جائحة “كورونا” تشعل أسواق الفاشر غربي السودان

جائحة "كورونا" تشعل أسواق الفاشر غربي السودان

الفاشر: 30 يونيو 2020م

لم يتوقع كبار التجار وموردي السلع الأساسية من العاصمة السودانية الخرطوم الى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان، أن فيروس كورونا سيكون ذو أثر على الاقتصاد المحلي ويتسبب في ارتفاع كبير لأسعار السلع الاستهلاكية مع عدم توفر الوقود وارتفاع سعره.

وقال عضو الغرفة التجارية بمحلية طويلة، غربي الفاشر آدم محمد عمر، لـ(عاين)، أن “هنالك آثار تركها الحظر الذي فرض بسبب تفشي الفيروس على التجارة وعلى المواطنين المستهلكين في ان واحد”. واضاف انه اثر على الحركة بين رئاسة الولاية والمحليات علاوة على عدم توفر السلع الكافية من العاصمة وارتفاع تكلفته لاسيما عدم الانسياب السلس للسلع والبضائع بين الولايات والمحليات.

وأشار آدم، الى أن مدينة الفاشر ومحليات اخرى مع حالة الحظر بجائحة كورونا بدأت تعيش غلاءً ارتفاعا رهيبا في أسعار جميع السلع الاستهلاكية اليومية، بل هنالك ندرة في بعض السلع الاستهلاكية مثل الغاز الذي أصبح من السلع النادرة في ظل انعدام البدائل الأخرى مثل الفحم وحطب الوقود، إذ أحجم معظم العمال عن مزاولة العمل فيها نسبة للمخاطر الأمنية التي يتعرضون لها بسبب انتشار الميليشيات المسلحة والذين جازفوا بحياتهم وحملوا هذه السلع لمدينة الفاشر فعليهم تسديد الرسوم العالية التي تفرضها سلطات محلية الفاشر مما يضاعف سعرها والتي بلغ سعر جوال الفحم الف وخمسمائة جنية.

وكشفت جولة لـ (عاين) بالأسواق عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية يقابلها ركود في حركة البيع والشراء حيث وصل سعر جوال السكر زنه 50 كيلو اربعة آلاف وخمسون جنيها بدلا عن ثلاثة الف جنيه قبل الجائحة.

ويباع الرطل بخمسين جنيها للرطل فيما بلغ سعر قارورة الزيت اربعة ألف وستمائة جنيه بدلاً عن ثلاثة ألف ومائة وخمسون جنيه ، فيما بلغ سعر كيلو لحم الضان ستمائة جنية جنيها والبقر خمسمائة وأربعين جنيه بواقع سبعمائة جنيه لكيلو الشرموط.

فيما عزا التاجر بسوق الفاشر الكبير، الهادي احمد، سبب غلاء الاسعار الى ارتفاع سعر الدولار وعدم توفره، علاوة على ارتفاع تكلفة الترحيل من العاصمة الخرطوم لولايات دارفور مع الزيادات التي طرأت على الشاحنات ببورصة الفاشر. وقال لـ “عاين ” إن زيادات الرسوم والجبايات التي فرضتها السلطات في بورصة الفاشر أثرت سلبا على معيشة المواطنين.

وفي هذا العام فرضت الحكومة المحلية بولاية شمال دارفور زيادات ضريبية بنسبة 300% في الرسوم المفروضة على شاحنات البضائع بين العاصمة السودانية الخرطوم والفاشر ومن مناطق الانتاج المحلية لعاصمة الولاية يتعلق بعدد من البنود  كرسوم ملاحظة ورسوم منفستو ونقل وبترول ورسوم تأمين علاوة على رسوم ضريبة تنمية ورسوم ميزان وزكاة وغيرها من البنود كالبوابات والتسهيلات مما جعل التجار يضيفون تلك الزيادات على المستهلك .

وأبلغ مسؤول بوزارة المالية في الولاية – فضل حجب اسمه ـ- (عاين) أن الإجراء اتخذه مدير عام المالية والوالي مع غياب المجالس التشريعية بغرض التحكم وضبط التهرب الضريبي لشاحنات البضائع القادمة من الخرطوم وصولا إلى بورصة السلع الرئيسية بالفاشر ولمزيد من جمع الايرادات في ظل الحظر المفروض على الاسواق واثره على الايرادات المحلية التي ترفد خزينة الولاية بالمال.

وأكد المسؤول الحكومي، أن المالية ليس له مصادر إيرادية أخرى تدر المال لخزينة الولاية إلا هذه البورصة”، وتابع “هذا الأمر حتماً سيدخل في معاش الناس وتضييق الخناق لهم”. وتربط مدينة الفاشر ببقية ولايات دارفور بالعاصمة الخرطوم بجانب بعض الدول مثل ليبيا وتشاد وافريقيا الوسطي.

واثرت جائحة كورونا وازمة الوقود على حركة التجارة والتنقل بين الولايات بالإضافة الى انقطاع السيارات التي تأتي من دولة ليبيا الى الفاشر وتحمل كميات من السلع الغذائية بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع.