الحرب تحاصر نحو (200) طفل بدار إيواء أيتام وسط ودمدني

عاين- 21 ديسمبر 2023

لاحقت الحرب 202 طفلاً من فاقدي السند يعيشون في دار إيواء بمدينة ودمدني بعد إجلائهم من العاصمة السودانية عن طريق اللجنة الدولية للصليب أغسطس الماضي.

وأطلق مسؤولو المقر الواقع في وسط المدينة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع الاثنين الماضي، مناشدات لإنقاذ الأطفال المقيمين في المقر والحصول على استجابة المنظمات الإنسانية.

وكانت جميع البعثات الميدانية الإنسانية داخل ولاية الجزيرة، علقت عملها اعتبارًا من 15 ديسمبر وحتى إشعار آخر إثر عمليات القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة لاسيما العاصمة ود مدني.

فشل

وفشل مسؤولو الدار في ودمدني في استجابة المنظمات الدولية لدعوات الأطفال البالغ عددهم 202 طفلا أغلبهم في سن أقل من ثلاث سنوات وحديثي الولادة إلى جانب 120 سيدة من المرضعات وعاملات التغذية، ولا يزال هؤلاء عالقون في المدينة.

وقال المشرف على الدار رضوان عبد الجبار، والذي حُوصر أيضا مع الأطفال في الدار بمدينة ودمدني ولاية الجزيرة في لـ(عاين): إن “المناشدات تكررت إلى المنظمات الدولية والوطنية والحكومة، ولم نجد الاستجابة“.

وأضاف: “اليوم الأربعاء -أمس- انقطعت المياه عن الدار، ولم نتمكن من تنظيم الخدمات المقدمة للأطفال، كما أن النقص في الغذاء والمؤن يشعرنا بالقلق في ظل سيطرة المعارك العسكرية على مدينة ودمدني“.

“نحن عالقون لا يمكننا الاقتراب حتى من البوابة الرئيسية، وإذا نفد الغذاء والحليب لا ندري كيف نوفر ذلك ما يحدث كارثة حقيقية”.

مشرف في دار إيواء الاطفال فاقدي السند بود مدني لـ(عاين)

ولم يتمكن العاملون في الدار وعددهم 120 من سيدات مرضعات وعاملات التغذية ومشرفين من مغادرة المبنى منذ سيطرة الدعم السريع على مدينة ودمدني الاثنين الماضي.

وقال عبد الجبار الذي وجد نفسه مضطرا للبقاء في الدار لتأمين حياة الأطفال: “نحن عالقون لا يمكننا الاقتراب حتى من البوابة الرئيسية إذا نفد الغذاء والحليب لا ندري كيف نوفر ذلك ما يحدث كارثة حقيقية“.

ضغوط

وألقت حادثة إطلاق النار على قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالخرطوم في أثناء إجلاء مدنيين من حي الشجرة جنوب العاصمة السودانية قبل أسبوعين بظلالها على مصير (450) شخصا في دار المايقوما للأطفال فاقدي السند الأبوي بمدينة ودمدني بولاية الجزيرة؛ إذ إن المنظمة الدولية لا تزال أعمالها معلقة منذ ذلك الوقت.

عملية اجلاء أطفال من دار الأيتام بالعاصمة الخرطوم أغسطس الماضي- ارشيفة

ويقول المستشار السابق في منظمة دولية، علي الحاج، أن “عودة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإجلاء الأطفال من دار المايقوما في ودمدني وحتى مدنيين آخرين عالقين في أحياء سكنية من الصعب حدوث ذلك في الوقت الحالي“.

ويرى الحاج، ضرورة ممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع لإجلاء الأطفال من الدار باعتبارها القوة العسكرية التي تسيطر على المنطقة في الوقت الحاضر.

وأضاف: “يجب التعامل مع الواقع بعقلانية من منظمات المجتمع المدني التي يجب أن تؤدي دورا في ممارسة الضغوط على الدعم السريع للسماح بإجلاء الأطفال من دار المايقوما في ودمدني”.

ونشرت قوات الدعم السريع ليل الاربعاء فيديو تقول فيه انها استجابت لمناشدات دار إيواء الاطفال وقدمت مساعدات.