سودانيون يحتلون شوارع في العاصمة ومدن بالولايات تنديداً بحكم العسكريين
21 أكتوبر 2022
تظاهر الآلاف في العاصمة السودانية ومدن ولائية اليوم الجمعة في ذكرى “ثورة 21 أكتوبر 1964” للمطالبة بتنحى العسكريين عن السلطة. بينما واجهت قوات الأمن المتظاهرين بقمع مفرط في الخرطوم وأم درمان.
ويستمر السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي اطاح عبره قادة الجيش بشركائهم المدنيين الذين تقاسموا معهم السلطة عقب الاطاحة بحكومة الرئيس المخلوع عمر البشير بثورة شعبية ديسمبر 2018.
وكانت القوات الأمنية استبقت التظاهرات بإغلاق جسور رابطة بين مدن العاصمة السودانية بإستثناء جسرين فرعين شرق وشمال العاصمة الخرطوم أمام حركة المرور.
تطويق وسط الخرطوم
وهدفت الإجراءات الأمنية التي شملت وسط العاصمة السودانية إلى تأمين مقرات القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش ومجلس الوزراء لمنع تقدم المتظاهرين إلى هذه المواقع.
وتتزامن الاحتجاجات التي نظمتها تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة والولايات مع اتفاق مرتقب بين العسكريين والمدنيين لتقاسم السلطة ويقول الطرفان إنهما يعتزمان “إنهاء الانقلاب العسكري”.
وتوافد المئات إلى شارع أفريقيا القريب من المطار الرئيسي بالعاصمة السودانية بينما انتشرت القوات الأمنية قرب المطار وأقامت الحواجز الأمنية وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين كانوا يصممون على الوصول إلى بوابة المطار.
وشارك الآلاف في مليونية 21 أكتوبر التي أطلقت عليها قادة الحراك السلمي “لا للتسوية” في إشارة إلى الاتفاق المرتقب بين المدنيين والجنرالات برعاية دولية.
وتجمع المتظاهرون على طول شارع المطار في الأجزاء الجنوبية في مواجهة تقدم أمني بالمركبات الامنية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع مع إطلاق مقذوف “الأوبلن” وفق ما أفاد مسعفون ميدانيون (عاين).
وذكرت مسعفة ميدانية، أن القوات الأمنية استخدمت مقذوف “الأوبلن” وهو محشو بالزجاج والحجارة تتناثر داخل جسم الإنسان وتحدث الأذى الجسدي.
رفض
فيما أعلن متحدثون من تنسيقيات لجان المقاومة في مدينة الخرطوم خلال تجمعات في شارع المطار رفضهم للاتفاق بين المدنيين والعسكريين من واقع أنه اتفاق جزئي لا يلبي قضايا البلاد ويتم تغييب العدالة وإفلات الجنرالات من المحاسبة.
وقال متحدث من تنسيقيات لجان مقاومة ضاحية الصحافة في خطاب ألقاه أمام حشد جماهيري في شارع المطار إن الميثاق الثوري الذي وقعته تنسيقيات لجان المقاومة يهدف إلى تكوين جيش موحد وحل “مليشيات الجنجويد” عقب الاطاحة بالعسكريين عبر قرار من السلطة التي تتولى إدارة البلاد في ذلك الوقت.
وأضاف: “أيضا يلغي الميثاق الثوري اتفاق جوبا ويذهب إلى مؤتمرات قاعدية في مخيمات النازحين لاختيار السلام الذي يناسبهم”.
ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للاتفاق بين الجنرالات وقوى الحرية والتغيير ودعا محتجون إلى “إظهار سيادة الدولة في الصراعات القبلية في إقليم النيل الأزرق وغرب كردفان بعد ساعات من مجازر دموية.
وقالت سمر التي شاركت في الاحتجاجات لـ(عاين)، إن المواكب اليوم أحيت ذكرى ثورة أكتوبر لكنها ترى أن الوضع الراهن أخطر من أي وقت مضى حيث يراهن العسكريين على تخويف السودانيين بالحرب الأهلية عبر إضعاف الأمن في الأطراف وهذه مناورة مكشوفة الغرض منها ضغط المدنيين لإبرام الاتفاق السياسي”.
رصاص حي
أما في مدينة أمدرمان غربي العاصمة تمكن المتظاهرون من الوصول إلى مبنى البرلمان لكن القوات الأمنية تعاملت مع الحشود بقمع مفرط وفق ما أفاد شهود بإطلاق الرصاص المطاطي وسمع دوي إطلاق الرصاص الحي.
وتجمع المحتجون في شارع الشهيد عبد العظيم أبوبكر في أم درمان وتوجه الموكب المركزي عبر مسارات أعدها قادة الحراك إلى البرلمان. وقال شهود لـ(عاين)، إن القوات الأمنية وضعت حواجز وانتشر مئات الجنود وعربات الدفع الرباعي.
وقال معاوية الذي شارك في موكب أم درمان قرب البرلمان لـ(عاين)، إن المتظاهرين ركضوا إلى الشوارع الداخلية بعد أن اقتربوا من مبنى البرلمان لأنهم سمعوا أصوات الرصاص إلى جانب ملاحقة مركبات عسكرية تطلق الغاز المسيل للدموع ومحاولة دهس المحتجين.
مواكب الولايات
وانضمت للحراك الثوري اليوم الجمعة مدن سنجة، كوستي، الدويم، رفاعة، عطبرة، ود مدني، الابيض، كسلا، القضارف، الفاشر، زالنجي، الدمازين، نيالا، كنانة.
وفي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان اعترضت قوى الأمن الموكب المركزي الذي تحرك من وسط المدينة إلى شارع النيل للوصول إلى مقر المؤسسات الحكومية.
وقال شهود لـ(عاين)، إن القوات الأمنية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية وشهد شارع رئيسي في المدينة عمليات كر وفر بين المحتجين وقوى الأمن.
وأشار محمد المكي وهو من المحتجين في ودمدني في حديث لـ(عاين)، إلى أن المتظاهرين في المدينة استجابوا بكثافة عالية لدعوات التظاهر ضد الجنرالات وهتفوا ضد الحكم العسكري خاصة مع شعور بالسخط من وقوع أعمال عنف في إقليم النيل الأزرق.
بينما شهد سوق مدينة كسلا شرق السودان تجمع المئات من الشباب وأعلنوا رفضهم للنظام العسكري ورددوا هتافات مناوئة للانقلاب العسكري وقال متحدثون عن لجان المقاومة في خطاب أمام الحشود إن “مليونية 25 أكتوبر ستكون قاصمة الظهر للعسكريين وسيخرج جميع السودانيين لتشييع الانقلاب العسكري”.
واحتشد المئات اليوم الجمعة أمام مقر الحكومة وقيادة الجيش في ولاية النيل الأزرق مطالبين بإقالة حاكم الإقليم أحمد العمدة، حيث قدموا مذكرة يمهلون فيها قيادة الفرقة 48 ساعة لتنفيذ مطالبهم وذلك في اعقاب الاحداث الدموية التي تشهدها المنطقة.