكيل الحكومة الموازية وإعلانه مع القوى الرافضة تحالف سياسي مدني جديد تحت اسم صمود الأسبوع الفائت.
واحتشد العشرات اليوم في قاعة مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات وسط العاصمة الكينية نيروبي، وضمت المجموعات الحاضرة أحزاباً سياسية وحركات مسلحة وقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، وعدد من الفاعلين المدنيين ورجالات من الإدارات الأهلية.
تأجيل
وأرجع رئيس حزب القومي، فضل الله برمة ناصر والذي تحدث باسم تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” المُشكل للحكومة الموازية، تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي حتى يوم 21 المقبل بعد طلب من رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال عبد العزيز الحلو، ليتمكن عدد من قادة حركته حضور التوقيع، وكذلك مشاركة حركة جيش تحرير السودان- قيادة عبد الواحد محمد نور.
وكان لافتا، ظهور عبد العزيز في مقر الاحتفال، والذي قدم الكلمة الرئيسية في الاحتفال والتي قال فيها: “هذه فعالية سياسية مهمة في تاريخ السودان ومحطة رحلة البحث عن السلام الدائم”. وتابع الحلو: “هذه الفعالية مميزة كونها جاءت من غير وسطاء دوليين والهدف منها البحث عن السلام السوداني السوداني”.
وأشار قائد الحركة الشعبية إلى أن الحرب في السودان استمرت 70 عاما، لكن حرب 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع نبهت الرأي العام السوداني إلى وجود مشكلة كبيرة؛ لأنها انتقلت من الأطراف إلى المركز، ونبهت الغافلين إلى وجود مشكلة كبيرة.
وقال الحلو: “الحرب في السودان نتيجة طبيعية للصراع بين المركز والهامش؛ لأن المركز استأثر بالسلطة والوجاهة والتفوق الاجتماعي وهامش محروم من كل شيء”.
وأردف رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو: “عندما حمل الزرقة السلاح في دارفور طالبوا بالسلطة والثروة جرى تصنيفهم أنهم أعداء العروبة وخروج على طاعة الحاكم المسلم”. وزاد قائلا: “الرفيق حميدتي شال السلاح، وقال للجماعة أدونا حقوق دارفور من السلطة والثروة، ونظروا ثم جردهم من كل أوراقهم التي تستخدم في تهميش واستبعاد الآخر مهما كان”.وزاد:”الرفيق حميدتي جرد المركز من كل أسلحته، ونادى بالمساواة والعدالة”.
تفرقة وكراهية
وتابع عبد العزيز : “لم تجد النخبة الحاكمة في الخرطوم طريقة للتعامل مع حميدتي وقالوا هذا أجنبي يجب ضربه.. في نهاية المطاف نحن سودانيون تجمعنا أرض السودان”.
وأشار الحلو إلى أن السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات واللون والمناخ، بينما تنظر “النخبة الحاكمة بالخرطوم” إلى التنوع والتعدد على أنه نقمة.
واتهم قائد الحركة الشعبية، النخبة الحاكمة في الخرطوم بإشعال الحروب في أطراف البلاد وإنفاق 82% من ميزانية الدولة واستخدام أوراق العرق واللون والجهة لاستدامة الصراع المسلح. وقال: “هذه أونطة … كرت الدين والقبيلة والإثنية مجرد موانع تستخدمها النخبة الحاكمة في الخرطوم لاستبعاد من هم خارج الدائرة، ونحن نريد وضع نهاية لهذا الأمر اعتبارا من اليوم”.
ونوه الحلو إلى أن المركز منذ العام 1956 وضع حواجز سميكة بين السودانيين، ويجب إزالتها وبناء دولة جديدة تختلف عن السودان القديم الذي يقوم على التفرقة والكراهية والفساد. وتابع: “وضعنا رجلنا في الطريق الصحيح لتحقيق التحول الديمقراطي والسلام الدائم والتنمية ودولتنا الجديدة خادمة والسلطة ليسـت للحصول على الثـروة والامتيازات”
في الأثناء، وصفت وزارة الخارجية في حكومة بورتسودان، فعاليات التوقيع على الميثاق السياسي في العاصمة نيروبي بـ”العمل الدعائي”، وقالت في بيان اليوم الثلاثاء: إن “كل الأطراف التي شاركت مع قوات الدعم السريع في الميثاق السياسي شركاء في الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب السوداني”.